يشكل ملتقى الشارقة للأطفال العرب في دورته الثانية عشرة التي ستنطلق غدا استكمالا لسلسلة النجاحات المتتالية التي حققها الملتقى طيلة الأعوام الماضية في النهوض بالطفل العربي وتعزيز مهاراته القيادية وترسيخ الإبداع ليصبح منهجا لحياته في مختلف المجالات.. حيث يعمل الملتقى على تكريس مفهومي الوحدة والعمل الجماعي بين الأطفال المشاركين الذين سيتم إلحاقهم بمجموعات عمل مشتركة مع أطفال من دول عربية أخرى بهدف تعزيز التواصل بينهم وتبادل الخبرات بما يجعلهم مؤهلين لنقل القيم المثلى والمهارات الإبداعية التي اكتسبوها في الملتقى إلى أوطانهم.
ويمثل ملتقى الشارقة للأطفال العرب حدث فريد من نوعه في ربوع إمارة الشارقة حيث يدمج الطفولة بالإبداع بقالب عربي أصيل ليخرج بامتنا العربية من قضايا وهموم إلى حقل مزدهر مختلط من كل لون وجنس بأفكار استثنائية لينهضوا بنفسهم وأمتهم ليمثلوا أمة واحدة لغتها واحدة ثقافتها واحدة.
كما يسعى الملتقى إلى ترجمة الإبداع لدى الأطفال وتحويله من مجرد حلم إلى معادلة حقيقية وفنية على أرض الواقع والوصول مع الطفل إلى معايشة رغبته في تحويل الإبداع وجمالياته إلى سلوك وفكر ناضج لبناء مقومات الشخصية لدى الأطفال وجعله منه جيل مبدع ومبتكر قادرعلى مواجهة التحديات كافة والنهوض بوطنه وامته وجعله الأول في جميع المحافل المحلية والعالمية.
ويعتبر الإبداع والابتكار من أهم النقاط الجوهرية التي يركز عليها الملتقى وذلك نتيجة لتزايد الطموحات وتعدد الحاجات التي فرضت تحديات جديدة في جميع نواحي الحياة فمن الضروري الأخذ بها في إدارة وتنمية المهارات الاجتماعي والعلاقات الإنسانية والتنموية والقدرة على التعامل مع التحديات الاجتماعية لدى الأطفال المشاركين وجعل منهم حلقة وصل ومنصة تفاعلية لتبادل الثقافات والخبرات بين بلدانهم لان الإبداع عامل من عوامل النجاح الأساسية في مجتمعاتنا الحالية التي اصبحت بحاجة إلى فكر مبدع وخلاق قادر على التجديد والتطوير.
ويشارك في الملتقى الذي يحظى برعاية كريمة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة - اكثر من 120 طفلا متميزا تم ترشيحهم من الجهات المتخصصة في بلدانهم بعد أن خضعوا لمجموعة من أعلى المعايير المتبعة في هذا المجال من اكثر من 10 دول عربية هي المملكة العربية السعودية ودولة قطر ومملكة البحرين ودولة الكويت ودولة فلسطين وجمهورية السودان والجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهورية جزر القمر المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت ريم بن كرم مدير الإدارة العامة لمراكز الأطفال في الشارقة : لقد برز دور ملتقى الشارقة للأطفال العرب ليصبح الأول في المحافل المحلية والعربية كونه جاء مكملا لمسيرة الإبداع التي بدأت بها الأسرة مع طفلها منذ تنشئته والتي شكلت البؤرة الأساسية التي يتلقى الطفل من خلالها الخبرات التي تنعكس على تشكيل هويته الإبداعية وعلى نمو قدراته ومواهبه لينتقل الطفل بسلاسة إلى مرحلة أعمق في تشكيل بنائه المعرفي من خلال المدرسة والموسسات المختلفة لتعكس خبرات جديدة تثري وعي الطفل ووجدانه وتشجعه على الابتكار والإبداع من خلال أساليب تعلم جديدة تثري موهبته وطرق إبرازها .
واضافت : هنا يأتي دور الملتقى الذي يستقطب هذه الموهبة الإبداعية ويصقلها بأسلوب تقني مدروس وبدقة تراعي المعايير العالمية ويعطيها الفرصة لإطلاق عنان خبراتها التي اكتسبتها سواء من الأسرة أو المدرسة أو أي مكان آخر ما يجعل الطفل نموذجا يحتذى به لمن هم في عمره ويكون بدوره مصدر خبرات يستلهمها الآخرون من أقرانه في حياتهم.
وأكدت ريم بن كرم سعى الملتقى إلى تنمية الإبداع لدى الأطفال المشاركين في تحقيق الذات وتطوير مواهبهم الفردية ليسهموا في تحسين إنتاجية المجتمع ثقافيا وعلميا واقتصاديا وتفعيل دور الإبداع في حل المشكلات التي تواجههم في مسيرة حياتهم ثم نقل تجربتهم إلى أبناء وطنهم وتزويدهم بملخص التجربة التي خاضوها طيلة أسبوع كامل في الملتقى.
ولفتت الى أن ملتقى الشارقة للأطفال العرب الذي ينعقد كل عامين هوالأول والوحيد من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة والأكبر على مستوى العالم العربي يشكل فرصة حقيقية للأطفال العرب المشاركين ليخرجوا بإبداعاتهم التي تناقش القضايا التي تعنيهم بصفتهم يمثلون شريحة لها أهميتها وتأثيرها الكبير في المجتمع حاضرا ومستقبلا.
وأشارت إلى أن الملتقى نتاج إبداعي تضافرت خلاله الجهود والتي استثمرت القدرات الإبداعية في ظل القيادة الرشيدة المدعمة للإبداع والمبدعين حيث سخرت أمامهم السبل كافة ليبدعوا ويخرجوا ناتج حقيقي يسهم في تقدم الإنسان ورفاهيته في كل مجالات الحياة .. منوهة إلى أن الملتقى يقدم رعاية مميزة لكل الأطفال المشاركين بطريقة تسهم في إخراج ميولهم الإبداعية بطريقة تتناسب مع قدراتهم واستعداداتهم وميولهم لترفع من مستوى التفوق لديهم.
وشددت مدير الإدارة العامة لمراكز الأطفال في الشارقة أن التوجه نحو ترسيخ الإبداع والقيادة في نفوس الأطفال المشاركين إحدى أهم الأهداف التي يسعى اليها الملتقى ليشكل فرصة حقيقية لنهوض بمجتمعاتنا العربية وجعل منها أمة مبتكرة وصانعه للقرار .. لافتة إلى السعى لتطوير وترسيخ ثقافة الإبداع والقيادة لدى الأطفال إلى جانب تنمية مهاراتهم المختلفة وتذليل أية معوقات تواجههم وتسليط الضوء على التجارب الناجحة في مجال الابتكار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر