الغايشا حياة قائمة على التضحيات في سبيل الثقافة اليابانية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"الغايشا" حياة قائمة على التضحيات في سبيل الثقافة اليابانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

فتاة مايكو او غايشا متدربة تقدم رقصة في كيوتو في طوكيو
طوكيو ـ أ.ف.ب

في احياء فتيات الغايشا المغلقة في كيوتو تسمرت الحياة منذ القرن السادس عشر تقريبا فيما تواصل شابات اعتماد حياة زهد حفاظا على فنون اليابان وتقاليدها المرهفة.

وتنساب فتيات الغايشا برداء الكيمونو ووجوههن البيضاء، باناقة في الازقة المعبدة لجي جيون متنقلات من موعد الى اخر في مقاهي الشاي في العاصمة السابقة للامبراطورية اليابانية.

هن غادرن المدرسة في سن الخامسة عشرة للعمل خادمات قبل ان يتحولن سريعا الى "مايكو" اي الغايشا المتدربة. وتتبع الفتيات على مدى السنوات الخمس التالية تدريبا مكثفا على الرقص التقليدي والات العزف اليابانية من عود وشاميسين بثلاثة اوتار فضلا عن آداب التصرف وفن المحادثة. وفي سن العشرين تقريبا يحصلن على لقب "غايكو" وهو الاسم الذي يعطى لهن باليابانية. ويبدأن عندها مهنة الترفيه عن ضيوفهن المرموقمين خلال مآدب العشاء وحفلات الاستقبال خصوصا.

لا يدرك رجال السياسة او الاعمال هؤلاء في غالب الاحيان، كلفة سهرة مع احدى فتيات

الغايشا المئة والخمس والسبعين في كيوتو الا بعد ورود الفاتورة الباهظة.

وتقول الغايكو كيكومارو الشهيرة وهي تجلس القرفصاء على سجادة في مقهى للشاي في كيوتو خلال مقابلة نادرة جدا مع الصحافة خصت بها وكالة فرانس برس "الناس يتصورون انها حياة تألق الا انها محنة فعلية".

وتتذكر المرأة البالغة 31 عاما سنوات شبابها قائلة "نضحي بفترة المراهقة للتدرب على مهنة الغايشا واحيانا نشعر باننا نريد ان ننحسب. لكن يجب التغلب على هذا الشعور".

وتقول كيكومارو ان لقاء متدربة بشكل عرضي مع قرينات لها بقين في المدرسة تكون صعبة موضحة "عندما تلتقي +مايكو+ في طريقها الى مأدبة مجموعة من التلميذات من عمرها يرتدين لباس المدرسة تتصورهن يتناولن العشاء معا بفرح بينما تكون هي منحنية على سجادة. فهي لا تتمتع بحياة خاصة وتنام مع ثلاث الى اربع فتيات اخريات".

وتوضح "من واجب الغايكو حماية الثقافة والتقاليد اليابانية التي تختفي تدريجا، ومواصلتها. ويجب ان نسهر على الصورة التي نعكسها. فعندما نخرج يجب ان نتنبه الى الطريقة التي نمشي فيها والى تصرفاتنا. ويمنع علينا استخدام فيسبوك وكل ما شابه".

ولا يمكن لهن مثلا ان يظهرن وهن يأكلن البطاطا المقلية. لكن الغايشا الاكبر سنا وجدن حلا للمبتدئات. وتقول كيكومارو مبتسمة "لا يحق للمايكو الذهاب الى مطعم وجبات سريعة او متجر ملابس لشراء تنورة قصيرة. لكن احيانا يشعرن برغبة كبيرة في تناول البطاطا المقلية. وفي هذه الحالات نرتدي الجينز ونذهب من دون ان نفصح عن هويتنا لشراء البطاطا المقلية لهن فيأكلنها سرا في المنزل".

- الغايشا كاتمة اسرار -

الانطباع السائد عن الغايشا بعيد في غالب الاحيان عن الواقع والكثير من زميلات كيكومارو صدمن بفيلم "ميموارز اوف ايه غايشا" الذي صدر العام 2005 وكان مستوحى من رواية ارثر غولدن والذي اعطى عنهن صورة المرأة اللعوب.

وغالبا ما تتشكي الغايشا في جيون من نظر الاجانب اليهن على انهن مومسات.

وتقول كيكومارو ضاحكة "الافلام تبالغ بطبيعة الحال. ما الفرق بين ما ورد في الفيلم وحياة الغايشا الفعلعية؟ في الواقع كل شيء تقريبا!"

وتقول بحياء "بطبيعة الحال ثمة نساء يمارسن مهنة مختلفة عن الغايكو. لكن ثمة ميل الى تصنيفنا جميعا في الخانة نفسها. الغايكو كاتمة اسرار (..) ولا تقيم اي علاقة حميمة".

وتلمح كيكومارو الى ان العلاقة مع الرجال ليست قائمة على الخضوع كما هو الانطباع السائد. وتؤكد "كانت غايشا كيوتو في الاساس بنات مقاتلين ساموراي. عندما انهار النظام الاقطاعي تعلمت تلك الفتيات متسلحات بالمزايا والاناقة الناجمة عن اصلهن الاجتماعي، فن الترفيه لدعم عائلتهن وتحولن الى سند فعلي".

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغايشا حياة قائمة على التضحيات في سبيل الثقافة اليابانية الغايشا حياة قائمة على التضحيات في سبيل الثقافة اليابانية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya