تونس – المغرب اليوم
أكد مفتي الجمهورية حمدة سعيّد، في حوار مع وكالة تونس أفريقيا للأنباء أمس الاثنين أن الإسلام حرّم "الإكراه على الجماع" تحريما مطلقا.
وأعلن المفتي بمناسبة تحقيق نشرته "وات" حول ظاهرة الاغتصاب الزوجي في تونس: "إذا كنا اليوم نجد أشخاصا يتصرفون من منطلق إجبار المرأة على إتيانها وهي كارهة فهذا من باب الجهل بالدين لا لكون الإسلام يبيح ذلك أو يعطي حقا للرجل دون المرأة لمباشرة هذه العلاقة".
وأوضح أن الإسلام ينطلق من مبدأ "ما رأيت مثله في سائر الديانات ولا الثقافات ولا الكتب ولا الفلسفات" وفق تعبيره، وهو أن الله تعالى "خلق المرأة والرجل من نفس واحدة"، مستدلا بالآية القرآنية "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" (سورة الروم).
وفسر معنى السكن هي الراحة والاستقرار والطمأنينة وراحة البال بالنسبة إلى الزوجين، مضيفا أن المودة هي المحبة والرحمة هي المعنى الروحاني النفساني الذي يجعل كلا من المرأة والرجل يشعران بطمأنينة واستقرار وراحة نفسية.
واعتبر الإسلام العلاقة الحميمية بين الزوجين "عبادة"، يقول المفتي مستندا إلى حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام "يأتي أحدكم بضعه ويكون له بذلك صدقة"
كما فرض الدين الإسلامي على الشريكين ما يسمى ب-"آداب المعاشرة الزوجية" التي يتعين أن يتحلى بها الرجل والمرأة على حد سواء، بحسب ما صرح به مفتي الجمهورية، مضيفا قوله "ليس هناك دين ولا فلسفة أكثر تحضرا ولا رقيا ولا مدنية من الدين الإسلامي الذي يسوي بين المرأة والرجل ويفرض مثل هذه الآداب في المعاشرة الزوجية ويمتع كلا منهما بحقوقه".
وذكر أن العلاقة الحميمية بين الزوجين لا يمكن أن تقام في أي حال من الأحوال على الإكراه بل إن رسول الإسلام أوصى بأن تكون لهذه العلاقة مقدمات تحبب المرأة والرجل في العملية الجنسية ووصفها في حديث شريف "بالرسول بين الزوج والزوجة قبل الجماع" ويعني بها القبلة والملاطفة والمداعبة والملاعبة. ومن حق الزوج على الزوجة أن تتزين وتتجمل وتتعطر له. كما من حق المرأة على بعلها أن يتطيب لها ويتزين "حتى لا تتأذى على الفراش" وفق تعبير المفتي. وشدد المفتي في تفسيره للحديث الشريف "إذا دعا أحدكم زوجته للفراش فأبت فهي باتت في غضب الله" أن المعنى مرتبط ب- "الحالات العادية"التي قال إن الزوجة تكون مثلما الرجل على استعداد وفي ظل توفر "الجو الملائم" لممارسة العلاقة الحميمية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر