باحث ألماني في الدراسات الإسلامية يدعو إلى تفسير القرآن بمنظور معاصر
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

باحث ألماني في الدراسات الإسلامية يدعو إلى تفسير القرآن بمنظور معاصر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - باحث ألماني في الدراسات الإسلامية يدعو إلى تفسير القرآن بمنظور معاصر

برلين ـ وكالات

يدعو أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة مونستر الألمانية مهند خورشيد إلى ضرورة تفسير القرآن بمنظور معاصر، غير أن ذلك لا يعني تغير الأسس التي يقوم عليها الدين الإسلامي، بل أخذ السياق الزمني في التفسير بعين الاعتبار. يُدرس أستاذ العلوم الإسلامية مهند خورشيد في مركز الدراسات الإسلامية التابع لجامعة مونستر، حيث يقوم بتهيئة التربويين الذين سيقومون مستقبلاً بتدريس مادة التربية الإسلامية في المدارس الألمانية. ويؤكد البروفسور خورشيد وهو من أصل لبناني على ضرورة شرح القرآن من منظور معاصر، غير أن ذلك لا يعني بالنسبة له وضع أسس جديدة للعقيدة الإسلامية، إذ ينطلق أساساً من الثوابت المرتبطة بالقرآن والسنة. فالأسس والثوابت التي يقوم عليها الدين الإسلامي بالنسبة له غير خاضعة للتحولات الزمنية. ومن بين تلك الثوابت مثلاً صفة "الرحمن الرحيم" في وصف القرآن لله. مهند خورشيد من مركز الدراسات الإسلامية التابع لجامعة منستر غير أنه يشير أيضاً إلى وجود سور في القرآن ترتبط بالنظام الاجتماعي وبإجراءات شرعية تعتمد على مراحل تاريخية معينة. ويرى أن شرح تلك السور يجب أن يتم من خلال الممارسات المرتبطة بها زمنياً أي أخذ المنظور التاريخي فيها بعين الاعتبار. "فعندما يتعلق الأمر مثلاً بموضوع القصاص أو العقوبة الجسدية التي تتعارض مع مفهومنا الحالي لحقوق الإنسان، فلا يجب أن يتم التعامل مع هذا الموضوع حرفياً، بل يجب التمعن في العمق وقراءة ما خلف السطور من معان والعمل على التحليل الدقيق لذلك". ويشير خورشيد إلى أنه من بين 6236 سورة في القرآن الكريم هناك فقط 80 سورة مرتبطة بمواضيع العقاب الشرعي. ولذلك فإنه يحذر من اعتبار القران وسوره مجرد مجلد ضخم لشرح القوانين وتحديد حجم العقاب. كما إنه يرفض النزول بالقرآن إلى مستوى كتب القوانين المدينة أو الجنائية العلمانية، لأنه، كما يضيف الباحث، "يتضمن أكثر من ذلك".  ويأخذ أستاذ الدراسات الإسلامية موقفاً منتقداً لتوجهات السلفيين في شرح القرآن الكريم، معتبراً أن هؤلاء يتعاملون مع الإسلام من المنظور الشكلي فقط، إذ يركزون في اهتماماتهم بالإسلام على مواضيع حلق اللحية وشكل اللباس إلى غير ذلك من المظاهر. ويمكن التعرف على تعريف خورشيد للصورة الإلهية من خلال كتابه الذي أصدره أخيراً تحت عنوان "الإسلام رحمة"، حيث شرح فيه بالبحث والتدقيق رأيه من الصورة الإلهية التي ينطلق منها. فهو لا ينطلق من الصورة المنتشرة لدى عدد من الناس في وصف الله بالقهار والآمر الناهي الذي يهدد ويعاقب ويجب الخضوع له دون منازع، بل إنه ينطلق في تصوراته من رحمة الله وحبه للإنسان وحب الإنسان لله، الذي هو - كما يضيف الكاتب- "غفور رحيم قبل كل شيء". كما يعتبر خورشيد أن القرآن يصف أيضاً العلاقة المنشودة بين الله والإنسان وهي علاقة متبادلة تتسم بالمحبة ولا يمكن فهمها من خلال التصنيفات الشرعية أو من منظور "الوعد والوعيد". وفي هذا السياق يحذر الأستاذ من استغلال الإسلام لمصالح سياسية معينة.  ويدعو أستاذ الدراسات الإسلامية إلى نهج طريق الحرية والعقلانية في التعامل مع المواقف الإسلامية وليس إلى الانطلاق من الطاعة العمياء دون التفكير في ما أنعم به الله على الإنسان من عقل، "فليس الله بدكتاتور ينتظر من عباده السمع والطاعة فقط". ويضيف خورشيد أنه من واجب الإنسان أن يتمعن ويتساءل عن أسباب وجوده في هذه الدنيا وعن مكانته فيها. مثل هذه الشروحات الدينية التي يقدمها خورشيد، قوبلت من قبل بعض الفقهاء بمواقف متحفظة خلال إحدى محاضراته في جامعة الأزهر العام الماضي، لكنها وجدت اهتماماً ملحوظاً لدى الشباب منهم. وتجد أفكار خورشيد الاهتمام نفسه لدى طلبته في جامعة مونسر، فالطالبة كوبره جومار (19 عاماً) تقول: "إن القرآن يشمل عدداً من السور التي تدعو إلى ضرورة استخدام العقل في الممارسات". ويعني ذلك بالنسبة لها أن الإسلام منفتح على النقد والسؤال. من جهة أخرى تعتبر الباحثة في الدراسات الإسلامية كرستينه شيرماخر، وهي مديرة بمعهد القضايا الإسلامية في الرابطة الإنجيلية الألمانية، أنه من المستحيل القيام بإصلاحات دون قناعة داخلية لدى المؤمنين حيث "أن كل إصلاح في الإسلام لا يمكن أن ينطلق من أوروبا بل من مراكز الفقه الإسلامي في الدول الإسلامية مثل مصر والمملكة السعودية". ومجتمعات الدول الإسلامية نفسها لا تعيش منعزلة، وإنما في عالم تهيمن عليه العولمة. كما تشير الأستاذة شيرماخر إلى أن أوروبا نفسها في أشد الحاجة إلى وجود إصلاحات إسلامية. وتعتقد الخبيرة في الدراسات الإسلامية أنه لا يمكن أخذ الإصلاحات التي قامت بها الكنيسة الكاثوليكية من خلال مجمع الفاتيكان نموذجاً للقيام بإصلاحات داخل الإسلام، "فمن مهمة المجتمع الإسلامي أن يبحث بنفسه عن تعريفاته الخاصة في مواضيع مساواة المرأة مثلاً وفي العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين وفي موضوع المتحولين من دين إلى آخر". وتنوه شيرماخر إلى أن عدداً من الفقهاء والمثقفين المسلمين قدموا عدة اقتراحات ومشاريع بهذا الشأن "ولذلك يجب الاهتمام بها وبنتائجها". وكيفما كانت المحاولات فإن مبادرة البروفيسور خورشيد في البحث عن إسلام معاصر ستغني ولاشك النقاش الإسلامي الداخلي حول الحداثة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باحث ألماني في الدراسات الإسلامية يدعو إلى تفسير القرآن بمنظور معاصر باحث ألماني في الدراسات الإسلامية يدعو إلى تفسير القرآن بمنظور معاصر



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya