معلوف يرى أن عيش الناس مع بعضهم البعض بات اصعب مما يتصور
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

معلوف يرى أن عيش الناس مع بعضهم البعض بات اصعب مما يتصور

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - معلوف يرى أن عيش الناس مع بعضهم البعض بات اصعب مما يتصور

الكاتب اللبناني الفرنسي امين معلوف في مراسم تعيينه عضوا في الاكاديمية الفرنسية بباريس
أبوظبي ـ وام

رأى الكاتب اللبناني الفرنسي امين معلوف ان عيش الناس مع بعضهم البعض بات أصعب مما كان يتصور، مؤكدا لوكالة فرانس برس الاحد ان على المثقفين العمل لتصور عالم مختلف على رغم هذه المرحلة من "الضياع الفكري والعنف".

وخلال لقاء في ابوظبي حيث يتواجد عضو الاكاديمية الفرنسية لتسلم جائزة "مؤسسة الشيخ زايد للكتاب" لشخصية العام الثقافية في احتفال يقام مساء الاحد، تطرق الكاتب الى مسائل الهوية والانتماء والاشكاليات الاجتماعية في عالم اليوم.

وقال معلوف "انا نشأت في لبنان، وفي لبنان عندنا هاجس دائم هو جعل الناس يعيشون مع بعضهم البعض (...) هذه مسألة غير سهلة في أي مجتمع، لا في المجتمع اللبناني ولا في مجتمعات عربية اخرى ولا في مجتعمات اوروبية".

اضاف "هاجسي ان نتمكن من جعل الناس يعيشون مع بعضهم البعض، ولم اكن اعتقد يوما ان المسألة سهلة، وقد يكون انطباعي في الفترة الاخيرة انها اصعب حتى مما كنت اتصور، ومن الواضح اننا لا نسير في هذا الاتجاه اليوم".

ورأى انه "علينا ان نسير في هذا الاتجاه، ولا خيار لنا الا ان نسير في اتجاه جعل الناس يعيشون مع بعضهم البعض. لكن المسألة كانت صعبة، وما زالت صعبة، والمستقبل يحمل طبعا صعوبات جديدة لا شك".

وعكس معلوف في مؤلفاته، نشأته المتعددة الثقافة خصوصا ولادته في لبنان في شباط/فبراير العام 1949، وعمله في المجال الصحافي، قبل هجرته الى فرنسا بعيد اندلاع الحرب الاهلية في بلاده عام 1975. ولاقت مؤلفاته بالفرنسية انتشارا عالميا، ومنها "الهويات القاتلة" (1998) الذي طرح فيه مسألة الانتماءات المتعددة والتعايش في ما بينها، وبدا فيه مدافعا عن لاحتمية التصادم بين الثقافات والهويات من الشرق والغرب.

الا ان الظروف الراهنة تجعل من نظرة معلوف لواقع تعايش الهويات اكثر قتامة، من دون ان تدفعه الى ان يبدل من قناعاته. 

وتشهد دول شرق اوسطية عدة منذ اعوام نزاعات دامية ادت الى مقتل مئات الآلاف خصوصا في سوريا والعراق، حيث بات تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي يسيطر على مساحات واسعة. وتبنى التنظيم خلال الاشهر الماضية هجمات في قلب اوروبا، خصوصا في باريس وبروكسل، اودت بالعشرات، وفتحت نقاشا اجتماعيا اوروبيا حول الهوية واندماج الاقليات الدينية وغيرها.

ويقول "كل المجتمعات بما فيها المجتمع الفرنسي، بما فيها المجتمعات الاوروبية، بما فيها المجتمعات العربية، تمر في مرحلة صعبة دقيقة قد تهدد المبادىء التي بنيت عليها المجتمعات، قد تهدد القيم التي بنيت عليها المجتمعات، وهذا جزء اساسي من المشكلة التي نعيشها في هذه المرحلة العصيبة والتي تتميز بالضياع الفكري وبالعنف".

وعلى رغم امله بانه تكون "المراحل المقبلة أقل صعوبة"، يشدد الكاتب على ضرورة ان يقوم "المسؤولون في مختلف المجتمعات، المسؤولون السياسيون، الثقافيون، التربوين... ان يقوموا بواجبهم في محاولة بناء التعايش في (...) قلوب الناس، وهذا مشروع لسنوات وربما لأجيال".

 

- لا مكان لليأس -

وتطرح الاشكاليات الراهنة اسئلة عن الدور الذي يمكن ان يحظى به المثقفون في ظل صراعات لا تبقي ولا تذر. الا ان معلوف الذي تعهد لدى دخوله الاكاديمية الفرنسية في العام 2012 خلفا للكاتب الفرنسي الراحل كلود ليفي-ستروس، بالعمل على تحطيم "الجدار" الذي ينشأ في البحر المتوسط بين الهويات الثقافية التي ينتمي اليها، يدعو المثقفين الى عدم التخلي عن دورهم، وان بات هذا الاخير اكثر صعوبة ومحدودية.

ويقول "واضح ان الجدار لم يتحطم، وهو قد يكون اليوم اعلى مما كان في الماضي. هل أنا سأغير موقفي؟ طبعا لأ. هل أنا سأحاول جهدي للمساهمة في تحطيم هذا الجدار؟ بالطبع (...) هل أتوقع ان يتحطم في المستقبل القريب؟ لا، لكن أملي كبير بأن نتمكن من تخطي هذه المرحلة في المستقبل على الاقل ليتمكن ابنائي واحفادي ان يعيشوا في عالم أفضل من الذي يعد لهم اليوم".

ويسأل "هل هذا يعني ان على المثقف ان يتوقف عن العمل من اجل الاهداف، من اجل الآمال التي يعيش من اجلها؟ في رأيي انا ان على المثقف ان يعرف مدى صعوبة مهمته اليوم، ان يواصل العمل، ان يواصل الكتابة (...) ما يمكن له ان يفعل، ما يمكن له ان يحقق كان دائما محدودا، وهو اليوم محدود، لكن دوره ضروري، ضروري ان يتصور عالما مختلفا، مجتمعا مختلفا، ضروري ان يعمل لحل المشكلات".

ويؤكد الكاتب الحائز جائزة "غونكور" الادبية الفرنسية المرموقة عن رواية "صخرة طانيوس" (1993)، ان الانسان "لا يغير قناعاته لان الوضع صعب. قناعاته تبقى ويحاول ان يساهم في اصلاح الامور. هل سيتمكن من اصلاحها؟ طبعا لا، لكن واجبه ان يحاول".

ويشدد على ان اليأس في ظل هذا الواقع ليس خيارا، قائلا "اليأس لا يقود الى أي حل. اليأس ليس حلا. الافضل (للانسان) ان يأمل ويخطىء، بدلا من ان ييأس ويكون على حق".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معلوف يرى أن عيش الناس مع بعضهم البعض بات اصعب مما يتصور معلوف يرى أن عيش الناس مع بعضهم البعض بات اصعب مما يتصور



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya