اكتشاف أثري يختصر ألفي عام من تاريخ العاصمة الجزائرية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

اكتشاف أثري يختصر ألفي عام من تاريخ العاصمة الجزائرية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اكتشاف أثري يختصر ألفي عام من تاريخ العاصمة الجزائرية

يتفقد الآثار في ساحة الشهداء في الجزائر
الجزائر ـ المغرب اليوم

عثر علماء آثار قرب مسار قطار للأنفاق في الجزائر على مبان ومواقع تختصر ألفي عام من تاريخ العاصمة بين العصر الروماني والعصر العثماني، لتكون متحفا مفتوحا للمسافرين.

ويصف علماء الآثار هذا الاكتشاف الذي تعود بداياته إلى العام 2009، بأنه أهم اكتشاف أثري في الجزائر.

ويقول كمال ستيتي عالم الأثار الذي كان أول من اكتشف الموقع "كان شيئا مذهلا، بنظرة واحدة يمكنك أن تستعيد ألفي سنة من التاريخ".

وكانت المدينة تعرف باسم "إيكوسيوم" في العصر الروماني.

 بدأت قصة هذا الاكتشاف أثناء تفقد مسار قطار الأنفاق في العاصمة، وفي العام 2013 أطلقت أبحاث للكشف عن روائع العمارة من العصر الروماني، نهاية القرن الأول قبل الميلاد، إلى الاستعمار الفرنسي للجزائر، مرورا بالعهدين البيزنطي والعثماني.

والاكتشاف عبارة عن ساحة من الفسيفساء تعود إلى القرن الخامس، ومقبرة كبيرة من العهد البيزنطي من القرن السابع تضم عشرات القبور، ويمتد الموقع على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع.

وتم جمع عدد كبير من الموجودات الأثرية والأدوات، أغلبها مهشمة، منها مجموعة من 385 قطعة نقدية من العهد الروماني وذخيرة حربية هي كرات لمدفع منجنيق.

وظهرت في الموقع أيضا أجزاء من مسجد السيدة الذي بناه العثمانيون قبل أن يهدمه الفرنسيون في بداية استعمارهم للبلد سنة 1831 لإنشاء "ساحة كبيرة، ساحة الملك، التي تحولت إلى ساحة الحكومة"، وهي اليوم تحمل اسم ساحة الشهداء منذ استقلال الجزائر في 1962، بحسب كمال ستيتي.

وأوضح الباحث أن الجزائر تضم آثارا رومانية (في الهواء الطلق) تعد من بين الأهم في العالم، لكن الكثيرين كانوا يعتقدون أنها انمحت، بالنظر إلى التغييرات الكبيرة التي عرفتها العاصمة الجزائرية.

لكن تبين أن المواقع الأثرية بقيت في حالة جيدة، كما أظهرت الأبحاث التي يقودها المركز الوطني للأبحاث الأثرية بالجزائر والمعهد الفرنسي للأبحاث الاثرية الوقائية.

وما زالت النتائج في مرحلة التحليل، على أن يصدر التقرير النهائي في نهاية السنة.

- متحف في محطة -

واضطرت السلطات إلى تعديل مشروع مترو الجزائر في شطره الذي يمر بساحة الشهداء، "وهي سابقة" في الجزائر، بحيث أدرجت الآثار في مشروع تنموي، كما أشار ستيتي.

وأضاف أن الآثار أصبحت "مكسبا" يرافق التنمية "بدون أن تكبحها"، معترضا على الوصف السائد عن علماء آثار أنهم يمنعون مشاريع البناء.

وللحفاظ على التراث التاريخي لمدينة الجزائر، تم تقليص مساحة محطة المترو إلى 3250 مترا مربعا بدل ثمانية آلاف كانت مقررة في الدراسة الأولى. وأصبح النفق على عمق 35 مترا.

وعمل علماء الآثار على مدار الساعة وحتى في أيام العطل "كي لا يعرف مشروع المترو أي تأخير يسبب تكاليف إضافية" بحسب ستيتي.

وشارك في الأبحاث الأثرية أكثر من 150 شخصا من جنسيات وتخصصات مختلفة، ما أتاح لعلماء الآثار الجزائريين الشباب الاحتكاك بهم والاستفادة من تجاربهم.

وستكون محطة المترو التي تشيد في ساحة الشهداء ابتداء من تشرين الثاني/نوفمبر متحفا مفتوحا لكل المسافرين، على شاكلة ما هو موجود في اليونان أو إيطاليا.

وأشار ستيتي إلى خصوصية الموقع الجزائري قائلا "المتاحف في روما أو أثينا تعرض مراحل معينة من التاريخ أما هنا فالزائر يمكنه أن يلمس ألفي سنة من تاريخ مدينة الجزائر، وهذا فخر لنا".

وسيعرض جزء من الآثار المكتشفة في متحف عادي خارج الموقع، أما المباني فستبقى في مكانها، في متحف على عمق سبعة أمتار ومساحة 1200 متر مربع.

ويثير هذا المشروع اهتمام السكان في الجوار، وتقول عائشة البالغة سبعين عاما "أنتطر بفارغ الصبر فتح المحطة ونهاية الإزعاج الذي سببته الأشغال، سأتنقل بالمترو مع حفيداتي".

أما سعيد وهو أستاذ التاريخ والجغرافيا في مدرسة مجاورة لساحة الشهداء فيحلم "بزيارة الشباب  للموقع حتى يعرفوا تاريخ مدينتهم الذي يعود لآلاف السنين".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشاف أثري يختصر ألفي عام من تاريخ العاصمة الجزائرية اكتشاف أثري يختصر ألفي عام من تاريخ العاصمة الجزائرية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya