ثقافة المايا شواهد صامتة وإرث غني
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

ثقافة المايا شواهد صامتة وإرث غني

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ثقافة المايا شواهد صامتة وإرث غني

نيو مكسيكو ـ وكالات

ليست الروزنامة الشهيرة سوى أحد جوانب إرث وثقافة شعب المايا الذي ترك بصماته في الفنون والهندسة المعمارية وفن الطبخ، بين مجالات أخرى من الحياة اليومية في أميركا الوسطى والمكسيك، وما زال جزء من تلك الحضارة يشوبه الغموض.روزنامة شعب المايا تضم 18 شهرا من 20 يوما، إضافة إلى شهر "واييب" المقدس من خمسة أيام، وقد اعتمدت عام 3114 قبل الميلاد، وهي تنص على حقبة جديدة حددت يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول (بعض الباحثين يتحدثون عن 23 من الشهر نفسه).وهذا الحدث سيكون موضع احتفالات في جنوب المكسيك وأربع دول أخرى يتواصل فيها تأثير ثقافة المايا، وهي غواتيمالا وبيليز وسلفادور وهندوراس. ويشكل هذا التاريخ نهاية دورة من 5200 سنة يفسرها البعض على أنها نبوءة بنهاية العالم.ويقول عالم الأنثروبولوجيا ألفارو بوب في غواتيمالا -وهو عضو في الهيئة الدائمة حول المسائل المتعلقة بالسكان الأصليين في الأمم المتحدة- لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "روزنامة المايا لا تقوم فقط على الثواني والدقائق والساعات، بل تشكل نموذجا يضم تطور الكواكب والطريقة التي تؤثر بها بشكل دوري على الحياة البشرية".مساهمة هذه الحضارة التي عرفت ذروتها بين عامي 900 و250 قبل الميلاد لا تقتصر على هذه المجالات، فقد طور شعب المايا نماذج مرموقة في فن العمارة والفن التشكيلي والنحت والخزف، وبرع في الهندسة المعمارية والرياضيات والطوبغرافيا والنسيج والزراعة وفن الطبخ، وهي مساهمة لا تزال جلية حتى الآن.وكان شعب المايا أول من زرع الذرة قبل نحو ثلاثة آلاف سنة ليجعلوا منها المكون الرئيسي في غالبية أطباق هذه المنطقة، وأول من زرع الكاكاو واستهلكوه. ويفيد البعض بأنهم وراء فكرة مضع "التشكيله" المأخوذ من صمغ أشجار مستوطنة في المكسيك وأميركا الوسطى، وهي أتت قبل "العلكة".والمايا وذريتهم الهنود الحمر ولا سيما في غواتيمالا، معروفون بالأقمشة المتعددة الألوان بما يشبه اللوحات الفنية التي يقول بوب إنها "تشكل تعبيرا عن الحياة هو الأجمل والأكثر إشراقا في القارة والعالم".ويمكن أيضا لمس تأثير هذه الحضارة العريقة على مستوى اللغة، فقد تكلم المايا 36 لغة في تاريخهم في مناطق مختلفة، والكثير منها لا يزال مستخدما في صفوف السكان الأصليين مع بنية نحوية متطورة جدا.وكتاب المايا المقدس "بوبول فوه" هو الدليل التاريخي الأهم حول ذلك، وهو عمل أسطوري يروي بدايات الكون، ويتمحور خصوصا على شعب كويتشي الذي يشكل إحدى إثنيات المايا الكثيرة. وكما على المسلات التي عثر عليها في الكثير من المواقع، تظهر بوضوح في الكتاب الروحانية والمعرفة الفلكية للحضارة.وتفيد عالمة الأنثروبولوجيا آنا سيسيليا آرياس من كوستاريكا إن المهندسين المعماريين المايا الذين يقفون وراء الأهرامات الضخمة، ساهموا أيضا في المهارات الحالية في الهندسة المعمارية. والكثير من المعماريين من إثنيات المايا استغلوا هذه المعارف للمشاركة في تصميم كنائس في المنطقة.واليوم تشهد المواقع الأثرية الرئيسية على إنجازات المايا، وهي آثار لمراكز مدينية ودينية كبيرة، مثل تيشيتين إيتزا في المكسيك، وتيكال في غواتيمالا، وكوبان في هندوراس، وتازومال في سلفادور. وهذه الأسماء الشهيرة تعتبر من المواقع الأثرية التي يزورها أكبر عدد من السياح في العالم.وما تركه شعب المايا لا يعدو كونه بعض الشواهد الصامتة، فقد اندثرت حضارته نتيجة إحراق الغزاة الإسبان كل مخطوطات هذا الشعب تقريبا.ويعتبر هرم المعبد المعروف باسم كوكولكان من أشهر الآثار التي خلفها شعب المايا، ويوجد على كل جانب من جوانب الهرم 91 درجة تقود الزائر إلى أعلى وصولا إلى قمة الهرم. ومن ألغازه العجيبة أن مجموع عدد الدرجات على جوانبه الأربعة بالإضافة إلى قاعدة الهرم يبلغ 365، وهو عددٌ يتطابق مع عدد أيام السنة.وعند تساوي الليل بالنهار -وهي الظاهرة المعروفة باسم الاعتدال الربيعي والخريفي- تحدث بعض الظواهر الخاصة، فمثلاً عند غروب الشمس يتحرك ظل منصات الهرم مثل الثعبان أسفل الدرجات، ويلتقي مع رؤوس الثعابين الحجرية عند قاعدة الهرم. ويدل هذا الهرم على قمة الإعجاز المعماري وروعة الإبداع الرياضي التي وصل إليها شعب المايا.وتتجلى قمة الإبداع البشري الغابر في مدينة بالينكي الواقعة بولاية تشياباس المكسيكية، وتبعد نحو 400 كلم عن مدينة تشيتشن إيتزا. وتعتبر هذه المنطقة من أكبر المواقع الأثرية لشعب المايا، لكن لم يتم الكشف إلا عن 5% فقط من المباني التاريخية فيها، بينما ترقد الآثار الباقية تحت أشجار الغابة المطيرة.وفي معبد النقوش اكتشف علماء الآثار 617 نقشاً من الكتابات القديمة التي ساعدت كثيراً في فك طلاسم الكتابة عند شعب المايا.لكن الكثير ينسى أن الإرث الأكبر للمايا هو إرث بشري، فالملايين من أحفادهم يعيشون حاليا في أميركا الوسطى، خصوصا في غواتيمالا فضلا عن المكسيك. والكثير منهم يسعى لمواصلة الطقوس والتقاليد الموروثة عن أجدادهم، مع أنهم غالبا ما يقعون ضحية التهميش الاجتماعي والفقر.ولا تزال بعض الأشعار في غواتيمالا وبلدان أخرى تكتب بلغات محلية سادت قبل الغزو الإسباني، بما تحمله من حضور للمخيال الشعبي، حيث تشكل الأسطورة جزءا أصيلا من ثقافة المايا بآدابها وفنونها.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقافة المايا شواهد صامتة وإرث غني ثقافة المايا شواهد صامتة وإرث غني



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya