كاليفورنيا ـ وكالات
يهدف تطبيق “ماي سمارت آي” الجديد للهواتف الذكية إلى مساعدة ضعاف البصر على رؤية محيطهم، بالاستعانة بجهود عشرات المتطوعين الذين يصفون لهم عن بعد ما يواجههم.
وتعتمد فكرة تطبيق “ماي سمارت آي” My Smart Eye على التقاط المستخدم صورة بكاميرا الهاتف لمشهد قريب منه كلافتة في الشارع أو منتج معين داخل المتجر، ومن ثم يرسلها إلى التطبيق لتصل في الوقت نفسه إلى شبكة من المتطوعين، ويكتب كلٌ منهم وصفاً لما يراه في الصورة ويرسله، ليصل النص إلى هاتف السائل ويتحول إلى رسائل منطوقة يستمع لها ليرى ما حوله بعيون الآخرين، وتتوقف سرعة وصول الرد إلى المستخدم على استجابة المتطوعين.
وقال أحد مستخدمي “ماي سمارت آي” أن التطبيق منحه الشعور بالتواصل الاجتماعي مع العالم أكثر من ذي قبل، كما أتاح له التفاعل مع أشخاص حقيقيين والاستماع إلى أوصاف حية بدلاً من التعليقات الآلية التي توفرها تقنيات التعرف على الصور.
ويستفيد “ماي سمارت آي” من مبدأ التطوع على نطاق ضيق والتطوع عبر الإنترنت، حيث لا يلتزم المشاركون بإنجاز أعمال محددة أو تخصيص أوقات معينة للتطوع، كما لا يحتاجون إلى تدريب مسبق، وعادةً ما يعتمد على الأجهزة المتصلة بالإنترنت كالهواتف الذكية، ويمكن للمتطوعين المشاركة بدقائق معدودة أو أقل كل يوم.
وطور التطبيق شركة “ستار هب” للاتصالات في سنغافورة وشركة “تريبال دي دي بي”. وأشارت “ستار هب” في مقطع تعريفي بالتطبيق إلى إمكانية الاستفادة من جهود نحو 7.4 مليون مستخدم للهواتف المحمولة في سنغافورة؛ ففي حال تطوع شخص واحد من كل مائة مشترك بعشر ثوان من وقته يومياً، ستكون النتيجة نحو 200 ساعة من التطوع كل يوم.
وقال شان كين هونج من “ستار هب”: “من خلال تطبيق ماي سمارت آي يمكن لأي شخص أن يساعد المعاقين بصرياً في ثوانٍ معدودة. تخيل كل الأوقات التي نقضيها في طابور الانتظار داخل بنك أو للغداء أو في القطار والحافلة. يمكن استثمار هذا الوقت في إسعاد الآخرين”.
ويتطلب التطوع بالمشاركة في تقديم أوصاف للصور في تطبيق “ماي سمارت آي” تسجيل الدخول بحساب في موقع “فيسبوك”؛ بهدف ضمان المصداقية والمسؤولية عن التعليقات المقدمة، كما يوفر التطبيق إمكانية الإبلاغ عن إساءة الاستخدام، ومن المقرر أن تتضمن التحديثات القادمة نظاماً لتقييم أوصاف الصور، بما يشجع المتطوعين على كتابة تفاصيل وافية ودقيقة.
ووصل عدد المتطوعين في “ماي سمارت آي” حالياً إلى 200 شخص، كما اعتمد التطبيق نحو ثلاثة آلاف من أعضاء “جمعية سنغافورة للمعاقن بصرياً” و”جمعية سنغافورة للصم”. ويُتاح التطبيق للتحميل مجاناً من متجر “آيتونز” لهواتف آيفون، ومن متجر “جوجل بلاي” للهواتف العاملة بنظام “أندرويد”، ومن المحتمل أن تتوفر إصدارات لأنظمة تشغيل أخرى مثل “ويندوز فون” بحسب الإقبال على استخدام التطبيق.
وسبق أن قدمت شركة “جراي” للإعلان في سنغافورة هذا العام تطبيق “لند ماي آي” Lend My Eye لنظام “أندرويد”، كوسيلة لتوجيه فاقدي البصر عن بعد. ويستفيد التطبيق من برامج المحادثة بالفيديو مثل “سكايب” و”فيس تايم”، بحيث يستخدم الكفيف الكاميرا لنقل صورة مما حوله إلى شبكة من المرشدين المتطوعين لتصف له ما يراه، وتساعده في أداء بعض المهام كاختيار منتج معين أو التعرف على المكان الذي يسير فيه.
كما طور فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا تطبيقاً للهواتف الذكية يتيح للمكفوفين ومن يعانون من ضعف البصر التقاط الصور وعرضها على أصدقائهم عن طريق تقنية التعرف على الوجوه والنطق الآلي.
في سياقٍ متصل بدأت في الهند قبل عدة أشهر التجارب الأولى لما وُصف بأول هاتف للمكفوفين يستلهم طريقة “برايل”، ويعتمد على شاشة لمسية تتضمن شبكة من الدبابيس ترتفع وتنخفض لتكون أجزاءً بارزة وغائرة، ما يُمكن الكفيف من قراءة الرسائل النصية والبريد الإلكتروني، والتعرف على الصور والخرائط.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر