كشفت شركة "بلو أوريجين" التي يملكها جيف بيزوس عن الصور الأولى لكبسولة نقل الركاب القابلة لإعادة الاستخدام والتي يمكنها نقل السياح إلى الفضاء العام المقبل، وتضم الكبسولة "نيو شيبرد" 6 مقاعد للمسافرين الذين يمكنهم الرؤية من خلال أكبر نوافذ في الفضاء، وتبلغ مساحة الكبسولة 530 قدمًا مكعّبًا ما يتيح إلى الركاب التجوّل بحرّية مع التحوّل إلى كائنات عديمة الوزن في الفضاء، وتحتوي الكبسولة على مقاعد مستقلة باللون الأسود مزيّنة بشعار "بلو أوريجين" باللون الأزرق.
وكتب بيزوس في رسالة إلكترونية "برنامج اختبار "شيبرد" يركّز على الأداء ومتانة وقوة النظام، وبالتوازي مع ذلك صمّمنا الكبسولة داخليا مع التركيز على دقة الهندسة والأمان والراحة"، ويتكون نظام إطلاق شيبرد من صاروخ وكبسولة مصممة لنقل حمولات الركاب والركاب إلى نحو 100 كيلو متر فوق كوكب الأرض، ومن المتوقع بدء الرحلات التجريبية مع أفراد الطاقم على متن الكبسولة هذا العام، ولم تحدد الشركة بعد سعر الركوب، ويتاح لكل مقعد في الكبسولة الرؤية من خلال نافذة كبيرة مصنوعة من طبقات متعددة من مواد يصعب كسرها.
وأضافت شركة "بلو أورجين"، أنّ "النوافذ تنقل 92% من الضوء المرئي ما يمنح الركاب رؤية جيدة مثل الزجاج"، ويضم النظام كبسولة مضغوطة أعلى الصاروخ القابل إلى إعادة الاستخدام، وتنطلق المركبتان معا مع التسارع لمدة دقيقتين ونصف قبل انفصال المحرك، ثم تنفصل الكبسولة عن المًعزز لتتجول في الفضاء بهدوء وسهولة، وبعد بضع دقائق من السقوط الحر يهبط المُعزز هبوطًا عموديًا مدعّم بصاروخ بينما تهبط الكبسولة بسلاسة تحت المظلات وكل منهما مجهز لإعادة الاستخدام مرة أخرى، وتسمح إعادة الاستخدام للشركة بالطيران بنفس النظام مرارًا وتكرارًا، ويتم عرض الكبسولة والصاروخ في "33rd Space Symposium" في "Colorado Springs" الأسبوع الماضي، وفي وقت سابقم ن هذا الشهر كشفت بلو أوريجين عن الصاروخ الفائق "نيو جلين" والذي يستخدم لإطلاق الأقمار الصناعية وكشفت عن أول عميل لها، وأوضح بيزوس أن الصاروخ الذي يمكن إعادة استخدامه يمكنه الهبوط على متن سفينة آلية، ويتوقع هبوطه في 2021 وتعد شركة Eutelsat Communications SA الفرنسية أول عملائها.
وتتنافس الشركة مع مركبة سبيس إكس "دراغون هيفي" والمتوقّع أن يرسل السياح حول القمر العام المقبل، وأضاف بيزوس في مؤتمر "Satellite 2017" في واشنطن أنّه "لا يمكننا أن نأمل في الحصول على شريك أفضل من ذلك"، وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة يوتلسات رودولف بيلمر، أن الموعد المستهدف لأول إطلاق عام 2021 تقريبا، ولم يتم الكشف عن شروط العقد بعد.
وصُممت مركبة "نيو جلين" لتطير بنفسها مرة أخرى إلى كوكب الأرض بحيث يمكن استردادها وإعادة الطيران بها مرة أخرى وخفض تكاليف الرحلة، وتوفضل سبيس إكس التي يرأسها الملياردير إيلون ماسك هذا النهج أيضا، وتتميز مركبة نيو جلين بضعف قدرة الحمل لدى صاروخ "فالكون 9" مع إمكانية وضع نحو 100 ألف رطل في المدارات الأرضية على ارتفاعات منخفضة، وتنافس بلو أوريجين شركات عدة منها "سبيس إكس" و"United Launch Alliance" التي تملكها شركة "Lockheed Martin Corp" وشركة "بوينغ" وشركة "Europe´s Arianespace" وغيرها من الشركات لإطلاق الأقمار الصناعية لأغراض تجارية.
وتدير شركة "يوتلسات" أسطولا مكوّنًا من 39 قمرًا صناعيًا للاتصالات أطلقتها عدة شركات منها "سبيس إكس"، وأضاف بلمر، أنّه "نعتقد أن دورنا كرواد في هذه الصناعة تحفيز المنافسة بحيث يكون هناك تيار من الابتكار ويصبح الوصول للفضاء أكثر سهولة"، وقال بيزوس إن هدفه هو خفض تكاليف الرحلات الجوية حتى يتمكن الملايين من الناس من العيش والعمل فى الفضاء، وتتمثل رؤيته في تحويل الصناعات الثقيلة إلى المدار والحفاظ على الأرض للحياة البشرية، بينما يرغب إيلون ماسك في استعمار المريخ.
وكشف بيزوس في وقت سابق من هذا الشهر أن "بلو أوريجين" انتهت من بناء أول محرك "ميغا روكيت" "BE-4"، وغرد بيزوس أنّه "تم تجميع محرك "BE-4" بالكامل ونتابع المرحلتين الثانية والثالثة"، ولا تزال مركبة جلين ذاتها على بعد سنوات من رحلتها الأولى ولا يزال المصنع الذي سيتم بناؤه فيه قيد الإنشاء في "Cape Canaveral"، ويخضع محرك "BE-4" لاختبارات صارمة في موقع "نيو أوريجين" في غرب تكساس، وكشف بيزوس في وقت سابق من هذا الشهر عن رغبته في توصيل المعدات للقمر للمساعدة في إقامة أول مستوطنة بشرية، ويمكن لخدمة نقل البضائع من الأرض إلى القمر حمل ما يصل إلى 10 آلاف رطل من الأمتعة إلى القطب الجنوبي في القمر، ويمكن رفع هذه الحمولة بحلول عام 2020، ويأمل بيزوس رئيس شركة أمازون أن توفر شركته الفضائية المكافئ القمري لأمازون برايم".
وحجز بيزوس بالفعل مكان وقوفه بالقرب من "Shackleton Crater" في القطب الجنوبي، وهي بقعة تتميز بضوء الشمس بشكل مستمر ومياة بالقرب يمكن استخدامها كمصدر للهيدروجين لوقود الصواريخ، وتعد البقع المشمسة على سطح القمر بقع مميزة، ويمكن أن تتحول "Shackleton Crater" إلى واحة مشمسة محاطة بصحراء مظلمة باردة وفقا لوكالة ناسا، وكتب بيزوس في الورقة البيضاء التي حصلت عليها جريدة واشنطن بوست أن خدمة الشحن تساعد في تمكين مستوطنات بشرية مستقبلية، مضيفا "حان الوقت لأميركا للعودة إلى القمر، ويعد بناء مستعمرة مأهولة على القمر هدف صعب وجدير بالاهتمام، وأشعر أن الكثير من الناس متحمسين لذلك".
يأتي ذلك بعد أن أوضح إيلون ماسك أن شركته ستطير بالمواطنين حول القمر في العام المقبل، ويقترح بيزوس بدلا من الزيارة ثم المغادرة ترك بعض الأشياء على سطح القمر للمرة القادمة، موضحا أن هذه المهمة يمكن أن تحدث فقط من خلال شراكة مع وكالة ناسا، مضيفا أنّ "خبراء الهيدروجين السائل لدينا مع خبراء في الهبوط الرأسي بدقة وهو ما يتيح أسرع مسار لبعثة قمرية"، ويرغب بيزوس بمساعدة ناسا في تطوير حوافزها لدى القطاع الخاص من أجل خدمة توصيل البضائع التجارية القمرية.
وأعطي كبار الموظفين لدى ناسا الشهر الماضي تعليمات لتقييم جدوى إرسال البشر إلى الفضاء من خلال مركبة أوريون الفضائية، وصمّمت البعثة لتكون من دون طاقم على أن تنطلق في 2018، وأعلن المسؤولون في مؤتمر صحفي في فبراير/ شباط عن استمرار عملية التقييم مع وضع قائمة بكل ما يحتاجون تغييره من الأجهزة المادية لإضافة طاقم للبعثة، وأكدت شركة "بلو أوريجين" أنها ملتزمة بالموعد المحدّد لإرسال العملاء إلى المدار في أقرب وقت في 2018.
وبيّن رئيس شركة "بلو أوريجين"، روب ميرسون، متحدثًا في الندوة الدولية حول الفضاء التجاري والشخصي أنّه "لا زلنا على طريق تحليق الناس في الفضاء، ونجري اختبار رواد الفضاء بحلول نهاية 2017 وبعدها سنبدأ رحلات تجارية فضائية في 2018" ، ويتوقّع أن تبني الشركة 6 مركبات جديدة من طراز شيبرد مصمّمة لتطير مع 6 ركاب بشكل مستقل لأكثر من 62 ميلا فوق كوكب الأرض بما يكفي لتجربة بضع دقائق من انعدام الوزن ورؤية الكوكب في سواد الفضاء.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر