الفنان التشكيلي المعطي حصاري يُبدع في تحوير الحرف العربي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الفنان التشكيلي المعطي حصاري يُبدع في تحوير الحرف العربي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الفنان التشكيلي المعطي حصاري يُبدع في تحوير الحرف العربي

الفنان المعطي حصاري
الرباط - يوسف عصام

تـتـضح قيمة العمل الفني وجماليته من خـلال اللمـسة الفنيـة التي يضفيــها الفنان لتتفـاعل معـها النفــس وترحـل بهــا في فضــاءات منفصلة عن الـواقـع وكلها تمثلات تنبعث من قدرة الفنان على عكس شخصيته وإفراغ ما تشحنه نفسيته في أعماله الفنية.

هذا ما يميز أعمال الفنان المعطي حصاري، الذي تجعلك لوحاته تعي وتدرك أنها ترجمة لما يقع في اللاشعور من تراكمات اجتماعية، اقتصادية وسياسية لا يمكن التعبير عنها بشكل آخر.

المعطي حصاري من مواليد مدينة الفقيه بن صالح ترعرع في منطقة سهل تادلة الدائم الإخضرار، مما أثر في تكوينه وبناء شخصيته وموهبته، بعد إنهاء دراسته الابتدائية والإعدادية بالفقيه بن صالح توجه إلى مدينة مراكش التي حصل فيها على شهادة البكالوريا في تخصص الفنون التشكيلية، ثم درس سنتين من الأدب الفرنسي في جامعة القاضي عياض بنفس المدينة، والتحق بالمركز التربوي الجهوي في الرباط السويسي حيث حصل على دبلوم التخرج كأستاذ للتربية التشكيلية بمدينة أبي الجعد بإقليم خريبكة، التي نهل الكثير من رحيقها الفني وتأثر بأعمال ابنها الفنان الكبير أحمد الشرقاوي رائد الفن التشكيلي التجريدي في المغرب.

تأثر حصاري بالمدرسة التجريدية، وحبه الكبير للخط العربي، جعله يمزج بين الاثنين، ويحرص في أعماله على تحوير الحرف العربي عن مضمونه اللغوي والانتقال به إلى التجريد، وعن هذا الأسلوب يقول الفنان حصاري أنه ترجمة لأحاسيس دفينة في أعماق النفس، مما جعله يتحمس للشكل الهندسي النقي، وينجح في بث الروح في أشكاله الهندسية كالمربع والمستطيل والدائرة والخط المستقيم والمنحنى من خلال تجسيدها في شكل رموز متجذرة في التراث المغربي: تراث الأجداد كالوشم والحناء والزربية. وبحكم تأثر الفنان بهذا الفن الذي يعتبر جزءا من المعارف التي تحيل إلى التراث المغربي العربي الإسلامي، فقد عرف كيفية توظيفه كفن نبيل ضمن الأعمال التي تؤثت الساحة الفنية المغربية.

ويسعى الفنان في أعماله إلى الإبتعاد عن النقل المباشر للطبيعة والكشف عن حقيقة جديدة بتحويل الأشكال إلى رموز وتشكيلها في قالب جديد متماسك، مع إعطاء الحرف العربي شكلا جديدا متناغما مع باقي الرموز داخل اللوحة الفنية.

المتمعن في لوحات الفنان حصاري تثيره الروح التي يبعثها في الأشكال الهندسية والرموز وكذا الحروف التي تأخذ أشكالا غير مألوفة، لقد اعتكف الفنان على إبراز قيمة الأشكال وتحويلها إلى رموز بدل التركيز على مظهرها الخارجي، لأن قيمة العمل الفني وجماليته، كما يقول الفنان حصاري، "تـتـضح من خـــلال ســبر أغــواره وملامسة جوهره واللمــسة الفنيــة التي يضفيــها الفنـان لتتفــاعل معــها النفــس وترحـل بهــا في فضــاءات منفصلة عن الـواقـع وتبعث على السلام والتـوازن والتعـايش، وكلها تــمثلات تنهــل مــن عوالـم روحـانية تسـافر بالـمتلقي فـي سـماء المطلق اللامتناهي".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنان التشكيلي المعطي حصاري يُبدع في تحوير الحرف العربي الفنان التشكيلي المعطي حصاري يُبدع في تحوير الحرف العربي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya