مكتبة الحصان تنشر المعرفة في ارجاء نائية من اندونيسيا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"مكتبة الحصان" تنشر المعرفة في ارجاء نائية من اندونيسيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

اطفال اندونيسيين يبحثون بين الكتب التي يجلبها سروري على حصانه في سيرانغ، في جزيرة جاوا
سيرانغ ـ أ.ف.ب

 يجوب رضوان سروري شوارع قرية سيرانغ الاندونيسية على صهوة جواد، في مظهر يعيد الى الاذهان رجال الكاوبوي الاميركيين، لكنه في حقيقة الامر صاحب مكتبة جوالة فريدة من نوعها تؤدي دورا ثقافيا مهما في المناطق النائية.

يثير وصول رضوان على جواده الابيض وبقبعته الكبيرة اهتمام السكان في هذه القرية الوادعة التي تحيط بها حقول الارز على مقربة من بركان ساكن، في وسط جزيرة جاوا.

ويصيح الاطفال لدى رؤيته "جاءت المكتبة على الحصان"، ثم يسارعون الى باحة المسجد حيث يوثق رضوان حصانه وعلى ظهره صندوقان كبيران مصنوعان يدويا، حولهما الى مكتبة صغيرة ذات رفوف.

تشكل "مكتبة الحصان" هذه الفرصة الوحيدة لعدد كبير من سكان القرى النائية في هذه المنطقة من اندونيسيا للحصول على كتاب، اذ ان اقرب المكتبات اليهم موجودة في المدن الكبرى، ومن الصعب عليهم الذهاب الى هناك.

ازاء ذلك، وجد رضوان سروري انه قادر من خلال فكرته هذه على تشجيع الناس على القراءة. ونقل حلمه الى حيز التنفيذ بدءا بحصانه ومئة كتاب اهداها له صديق.

ثم شرع في تجريب فكرته بين القرى، ليرى حجم الاقبال عليها ومدى نجاحها.

وبعد وقت قصير، ادرك هذا الرجل البالغ من العمر 43 عاما والذي يجني قوته من العناية بالخيول، ان فكرته تلقى اقبالا كبيرا، وصار يتلقى طلبات الكتب من المدارس والسكان في قرى خارج منطقته ايضا.

ويقول "الاطفال ينتظرونني، احيانا يقفون في الصف وينتظرون لوقت طويل ليستعيروا كتابا".

في سيرانغ، يقبل الاطفال بشغف على تصفح كتب رضوان، ويتفحصون صورها، والكبار يهتمون بشتى انواع المصنفات، بما في ذلك المكتوبة بالانكليزية.

وفي انتظار وصول الدور، يداعب البعض منهم الحصان الذي يشكل عاملا اضافيا لجذب الاطفال الى هذه المكتبة.

وتقول واريناتي البالغة من العمر 17 عاما لمراسل وكالة فرانس ان معظم سكان القرية لا وقت لديهم للبحث عن الكتب في مكان آخر، ولذا "تساهم المكتبة في تعميم الثقافة هنا ولاسيما في صفوف النساء".

تسجل نسبة الامية تدنيا مستمرا في اندونيسيا، لكن الفروق بين المناطق في هذا المجال ما زالت كبيرة.

فمقاطعة جاوا مثلا، ومعظم مناطقها نائية، فيها نسبة من الامية هي من الاعلى في البلاد تطال مليون شخص راشد، بحسب ارقام رسمية نشرت العام 2013.

نشأ رضوان في بيئة لم تكن له فيها خيارات واسعة بين الكتب، لكنه كان يقبل على القراءة مدركا اهميتها عليه.

ولذا يعمل في هذا المشروع، آملا ان يساهم في "توسيع الافاق والمعارف" بين السكان.

جهز رضوان مساحة صغيرة امام بيته الصغير المتواضع، يحلم ان ينشئ فيها مكتبة ثابتة فيها كتب كثيرة، وربما ايضا جهاز كومبيوتر لمساعدته على توثيق كتبه، وهو حتى الآن يحصي ما اعاره من كتب وما استرده على اوراق صغيرة يخطها بيده.

مع انتهاء المحطة في القرية، يستعد رضوان للانطلاق الى وجهة جديدة، تاركا كتبه على سبيل الاعارة مع اطفال القرية وبالغيها، ليعود ويستردها الاسبوع المقبل ويعطيهم كتبا اخرى، ثم ينطلق الى وجهة جديدة.

ويقول "حين ارى الاطفال يرحبون بي ويلحقون بالحصان اشعر بفرح كبير، اشعر اني نافع للناس".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكتبة الحصان تنشر المعرفة في ارجاء نائية من اندونيسيا مكتبة الحصان تنشر المعرفة في ارجاء نائية من اندونيسيا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya