استخدام الشاشات المضيئة خلال الليل يُقلِّل النوم ويَضُر بالصحة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

استخدام الشاشات المضيئة خلال الليل يُقلِّل النوم ويَضُر بالصحة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - استخدام الشاشات المضيئة خلال الليل يُقلِّل النوم ويَضُر بالصحة

لندن - وكالات

التعرض للضوء الكهربائي خلال ساعات الليل سبب رئيسي لنقص النوم     يُعيق الضوء الأزرق إفراز هرمون “الميلاتونين” مما يتسبب في نقص النوم     من المتوقع أن يعاني مزيد من الأشخاص من قلة النوم مع تنامي استخدام الأجهزة المحمولة في مختلف أوقات اليوم     يتسبب نقص النوم لدى الأطفال في الإصابة بمتلازمة فرط النشاط وضعف الانتباه حَذَّر الطبيب تشارلز كيزلر، رئيس قسم طب النوم في مستشفى “بريجهام آند وومن” الأمريكية، من أن النظر في شاشات الحواسيب والهواتف الذكية والتلفزيون خلال فترة المساء يتسبب في نقص النوم، وهو ما يزيد من مخاطر التعرض لمشاكل صحية عدة منها البدانة والاكتئاب وأمراض القلب والسكتة الدماغية  وبحسب مقال كيزلر في مجلة “نيتشر” العلمية، فإن التعرض للضوء الكهربائي في أوقات الليل، الذي يُفترض أن يكون وقت النوم الطبيعي، هو السبب الأهم في حدوث نقص واضطراب النوم، بالرغم من وجود عوامل أخرى أحدثها نظام الحياة المعاصرة الذي يتحرك على مدار أربع وعشرين ساعة طوال أيام الأسبوع، مثل الاستيقاظ مبكراً للعمل والدراسة، والإفراط في تناول الكافيين، والرحلات الطويلة. ويقول: ” وكنتيجة لذلك، يُواصل كثيرٌ من الناس قراءة البريد الإلكتروني أو أداء الواجبات أو مشاهدة التلفزيون في منتصف الليل”  ويُقلِّل التعرض للضوء الاصطناعي من راحة الجسم خلال الليل بتثبيطه نشاط الخلايا العصبية المسئولة عن النوم مع تنشيط الخلايا المسئولة عن اليقظة، بجانب إعاقة إفراز هرمون النوم المعروف باسم “الميلاتونين”، كما يؤثر على الخلايا الحساسة للضوء في العين، وتؤدي هذه العوامل معاً إلى اضطراب الساعة البيولوجية أو الحيوية للجسم، والتي تضطلع بتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ  ويرى كيزلر أن التكنولوجيا تتسبب في إبعادنا عن نمط اليوم الطبيعي الذي يُلائم أجسامنا، ويعتقد أن انتشار الإضاءة الاصطناعية والزيادة المستمرة في استهلاكها أدى إلى شيوع نقص النوم؛ حيث يرتبط انخفاض تكلفة توفير الإضاءة بزيادة استهلاك الفرد لها. فابتداءً من مطلع الخمسينات من القرن العشرين وحتى نهايته تراجعت تكلفة إنتاج الضوء ستة مرات في المملكة المتحدة، وفي المقابل تضاعف نصيب الفرد من استهلاك الضوء بمعدل أربع مرات  وهو ما يتفق مع رأي ديرك – جان ديجك، مدير مركز أبحاث النوم في جامعة “سري” البريطانية، الذي يعتقد بتأثير التعرض للضوء الاصطناعي في فترات المساء على تقليل الميل للنعاس؛ فأصبحت تصرفات الناس هي العامل الرئيسي في تحديد وقت النوم، بعكس الماضي حين كان دوران الأرض حول محورها، والذي يتحكم في الليل والنهار، هو المحدد الأول  وتُشير بعض الدراسات إلى تراجع عدد ساعات النوم لكثير من الأشخاص في السنوات الأخيرة؛ وبحسب استطلاع نُشر العام الماضي كان متوسط ساعات نوم 30% من الموظفين، و44% من العاملين في الفترات المسائية في الولايات المتحدة الأمريكية أقل من ست ساعات كل ليلة، وهو ما يختلف كثيراً عن الوضع قبل خمسين عاماً؛ إذ كان نحو 3% فقط من سكان الولايات المتحدة ينامون قليلاً. كما أفاد 5% من الموظفين البريطانيين بنومهم أقل من خمس ساعات في الليلة  وعالمياً ينام الأطفال في الوقت الحاضر خلال الأيام الدراسية أقل مما كان الوضع عليه قبل مائة عام بمعدل 1.2 ساعة. ويرى كيزلر أن قلة النوم لدى الأطفال تدفعهم للاستيقاظ ولا تزيد من شعورهم بالنعاس، كما تتسبب في ضعف تركيزهم. ويُرجِّح أن يكون نقص النوم ضمن الأسباب المؤدية لما يُعرف باسم متلازمة “اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط”، والتي يعاني منها 19% من الفتيان الأمريكيين في المرحلة الثانوية  وبالإضافة إلى ذلك، صنفت “منظمة الصحة العالمية” العمل خلال الليل ضمن الأسباب المعروفة والمحتملة لأمراض السرطان.كما يرفع استمرار نقص النوم لفترات طويلة من خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض، وبحسب دراسة للمركز الوطني الأمريكي لمعلومات التكنولوجيا الحيوية، تزيد معلات الوفاة بنسبة 15% للأشخاص الذين ينامون أقل من خمس ساعات يومياً بالمقارنة مع أشخاص من نفس العمر وينامون جيداً  ويتوقع كيزلر ارتفاع عدد الأشخاص الذين يُعانون من نقص النوم في المستقبل بسبب زيادة تعرضهم للضوء، الذي يستحوذ وحده على 19% من الميزانيات المخصصة لتوليد الكهرباء حول العالم، واتجاه الكثير من الدول لإحلال المصابيح الثنائية الباعثة للضوء “ليد”، والتي تستخدم على نطاقٍ واسع في كثير من شاشات التلفزيون والحواسيب والهواتف الذكية، محل المصابيح التقليدية ذات الإضاءة المتوهجة  ويرى أن هذه النوعية تتسبب أكثر من غيرها في اضطرابات النوم وإعاقة عمل هيرمون “الميلاتونين”؛ إذ تُنتج ضوءاً غنياً باللونين الأزرق والأزرق المائل إلى الخضرة، والذي تستجيب له الخلايا الحساسة للضوء في العين البشرية بدرجةٍ أقوى. ويعتقد أن من الأفضل استبدال الإضاءة المستخدمة في فترات الليل باللونين الأحمر والبرتقالي  واختتم الطبيب تشارلز كيرلز، الذي يعمل ضمن قسم “طب النوم” في جامعة “هارفارد”، مقاله بالتأكيد على أهمية النوم للصحة الجسدية والعقلية، وضرورة الانتباه إلى تأثير استهلاك الضوء على الساعة البيولوجية للفرد، وتغيير السلوكيات اليومية بجانب تقديم ابتكارات تقنية للتقليل من الآثار الضارة للتعرض للإضاءة، مُذكِّراً بتعهد توماس أديسون، مخترع المصباح الكهربائي، بألا يضر ابتكاره بالصحة، ولا يُعيق سلامة النوم.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استخدام الشاشات المضيئة خلال الليل يُقلِّل النوم ويَضُر بالصحة استخدام الشاشات المضيئة خلال الليل يُقلِّل النوم ويَضُر بالصحة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya