واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت إحدى شركات "هارفارد" عن خطط لإطلاق أول نظام تجاري لتخزين البيانات على الحمض النووي في العام المقبل، وتقول شركة "كتالوج" إنها ستتمكن من تخزين تيرابايت من البيانات على أقراص الحمض النووي بثمن بخس، وتتفاخر بالإعلان أن "رؤيتنا هي وضع محتوى مراكز بيانات كاملة في راحة يدك".
وتقول الشركة إنها صنعت آلة يمكنها خفض تكلفة التخزين على الحمض النووي كثيرًا، حيث أن التقنيات الحالية باهظة التكلفة لدرجة لا تتيح استخدامها على نطاق واسع، على سبيل المثال، تستطيع شركة "تويست بايوساينس" تكوين سلاسل حمض نووي تحمل 12 ميغابايت بتكلفة 100 ألف دولار، وتتميز أيضًا أقراص الحمض النووي بأنها يمكن أن تعيش لمئات السنين، على عكس محركات الأقراص الصلبة الحالية، إذا اُحتُفظ بها باردة وجافة، يأمل الباحثون أن يتم استبدال مراكز البيانات الضخمة التي تغطي حقول كرة القدم في يوم من الأيام بوحدات تبريد بحجم الثلاجة، وقال رئيس القسم العلمي في كتالوج، ديفين ليكي، إن شركته قد حلت المشكلة، لكنه لم يذكر كيف، إذ تقول الشركة أن بدايةً من عام 2019 ستقدم تيرابايت من البيانات المشفرة بالحمض النووي في بلية وزنها جرامات.
للوصول إلى البيانات المخزنة، يُخلط الحمض النووي مع الماء ويوضع في الجهاز الذي يقرأ تسلسلات CATG، ليترجمه مرة أخرى إلى شكل ثنائي، وقال ليكي "والأهم من ذلك، بالمقارنة مع التقنيات الأخرى للتخزين على الحمض النووي، فإن تكلفتنا أقل بخمس مرات"، إلا أن تلك التقنية لا تزال أكثر تكلفة بكثير من التخزين الحالي، إذ تقدم "أمازون"، على سبيل المثال، نظام تخزين على أشرطة بأقل من فلس واحد لكل غيغابايت شهريًا.
تستخدم شركة كتالوج نظامًا يشبه الأبجدية للتخزين، فبدلًا من ملء سلسلة طويلة من الحمض النووي بالمعلومات، تقوم كتالوج بعمل مقتطفات من الحمض النووي، من 20 إلى 30 زوجًا قاعديًا، يمكن أن تُخيط معا باستخدام الإنزيمات، وقالت سابقا أن هناك تقديرات تخزين واحد ميغابايت من البيانات سيكلف أقل من ثلاثة من ألف من السنت، يقول المؤسس المشارك هيونجون بارك إن سعر كتالوج يتوقف على نهج جديد، وبدلًا من ترميز سلسلة من البيانات في جزيء حمض نووي واحد، فإنه ينتج "أبجدية" أساسية صغيرة من تسلسلات الحمض النووي التي تتطابق مع مقتطفات من البيانات الثنائية ويمكن تجميعها معًا في ملفات أكبر بكثير.
يقول بارك إن كتالوج تقوم حاليًا ببناء ماكينة للقيام بهذا الترتيب بكفاءة، ولكنه لن يكشف بالضبط كيف تعمل، وتعتقد الشركة أن عملاءها الأوائل من المرجح أن يكونوا شركات أو وكالات حكومية تحتاج إلى تخزين طويل الأجل للمعلومات مثل السجلات السرية أو لقطات الفيديو التي يجب إبقاؤها في الموقع، وفي يونيو/حزيران، أعلنت كتالوج أنها استخدمت بالفعل هذا النظام لتخزين رواية دليل المسافر إلى المجرة من تأليف دوغلاس آدامز، وقصيدة الطريق لم يتبع لروبرت فروست في مادة وراثية، كما تقول الشركة ‘نها تلقت 9 ملايين دولار من الدعم من شركات استثمارية مختلفة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر