مبادرة نتكلم حوّلت اللاجئين السوريين في لبنان إلى أساتذة لغة عربية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مبادرة "نتكلم" حوّلت اللاجئين السوريين في لبنان إلى أساتذة لغة عربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مبادرة

مبادرة "نتكلم"
بيروت - المغرب اليوم

انطلقت مبادرة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها أينما كانوا حول العالم, "نتكلم" هي مبادرة تفاعلية تقوم على جهود مشتركة من القيمين على الإدارة والأساتذة والطلاب أيضا، لضمان حصول جميع الأطراف على تجربة جيدة وغنية وفريدة من نوعها.

وتهدف المبادرة التي انطلقت قبل بضعة سنوات إلى مد يد العون للاجئين السوريين في لبنان، بعيدًا عن منطق الإغاثة وبرامج الطوارئ ودعم مخيمات اللجوء. المبادرة بسيطة، تقوم على تقديم خدمة تعليم اللغة العربية لطلاب أجانب، إلا أن التعليم لا يتم عبر مناهج تقليدية، وإنما تعتمد المبادرة على خلط اللغة العربية الفصحى بالعامية، ليتمكن الطالب في النهاية من استخدامها لحظة توجهه إلى أي من البلدان العربية.

يطلق على المبادرة اسم "نتكلم"، أي فعل تبادل وتشارك الحديث، وهو بالتحديد المبدأ العام الذي تقوم عليه المبادرة. ألين سارة، مطلقة المبادرة، قالت لمهاجر نيوز "نتكلم ليست جمعية أو منظمة بالمعنى التقليدي، لا نعمل وفقا لهرم إداري أو قيادي معين، جميعنا شركاء، حتى الطلاب هم شركاء لنا".

تتحدث ألين عن الأساتذة الذين يعملون ضمن المبادرة بعد أن كانت قد أنهت للتو اجتماعا تقييميا مع بعض منهم في إحدى مقاهي شارع الجميزة في بيروت. "الأساتذة الذين يعملون معنا قادمون من خلفيات متعددة، إلا أن أهم ما يجمعهم هو إحساسهم بالإنجاز وارتياحهم للنتائج التي يحققونها".

برامج لتعليم اللهجات العربية

وتقول ألين عن فكرة المبادرة "كنت أزور لبنان خلال العطل المدرسية بشكل أساسي، إلا أنني لم أتكلم العربية. بحثت عن وسائل وطرق لتعلم تلك اللغة، الجميع قال لي أن سوريا وجهة مثالية لتعلم العربية على أصولها. نتيجة الحرب هناك لم أستطع، إلا أنني انتبهت إلى وجود الكثير من اللاجئين السوريين في لبنان ممن يملكون خبرة كبيرة في مجال التعليم، وخاصة اللغة العربية. هكذا، ونتيجة تلاقي حاجتي لتعلم اللغة مع حاجة اللاجئين للعمل والحصول على المال، نشأت فكرة ‘نتكلم‘".

"وتابعت "ما نقدمه يتخطى الفكرة العمومية عن تعليم اللغة، لدينا برامج لتعليم اللهجات العربية المختلفة إضافة إلى الفصحى. كما لدينا خدمة الترجمة، النصية والفورية".

تعمل "نتكلم" مع لاجئين، معظمهم سوريين وعراقيين، في عدد من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ممن يسعون للهجرة إلى أوروبا أو القارة الأميركية... وتشكل هذه المبادرة بالنسبة لهم فرصة للحصول على الأموال لمساعدتهم على تحمل مشقات الحياة، إضافة إلى فرصة للتعرف على العالم الخارجي واكتساب معارف وخبرات جديدة لم يكونوا قد اطلعوا عليها قبلا.

أنشأت "نتكلم" شراكة ناجحة مع عدد من المؤسسات الأكاديمية المرموقة عالميًا مثل جامعتي TUFTS وNYU الأمريكيتين، تسعى من خلالها لتثبيت تجربتها وتعميمها على أكبر قدر ممكن من الطلاب المحتملين.

تعمل رشا معلمة للغة الإنكليزية في إحدى مدارس مدينة طرابلس الخاصة. انضمت إلى فريق "نتكلم" منذ 3 سنوات. "نتكلم ليست مكان أو فرصة عمل فقط، وإنما هي مساحة أستطيع من خلالها تحقيق ذاتي وتوسيع مداركي والتعرف على عالم كامل غريب عني... التلاميذ الذين أعلمهم غالبا ما يصبحون أصدقاء، إذ تنشأ بيننا روابط اجتماعية وإنسانية تسقط صفة التلميذ والأستاذ"، تقول رشا وقد ارتسمت على محياها بسمة أمل.

تضيف "‘نتكلم‘ أعانتنا وساعدتنا، وأعطتنا بصيص أمل. بالنسبة لي إنها بمثابة منزل ثان".

وكان التلميذ الأول لرشا أستاذًا جامعيًا من الولايات المتحدة، "كنا بعد الدرس نتحدث بشأن أمور مختلفة، الحياة والأطفال وسوريا. كنا أصدقاء، حتى زوجته كانت تنضم لأحاديثنا بعد الدرس. هذا جزء من قوة ‘نتكلم‘، فالأجواء تفاعلية أكثر منها تعليمية أكاديمية ناشفة".

مشروع يؤمن بالتفاعل

يقول رضا رهنامه، أحد مؤسسي "نتكلم"، فرنسي مسؤول عن متابعة أنشطة المبادرة في فرنسا، "حاليًا لدينا نحو 2000 تلميذ مسجلين في البرامج التي نقدمها كافة ويتكون فريق الأساتذة لدينا من أكثر من 70 أستاذًا موزعين على عدد من البلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا وأمريكا".

يتواجد ممثلون لـ"نتكلم" في نيويورك وباريس ولندن والقاهرة وبيروت، يتابعون الأمور الإدارية والمالية والمنهاجية.

وأشار رضا عن تمويل المبادرة "تمويلنا غالبًا ما يأتي من الاشتراك في مسابقات دولية وأكاديمية، إضافة إلى الأتعاب التي يدفعها الطلاب للحصول على الدروس".

و يعتبر رضا "نتكلم" مشروعًا ناجحًا لناحية التفاعل والتشارك الطاغي على الأفراد الذين يعملون فيه ومن خلاله. "بالنسبة لي، العمل في نتكلم مرض إلى حد بعيد، هنا لا نعمل بشكل هرمي. الكثير من الأساتذة والتلاميذ استطاعوا تغيير حياتهم بشكل جذري بواسطة هذا المشروع".

"نتكلم" حاليا مثل عائلتي

وجاء طارق، 24 سنة، من دمشق. إلى لبنان عام 2016، "كنت أدرس الأدب الإنجليزي. أردت أن أتابع دراستي في لبنان إلا أن الجامعة لم تقبل بتعديل شهادتي السورية".

"نتكلم حاليا مثل عائلتي... أحب العمل معهم، فهم لا يؤمنون بالإدارة الهرمية ما يجعل التعاطي مع مدراء الجمعية سهلا، جميعنا أصدقاء"

اعتمد طارق على معرفته الواسعة باللغة العربية ليتحول إلى أستاذ لهذه اللغة للأجانب، "كنت أعطي دروسا باللغة العربية للأجانب في بيروت، كانت تلك وسيلتي الوحيدة للحصول على دخل. التلميذ الأول كان شابا ألمانيا مقيما في بيروت. من خلاله استطعت التعرف على الكثير من الأجانب... بعد ستة أشهر، أصبح لدي مجموعة كبيرة من التلاميذ. إحدى التلميذات أرشدتني إلى نتكلم، وهكذا بدأت أعمل مع نتكلم عام 2017".

يضيف طارق، "العمل مجز بشكل كبير، إذ إنني أعمل يوميا بين 3 و6 ساعات، ما يمكنني من تحصيل مبلغ كاف للإيجار ومصاريفي اليومية".

"نتكلم حاليًا مثل عائلتي... أحب العمل معهم، فهم لا يؤمنون بالإدارة الهرمية ما يجعل التعاطي مع مدراء الجمعية سهلا، جميعنا أصدقاء".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرة نتكلم حوّلت اللاجئين السوريين في لبنان إلى أساتذة لغة عربية مبادرة نتكلم حوّلت اللاجئين السوريين في لبنان إلى أساتذة لغة عربية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya