اطفال في البانيا يعيشون في الخوف بسبب تقاليد ثأرية متوارثة منذ قرون
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

اطفال في البانيا يعيشون في الخوف بسبب تقاليد ثأرية متوارثة منذ قرون

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اطفال في البانيا يعيشون في الخوف بسبب تقاليد ثأرية متوارثة منذ قرون

شبان يعيشون ف الخوف بسبب تقاليد ثأرية متوارثة منذ قرون في البانيا
شكودرا ـ أ.ف.ب

يعيش اطفال كثيرون في البانيا حياة مظللة بالبؤس والخوف ويحرمون من فرصة ارتياد المدارس كما أن شبح الموت يطاردهم يوميا... هذا جزء من واقع صعب لعائلات البانية يواجه ابناؤها خطرا دائما جراء ثقافة الثأر المنتشرة في مناطق نائية في البلاد.

وقد التقت وكالة فرانس برس عددا من هؤلاء الاطفال الذين يمضون حياتهم في الفزع من الوقوع ضحية تقليد الثأر الدامي في البانيا والذي يقوم على عمليات انتقامية متبادلة بين عائلات متنازعة في المناطق الجبلية الواقعة في شمال البلاد، في تقليد يعود الى القرن الخامس عشر ويطال كل الذكور القادرين على حمل السلاح في اي عائلة.

وعرض هؤلاء الاطفال محنتهم في منطقة قريبة من مدينة شكودرا على بعد 90 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة تيرانا على الحدود مع مونتينيغرو (الجبل الأسود). وقال كليفيس البالغ 13 عاما إنه يريد أن يكون طبيبا في حين يطمح شقيقه البرت ابن الحادية عشرة أن يكون وزير العدل في ألبانيا. 

أما مارسيل البالغ 13 عاما فيريد أن يكون مغنيا في وقت يحلم تولانت (ليس اسمه الحقيقي) ابن الثالثة عشرة في ان يكون لاعب كرة قدم. 

لكن على الرغم من طموحاتهم الوردية، جميع هؤلاء محرومون من الذهاب إلى المدرسة ولن يتمكنوا من الانضمام الى أندية لكرة القدم أو تعلم الموسيقى. 

فأسر هؤلاء الاطفال "تلطخت ايديها بالدماء" ما ادخلها في دوامة قاتلة من العنف والثأر وفق كليفيس.

كذلك ينتمي ألبرت ومارسيل الى الاسرة عينها وهما مرغمان على الاختباء في داخل المنازل العائلية المتداعية خشية وصول قاتل مجهول.

هذه الهجمات قد تحصل اليوم او غدا او قد لا تحصل يوما -- وسببها ببساطة ان هؤلاء الاطفال هم من اقرباء رجل قتل شخصا آخر خلال شجار سنة 2010.

وقال غين ماركو الذي يروج للمصالحة بين العائلات لحساب منظمات محلية "قد يصبح هؤلاء قتلة الغد".

وتعود جذور هذا التقليد الثأري الى القرن الخامس عشر وتحديدا الى مجموعة القوانين الاجتماعية التي كانت تحدد الضوابط السلوكية في البانيا خلال القرون الوسطى.

 

- الاضرار بسمعة البانيا -

وقد باتت ألبانيا عرضة بشكل خاص لتفشي ثقافة الثأر التقليدية بعد الانتقال من الحكم الاستبدادي لنظام الحزب الواحد في التسعينات الى ما يشبه الفوضى. 

فقد وفر هذا الوضع بيئة خصبة لانتشار تقليد الأخذ بالثأر كوسيلة لتسوية النزاعات. 

ويؤكد أمين المظالم الحكومية المسؤول عن معالجة مسائل الخلافات الدامية ايغلي توتوزاني أن الجرائم التي ترتكب في هذا الاطار لا ترتبط حصرا بـ"التقاليد".

 وتتوانى السلطات عن نشر أرقام تتعلق بالمتضررين جراء هذه الخلافات الدامية خوفا من تشويه سمعة ألبانيا المستمرة في مسعاها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

وقال توتوزاني "حيثما تغيب الدولة يحل محلها الثأر"، مضيفا "نضر بصورة ألبانيا في حال تجاهلنا وجود المشكلة". 

ولا تزال حوالى 66 عائلة تضم 157 شخصا من بينهم 44 طفلا يعيشون في الخفاء، وفقا لتقرير رسمي حول القضية نشر في نيسان/ابريل. 

ولفت التقرير الى ان نحو 57 من الأسر تعيش في شكودرا أو محيطها كما ان الشكاوى المقدمة إلى الشرطة أو المسؤولين لا تزال نادرة.

 ويشير ماركو الخبير المشارك في الجهود للقضاء على هذه الآفة الى الانخفاض المطرد في هذه الظاهرة غير ان التقديرات تشير إلى أن نحو 190 طفلا ما زالوا يتأثرون بهذه المشكلة - مع حرمان ما يصل الى 80 منهم فرصة الحصول على تعليم ملائم بسبب ذلك. 

ويقول آخرون إن عدد الاشخاص المتضررين جراء هذه الافة أعلى من ذلك بكثير، لكن يصعب الحصول على إحصاءات دقيقة بسبب الغش الممارس من البعض ممن يستخدمون التهديد بالعنف الثأري كذريعة لتسهيل حصولهم على صفة لاجئ في الخارج. 

لكن أيا كان الحجم الحقيقي للمشكلة، فإنها تمثل تهديدا فعليا في بلد تشير آخر التقديرات فيه الى انه يضم أكثر من نصف مليون قطعة سلاح قيد التداول.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اطفال في البانيا يعيشون في الخوف بسبب تقاليد ثأرية متوارثة منذ قرون اطفال في البانيا يعيشون في الخوف بسبب تقاليد ثأرية متوارثة منذ قرون



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya