يعتبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" مصدر معلوماتي هام للموساد الإسرائيلي, فقد دشنت الجهات الإسرائيلية عددا كبيرا من الصفحات علي موقع الفيس بوك الناطقة باللغة العربية لتكون - من ناحية - مصدرا للمعلومات عن دولة إسرائيل, ووسيلة لإطلاع الجمهور العربي علي أنشطتها, والحرص علي تجميل وجهها, وإبراز وجه إنساني مُتسامح مُتقدم علميا وإنسانيا. أما - من ناحية أخري - يعتمد الموساد الإسرائيلي علي آلاف الصفحات التي يقوم بتدشينها علي موقع الفيس بوك, بحيث يقوم كل عنصر في الموساد بإدارة عدد من الحسابات, وكتابة تقارير يومية وأسبوعية وشهرية عن الأوضاع داخل الوطن العربي, تتضمن ( الحالة الأمنية – الاقتصادية – المستوي المعيشي والثقافي للشباب العربي – علاقة المواطنين بحكومات دولهم ), مُعتمدين في تلك التقارير علي آراء وتوجهات الشباب العربي الذين يتم إضافتهم كأصدقاء علي تلك الصفحات.
ولكن الأمر لم يقتصر علي ذلك, حيث ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونت" الإسرائيلية منذ أيام قليلة ماضية علي موقعها الإلكتروني, أن "معهد الموساد للاستخبارات والعمليات الخاصة" قد أطلق حملة جديدة علي موقع الفيس بوك تحت شعار "مع أعداء علي هذا النحو – هناك حاجة للأصدقاء" التي تهدف إلي ضم "تجنيد" العديد من المهنيين العرب إلي صفوف الموساد الإسرائيلي, وأشارت الصحيفة أن تلك الحملة تعتبر من أكبر الحملات التي أطلقها الموساد منذ عدة سنوات. وتضمنت الصفحة الخاصة بتلك الحملة, إعلان عن أن الموساد مُستعد لقبول الأشخاص الذين يتمتعون بالعبقرية والذكاء والشجاعة والتأثير علي الناس, مع إمكانية الإقامة في إسرائيل, والسفر في رحلات قصيرة لبعض دول العالم, والتدريب لمدة عام. كذلك أن الموساد يحتاج إلي الأشخاص الذين عملوا في وحدات استخبارات عسكرية, ويجيدون اللغتين الفارسية والعربية, ومعلمي اللغات الأجنبية, والعاملين في مجالات التكنولوجيا الحديثة, والكيمائيين, ومساعدي المختبرات, ومصممي الجرافيك, والمحاميين, وعلماء النفس, غيرها من المجالات المختلفة.
وفي سياق متصل, لوحت إسرائيل مؤخرا بأنها تراقب مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي, حيث كشف الموقع الرسمي لإذاعة الجيش الإسرائيلي "جالي تساهال" عن الوحدة "حتسف" التابعة لجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك", وهي الوحدة المسئولة عن متابعة ومراقبة الإعلام العربي, أنشئت منذ 10 سنوات, وتمد جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلية بالمعلومات الهامة التي يمكن الاستفادة منها من خلال رصد ومراقبة مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" الخاصة بالعدو (علي حد وصفهم ) الذي يتمثل في الدول العربية ومنها مصر. حيث ترصد تلك الوحدة كل كلمة أو تغريده أو صورة يتم نشرها علي مواقع التواصل الاجتماعي العربي, كما أنها تقوم بالرد علي الصور "المزيفة" من وجهه نظرها, فعلي سبيل المثال (نشرت بعض الصفحات العربية علي موقع "فيس بوك" خلال العملية "عمود السحاب" صورا نسبت للجيش الإسرائيلي لمجازر ارتكبت بحق مدنيين, ولكنها في الحقيقة هي صورا لمجازر بشار الأسد في سوريا), وتم معالجة الأمر من خلال الوحدة "حتسف" وتوضيح حقيقة تلك الصور.
مما لاشك فيه أن العديد من الجهات الإسرائيلية تهتم اهتماما كبيرا برصد ومتابعة ما يحدث في العالم العربي, من خلال وسائل متعددة, والتي أصبح من أخطرها مواقع التواصل الاجتماعي, خاصة "الفيس بوك", نظرا لإقبال الملايين من الشباب العربي إقبالا شديدا علي استخدامه, وبالتالي فإن إسرائيل رصدت وأدركت أهمية ذلك في تطوير أساليب التجسس وتجنيد عملاء من شباب الوطن العربي.
نجد أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قد دشنت عددا من الصفحات الناطقة باللغة العربية علي موقع الفيس بوك, من أهمها صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية", و(هي الصفحة الرسمية بالعربية لدولة إسرائيل علي الفيس بوك) وتعتبر تلك الصفحة هي الأكثر احترافية في نشر الأخبار التي تُجمل صورة إسرائيل بشكل كبير. وتشير إحصائيات الصفحة إلي أن عدد أعضائها يبلغ حوالي 113350 عضوا, ومن اللافت للانتباه هنا, أن مدينة القاهرة هي من أكثر المدن المُتابعة للصفحة, والفئة العمرية الأكثر إقبالا عليها تتراوح ما بين 18 إلي 24 عاما. وغيرها من الصفحات مثل "إسرائيل بالعربية" , "إسرائيل بدون رقابة", كما دشن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" صفحة علي الفيس بوك باللغة العربية منذ عدة سنوات, بهدف التواصل والتراسل من خلالها مع شباب الوطن العربي.
نشرت مجلة " إسرائيل اليهودية" التي تصدر في فرنسا تقريرا هاما عن موقع الفيس بوك, مؤكدة أنه موقع "استخبارات صهيوني" مهمته تجنيد العملاء والجواسيس لصالح إسرائيل, حيث طرح التقرير المزيد من الشكوك حول مدي استفادة إسرائيل من الكم الهائل من المعلومات المتاحة عن المشتركين من العالم العربي والإسلامي, وتحليلها, وتكوين صورة استخباراتية عن شباب الوطن العربي. وللأسف الشديد أصبح العديد من الشباب العربي والإسلامي " فريسة " للموساد الإسرائيلي, حيث أنهم يقدمون معلومات هامة للمخابرات الإسرائيلية دون أن يعلموا ذلك, خاصة وأن الأمر أصبح سهلا ومُتاح للجميع, فلا يتطلب سوي الدخول علي الانترنت, خاصة مواقع التواصل الاجتماعي والتحدث في أي موضوع مع أي شخص لا يعرفه, اعتقادا منه أنه يتخلص من الكبت الذي يشعر به, ويضيع أوقات فراغه. ولكن في حقيقة الأمر هناك طرف أخر ينتظر رصد وتحليل كل كلمة يكتبها أو يتحدث بها, ليستخرج المعلومات اللازمة, دون أن يشعر هذا الشخص أنة أصبح جاسوسا أو عميلا للمخابرات الإسرائيلية.
لذا, أوصي الدكتور "هشام المهدي" الفائز بلقب أفضل أستاذ تكنولوجيا المعلومات في أفريقيا, أنه يجب توخي الحذر في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي, حيث أن الموساد الإسرائيلي يتحكم بشكل كبير في شبكات التواصل الاجتماعي, خاصة "الفيس بوك", مضيفا إلي أنه هناك علما جديدا يسمي "علوم الهندسة المجتمعية" تجيده إسرائيل, والهدف منه استخدام وسائل الاتصال الحديثة في تغيير المجتمعات والتعرف علي أسرارها. مشيرا إلي أن المصريين يبالغون في استخدام الفيس بوك, حيث أن هناك حوالي 33 مليون مصري يستخدم الانترنت, منهم حوالي 13 مليون يستخدمون الفيس بوك, وأن الموساد يستطيع التعرف علي الأشخاص من خلال الفيس بوك, خاصة الذين يتولون مناصب في الدولة.
كما يجب علي كل شاب توخي الحذر وتجنب بعض الأشياء عند استخدام موقع الفيس بوك منها:
- عدم إرسال إيميلات لأشخاص لا نعرفها.
- عدم الموافقة علي أي طلب صداقة دون معرفة المرسل.
- عدم كتابةComment أو عملLike علي صفحات مشبوهة وغير معلومة المصدر.
- عدم وضع أو كتابة أي معلومات هامة وسرية تتعلق بك صفحتك علي الفيس بوك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر