عمرو خالد يصف رسائل النبي للملوك بـنموذج الانفتاح على العالم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

عمرو خالد يصف رسائل النبي للملوك بـ"نموذج" الانفتاح على العالم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عمرو خالد يصف رسائل النبي للملوك بـ

الدكتور الداعية الإسلامي عمرو خالد
القاهرة - شيماء مكاوي

أوضح الداعية الإسلامي، الدكتور عمرو خالد، أن رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك دول العالم يعرض فيها عليهم الإسلام، تمثل نموذجًا في الانفتاح على العالم الخارجي، وأدار أول حوار للأديان مع وفد نصارى نجران بالمسجد النبوي في المدينة، وأضاف أن وفدًا من نصارى نجران تألف من 14 رجلًا من أشرافهم، وروايات أخرى تقول إن عددهم60 من أساقفة ورجال كنيسة نجران قدموا إلى المدينة، وأقاموا بالمسجد النبوي وليس في خيام خارج المسجد، تكريمًا من النبي لهم، وأقاموا شعائرهم فيه، حيث تقول الرواية: "لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ... دخَلُوا عَلَيْهِ مَسْجِدَهُ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ فَحَانَتْ صَلَاتُهُمْ، فَقَامُوا يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِهِ فَأَرَادَ النَّاسُ مَنْعَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ دَعُوهُمْ، فَاسْتَقْبَلُوا الْمَشْرِقَ، فَصَلَّوْا صَلَاتَهُمْ".

واعتبر خالد في الحلقة السابعة عشر من برنامجه الرمضاني "السيرة حياة"، أن "الهدف من الحوار هو الوصول إلى منطقة مشتركة مع الآخر "كلمة سواء"، وقد وردت الإشارة إليه في سورة آل عمران، لأنهم هم المشترك بيننا، فكلنا نحب عيسى ابن مريم وأمه"، وأشار إلى أنه "لما سأل وفد نصارى نجران النبي: لماذا تسب صاحبنا - يقصدون عيسى - وتقول إنه عبد الله؟، أجاب: أجل، إنه عبدالله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول.. "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون".

ولفت خالد إلى أن "الحوار انتهى دون أن يسلموا، وتمسكوا بالمسيحية، لأن "الحوار لا يعني التنازل عن الأفكار، فكل شخص حر في أفكاره، لكن المهم انفتاح الطرفين على الآخر ومنع الصراع"، وقال إن "الحوار انتهى بتوقيع معاهدة سلام، وكتب لهم النبي عهدًا، قال فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله للأسقف أبي الحارث، وأساقفة نجران، وكهنتهم، ورهبانهم، هذا كتاب أمان من الله ورسوله لأهل نجران.. لهم جوار الله ورسوله على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم لا يغير أسقف من أسقفته، ولا راهب من رهبانيته، ولا كاهن من كهانته، ولا يغير حق من حقوقهم، ولا سلطانهم، فهم في جوار الله ورسوله أبدًا ما أصلحوا غير مبتلين بظلم ولا ظالمين.. أي طالما لم يظلموا أحد".

وعلق خالد قائلًا "كلمة أبدًا، إشارة إلى ما بعد النبي، وصية منه أبد الحياة لكل مسيحي إلى يوم القيامة، فمن دمر كنيسة أو قتل مسيحيًا بدون ذنب بعد ذلك، فهو ناقض لعهد رسول الله لهم"، وذكر أن "كل أحكام المعاملات مع المسيحيين ببر وإحسان كانت استنادًا إلى كتاب النبي"، مدللًا بأن "الإمام الشافعي يقول: "إذا تزوج مسيحية فحقها عليه أن يوصلها للكنيسة ولا يمنعها منها"، لكن هل يعرض عليها الإسلام أم لا؟، الإمام أبوحنيفة يقول: يعرض بشرط عدم الإكراه "لا إكراه في الدين"، بينما الإمام مالك يأمر أولاده بزيارة أخوالهم المسيحيين ويبرهم ويهديهم الهدايا ليطيب خاطرهم، وتنفيذًا لأمر الله: "أن تبروهم وتقسطوا إليهم".

علاوة على ذلك، عرض خالد نماذج من انفتاح النبي على العالم الخارجي، من خلال توجيه رسائل لكل ملوك العالم يعرفهم بالإسلام، فأرسل 48 رسالة إلى 48 ملكًا وحاكمًا حول العالم في السنة السادسة من الهجرة، أشهرها 8 رسائل إلى قيصر ملك الروم، كسرى ملك الفرس، النجاشي ملك الحبشة، المقوقس حاكم مصر، ملك البحرين، ملكي عُمان، ملك اليمن، الحارث الغساني، أمير الغساسنة بالشام.

وأضاف خالد "وقع اختيار النبي على الشخصيات التي حملها رسائله إلى ملوك العالم وكانوا بمثابة سفراء له، وفق صفات شخصية لكل منهم، فأرسل دحية الكلبي للروم، كان حسن الصورة، طويلًا، شديد الذكاء، يجيد لغة الروم، وأرسل عبدالله بن حذافة السهمي إلى ملك الفرس، وهو شخص هادئ لطيف، ليتحمل سخافة كسرى ملك الفرس، لأن الفرس يكرهون العرب، وله خبرة في السفر، حيث هاجر من قبل إلى الحبشة، بالإضافة إلى شجاعته، ومعرفته بلغة الفرس".

بينما "حمّل عمرو بن أمية الضمري، رسالة إلى ملك الحبشة، وكانت له خبرة بالحبشة وسافر إليها أكثر من مرة، كان شجاعًا وجريئًا جدًا، لا يهاب الملوك لكن يجيد احترامهم والتعامل معهم"، وأرسل إلى المقوقس حاكم مصر، حاطب بن أبي بلتعة، وكان تاجرًا وثريًا، وشخصية متحضرة، وعلى علم بتاريخ الأمم، فكان اختياره ليناسب حضارة المصريين"، وفق قوله.

وأكد الداعية أن "النبي أرسل العلاء بن الحضرمي إلى ملك البحرين، وكان يقول الشعر، وهو ممن عرف بشجاعته، مثل صفات الملك الذي يحمل رسالة النبي إليه، وأوفد عمرو بن العاص، إلى ملكي عمان، وكان معروفًا عنه ذكاؤه ودهاؤه، فهو من دهاة العرب، وله خبرة في السفر، ولأنه سيفاوض شخصيتين ذكيتين.

وذكر خالد أن "كل من قرأ رسالة النبي من الملوك انبهر بها، لأنه نموذج منفتح وهو في مدينة صغيرة بشبه الجزيرة، وكان "هدفها لفت النظرة لدعوة جديدة بشكل مركز، قال فيها: من محمد رسول الله إلى عظيم الفرس، عظيم الروم، عظيم مصر، احترامًا لمقاماتهم، وجميعها استهلها: "بسم الله الرحمن الرحيم"، وهي كلمات جديدة على ملوك العالم لابد أنها ستحرك فضولهم لقوتها ورحمتها "الرحمن الرحيم".

ولفت خالد إلى أنه "عرف نفسه بوظيفته من محمد رسول الله، تكررت كلمة السلام والسلم خمس مرات في كل رسالة: أسلم تسلم، ليس تحديًا أو تهديدًا، وإنما من باب النصح لهم، وإلا لكان وجه لهم كلامًا شديد الحسم: "لأرسلن لك جيشًا أوله عندك وآخره عندي"، وتابع "كما أنه لم يأمر أو يطلب من أحد أن يتخلى عن ملكه، فالنبي لا يريد الحكم، ولم يقل أن له سلطة دينية أو سياسية عليه، فلا كهنوت ولا سلطة، يعني لا يريد الحكم".

وبيّن الداعية أن النبي "طرح في الرسائل أكثر من خيار بديل، وترك الأمر للمرسل في اختيار الذي يراه صالحًا له ولرعيته، البديل الأول: أن يُسلم، الثاني: أن لا يسلم ولكن تعالى إلى منطقة مشتركة بيننا، لذا ختم بالآية "تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم"، وأشار إلى أنه لم يسلم أحد إلا ملك البحرين وعمان، والآخرون رفضوا، لكنها رسالة لكل مسلم بالانفتاح على الناس، وتحرير المسلمين من عقدة الخوف وعدم الثقة في النفس بالانفتاح، فقد كانت قريش تستحقر غيرها من العرب، لكن تستصغر نفسها أمام الفرس والروم، فحرر النبي الصحابة من هذا الخوف، فضلًا عن التقبل العالمي لوجود كيان جديد اسمه الإسلام، وإثبات أن الإسلام دين عالمي ليس محليًا "وما أرسلناك إلا كافة للناس".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمرو خالد يصف رسائل النبي للملوك بـنموذج الانفتاح على العالم عمرو خالد يصف رسائل النبي للملوك بـنموذج الانفتاح على العالم



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 03:04 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوم يتألّقون بملابس مُميّزة في حفلةEvening Standard""

GMT 00:13 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

10 أفلام سعودية في «مهرجان مالمو للسينما العربية»

GMT 07:25 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم الوجهات السياحية في بلدان العالم لعام 2019

GMT 13:33 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تمارين خاصة لحارس المنتخب المحلي عبدالعلي المحمدي

GMT 23:51 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

صعود دون التوقعات لصادرات ألمانيا خلال ديسمبر

GMT 21:53 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

نرويجي يفعلها ويصطاد "السمكة الديناصور"

GMT 09:28 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

سر "احمرار شفاه" سيرين عبدالنور في "الهيبة"

GMT 20:30 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

العثور على جثتين مشوهتين في الحسيمة

GMT 10:23 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

تعرف على طريقة تنظيف الفرن الكهربائي

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

تفاصيل "بروفة" فستان زفاف بريانكا تشوبرا يكشفها رالف لورين

GMT 09:21 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

كفى بالسلامة داء

GMT 07:15 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

تجربة تكشف مستقبل رياضة الغوص لرؤية سمك القرش

GMT 06:41 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

استمتع بقضاء أمتع الأوقات بمحميّة "ثاندا سافاري"

GMT 13:05 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجوم الغولف يتألقون على الملعب الجديد في نادي دبي هيلز

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

إطلالة ساحرة لـ"بيلا حديد" خلال حملةدار "فيرساتشي"

GMT 21:10 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء رحلات جوية في مطار الرباط بسبب "الضباب"

GMT 03:41 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب ارتفاع أسعار بعض حقائب اليد لأكثر من 100 ألف جنيها

GMT 23:07 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

"الأرصاد"تؤكد تساقطات مطرية وثلجية على المغرب الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya