ستيفن هوكينغ عالِم أدهش الجميع بإنجازات خرجت من جسد لا يتحرك
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

نظرياته في "ميكانيكا الثقوب السوداء" فتحت الباب للمزيد من الأبحاث

ستيفن هوكينغ عالِم أدهش الجميع بإنجازات خرجت من جسد لا يتحرك

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ستيفن هوكينغ عالِم أدهش الجميع بإنجازات خرجت من جسد لا يتحرك

ستيفن هوكينغ العلمية
واشنطن - المغرب اليوم

قبل أن نتعرف على انجازات ستيفن هوكينغ العلمية وأهميتها يجب أن نفهم آلية العلم أولًا، إذا ألقينا نظرة على تاريخ العلم سوف نلاحظ أن العلم يسير وفق آلية تراكمية، حيث أن كل عالم يأتينا بفكرة جديدة يفتح الباب لعشرات العلماء من بعده لكي يستمروا على العمل على هذه الفكرة وينتجون سلسلة أفكار جديدة وتلك السلسلة تستمر إلى ما لانهاية، حيث أن جميع الإنجازات العلمية العظيمة هي نتاج من عشرات العلماء، كل فرد منهم ساهم بأمرٍ معين ثم كانت النتيجة في النهاية هي هذا التطور العلمي الذي يسير الحياة حولنا.

ويرى البعض أن ما وصل إليه ستيفن هوكينغ لا يستحق كل هذا التقدير لأنه ليس فيه أي منفعة لنا، في الواقع إذا راجعنا تاريخ العلم ومنهجه سنعرف خطأ هذه الفكرة لأن العلم ليس أداة نعمل على تسخيرها لنا بل هو نظام وآلية، عندما يعمل العلماء على أفكارهم لا يسألون أنفسهم السؤال الساذج ”ما الفائدة من كل هذا؟”.

عندما درس فاراداي وماكسويل وتيسلا العلاقة بين الظاهرة الكهربائية والمغناطيسية كان هدفهم الإجابة عن أسئلة سخيفة في نظر بعضنا مثل ” لماذا تؤثر الحقول الكهربائية على المغناطيس؟ ” لم يكونوا يتوقعوا أن عملهم سوف يعطي للبشرية أعظم إختراع في الوجود { الكهرباء} مع شبكات الإتصال بفضل نظريتهم الكهرومغناطيسية، عندما عمل بلانك وبور وغيرهم في فيزياء الكم على تفسير سلوك جسيمات بعالم غير مرئي لنا لم يكونوا يسألون ” ما الفائدة من معرفة وضع جسيم؟” لكن في النهاية كانت أفكارهم أسس “للتكنولوجيا ” التي هي جوهر حياتنا اليوم، إذن ماذا قدم ستيفن هوكينغ لنا؟

لطالما كان موضوع الثقوب السوداء يشكل لغزًا كبيرًا للعلماء في الفيزياء لمدة طويلة حتى ولّد ستيفن هوكينغ في عام 1942 الذي كان له الدور الأساسي في وضع ” ميكانيكا الثقوب السوداء ” وقد فتح الباب لأسئلة جديدة كبيرة في الفيزياء فإن قيمة المنهج العلمي ترتكز في أسئلته قبل إجاباته لأن الأسئلة العظيمة هي التي تفتح الباب للأجوبة العظيمة وهذه الأجوبة بدورها تفتح الباب لأسئلة أخرى، ستيفن هوكينغ هو العالم الوحيد الذي عاش بزمننا وكان له بصمة كبيرة في العلم في الزمن الذي فقدنا به هذا النوع من الأشخاص بعد وفاة أغلب العلماء المعروفين.

ستيفن هوكينغ هو صاحب نظرية “إشعاع هوكينغ” التي فتحت الباب لأسئلة تشغل تفكير العلماء إلى يومنا هذا مثل ” مفارقة المعلومات ” كما أن له دور كبير في رسم نموذج الإنفجار العظيم الذي يروي قصة كوننا وكان هوكينغ يعمل جاهدًا على وضع نظرية موحدة تفسر كوننا كاملًا ” نظرية كل شيء ” قبل رحيله، نشر هوكينغ أشهر كتابين علميين هما ” التصميم العظيم وتاريخ موجز للزمن” مع عدة كتب أخرى وكتب عشرات المقالات الأكاديمية والأبحاث العلمية ويعتبر من أكبر المساهمين في تبسيط العلوم بمشاركته مع إبنته بتأليف كتب علمية للأطفال وإعداد الوثائقيات.

كان هوكينغ أستاذًا جامعيًا ورئيسًا ونائبًا في جامعات رئيسية عدة مثل كامبردج لعدة عقود كما قد حاز على العديد من الجوائز العالمية لمساهماته العديدة وترأس دراسات عن نظرية التضخم الكوني أما من ناحية إنسانية أخرى، ( كان هوكينغ من أشد المعارضين للحرب على العراق وقاد حملة مدنية كبيرة ضد الحرب عام 2003)، ولكن فقد هوكينغ التحكم في جسده بسبب شلل تام منذ أيام شبابه وقال له الأطباء إنه يملك سنتين فقط ليعيش فيها لكنه عاش لأكثر من 30 عاما أخرى على كرسي متحرك وجهاز آلي للتحدث، فهو لا يستطيع أن يكتب حرف واحد لكنه كان يملك هبة أعظم من أي شيء هي “الخيال”، رغم أن جسده كان مقيدًا بكرسيٍ متحرك وجسدٍ عاطل لكن عقله كان حـرًا يطوف في أرجاء الكون باحثًا عن ما يشفي غليل فضوله وفي النهاية أعطانا هذا الشخص الذي قيل أنه لم يعيش أكثر من سنتين نظريةً فتحت الباب لأسئلة جديدة سنكتشف أناس عظماء جُدد بسببها في المستقبل.

الأمر الذي يدعو للحزن أكثر من خبر رحيل ستيفن هوكينغ هي ردود فعل البعض على موته، فإننا نرى اليوم بعض الناس حولنا فرحين وساخرين بالخبر في نفس الوقت الذي يضع العالم الحداد لفقدانه أعظم عقول العصر الحالي، فقط لأن ستيفن هوكينغ كان يملك آراء شخصية وتوجهات مختلفة معهم، فإذا كان للعلم عدو فهو التمسك بالجهل.

ستيفن هوكينغ لم يمت، لأن العظماء لا يموتون، بل يخلدون في داخلنا في كل خطوة علمية جديدة تمهد مستقبلًا البشرية الذي يعتمد بشكل أساسي على فهمنا لهذا الكون، سوف نتذكره دومًا حينما ننظر إلى النجوم والكون لأنه كان جزء من فهمنا لهذا الكون الرائع، فقد كانت وصيته لنا هي قوله “تذكروا أن تنظروا إلى الأعلى بأتجاه النجوم، وليس بأتجاه أقدامكم”.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستيفن هوكينغ عالِم أدهش الجميع بإنجازات خرجت من جسد لا يتحرك ستيفن هوكينغ عالِم أدهش الجميع بإنجازات خرجت من جسد لا يتحرك



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري

GMT 03:41 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

فيلم "the shape of water" يقترب من حصد جوائز النقاد في 2018

GMT 00:42 2016 الثلاثاء ,12 تموز / يوليو

اكتشفي أسباب عدم بكاء الطفل حديث الولادة

GMT 04:18 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الملابس الصوفية عنوان المرأة العصرية لموضة هذا الشتاء

GMT 17:48 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

طوني ورد يطلق تشكية La Mariée الحصرية لفساتين الزفاف
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya