واشنطن ـ أ.ف.ب
دخلت مجموعة "سبايس اكس" الفضائية الاميركية الخاصة عالم اطلاق الاقمار الاصطناعية بعد نجاحها الثلاثاء في اطلاق قمر اتصالات، في الوقت الذي يسعى فيه قطاع الفضاء الاميركي الحكومي الى البحث عن شركاء من القطاع الخاص في استكشاف الفضاء.
فبعد تأجيلات متكررة منذ الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، اطلقت مجموعة "سبايس اكس" مساء الثلاثاء قمرا اصطناعيا للاتصالات مملوكا لمجموعة "اس اي اس" من لوكسمبورغ، وهي اول عملية اطلاق قمر تنفذها هذه المجموعة.
وانطلق الصاروخ "فالكون 9"، وهو مؤلف من طابقين، قرابة الساعة 22,41 ت.غ. من قاعدة كاب كانافيرال العسكرية الاميركية في فلوريدا، حاملا على متنه القمر "اس اي اس-8" البالغة كلفته 100 مليون دولار، ووزنه 2,9 طن.
وقد وضع القمر أول الامر في مدار حول الارض يشبهه العلماء بانه موقف تركن فيه الاقمار، وظل معلقا بالصاروخ.
بعد ذلك، وبالتزامن مع وجوده فوق خط الاستواء، دارت محركات الصاروخ مجددا ورفعت القمر الى مدار أعلى على ارتفاع 80 الف كيلومتر عن سطح الارض، بحسب ما كتب ايلون ماسك المدير العام لسبايس اكس على حسابه على موقع تويتر.
وتمثل عملية الاطلاق بواسطة الصاروخ فالكون 9، تطورا كبيرا في مسار سبايس اكس ودخولا قويا لها في عالم اطلاق الاقمار التجارية.
وكانت مجموعة "اس اي اس" عقدت الاتفاق الاول مع سبايس اكس لاطلاق هذا القمر في العام 2011، وعادت ووقعت في العام 2012 عقدا ثانيا تلتزم المجموعة الفضائية الاميركية بموجبه باطلاق ثلاثة اقمار اخرى الى مدار الارض.
وقبل ذلك، كانت المجموعة اللوكسمبورغية تعتمد على الصواريخ الاوروبية اريان والصواريخ الروسية بروتون، لكنها عادت واعتمدت على سبايس اكس لاعتبارات اقتصادية، اذ ان النفقات التي تتقاضاها المجموعة الاميركية، وقيمتها 55 مليون دولار، أقل من كلفة الاطلاق بواسطة الصواريخ الروسية او الاوروبية.
ووقعت سبايس اكس حتى الآن عقودا لاطلاق اقمار اصطناعية بقيمة اربعة مليارات دولار، ثلاثة ارباعها تتعلق بأقمار اصطناعية لاهداف تجارية.
ويأتي هذا النجاح لسبايس اكس في الوقت الذي تسعى وكالة الفضاء الاميركية ناسا الى عقد شراكات مع القطاع الخاص في مجال غزو الفضاء.
فعلى صعيد الشحن الفضائي، ابرمت وكالة ناسا اتفاقا مع سبايس اكس لتنفيذ 12 مهمة شحن في غضون اربع سنوات. وابرمت الوكالة ايضا عقدا بقيمة 1,9 مليار دولار مع شركة "اوربيتال ساينس كوربوريشن" لعمليات شحن الى محطة الفضاء الدولية ايضا.
وتمكنت سبايس اكس بالفعل من تسيير رحلات شحن من محطة الفضاء الدولية واليها على متن المركبة غير المأهولة "دراغون".
أما في مجال نقل الرواد، فقد اختارت ناسا ثلاث شركات خاصة لعقد شراكات معها في نقل الرواد في الرحلات الفضائية التي لا تتجاوز مدار الارض، وهي "سبايس اكس" و"بوينغ" و"سييرا نيفادا".
ويهدف برنامج الشراكة بين وكالة ناسا والقطاع الخاص الاميركي الى وضع انظمة نقل للرواد من محطة الفضاء الدولية واليها انطلاقا من الاراضي الاميركية وبكلفة اقل.
وتأمل ناسا أن يبدأ هذا القطاع بنقل رواد الفضاء بحلول العام 2015.
وحتى ذلك الحين، لا تستطيع الولايات المتحدة ارسال رواد فضاء من المحطة الدولية واليها سوى بواسطة مركبات سويوز الروسية، وذلك بعدما سحبت المكوكات الفضائية من الخدمة في صيف العام 2011. ومنذ ذلك الحين عمدت روسيا الى رفع بدلات النقل الى 63 مليون دولار للمقعد الواحد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر