القاهرة ـ المغرب اليوم
توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أن يتجنب الأطفال دون سن السنتين مشاهدة التلفزيون والـ "دي في دي"، وأن يحد الأطفال الذين يزيدون عن عمر سنتين من وقت مشاهدتهم للشاشة. وقد أثارت هذه التوصيات جدلاً بين الآباء والأمهات عند نشرها، كون بعض برامج الأطفال، مثل "شارع سمسم" أو بعض برامج الكرتون من التقاليد التي تربى عليها جيل الآباء الحالي.
من ناحية أخرى لا تفرّق هذه التوصيات بين البرامج ذات الطابع التعليمي والترفيهي وبين البرامج التجارية أو التي لا تراعي سن الطفل. في الوقت الذي تتنامى ظاهرة القنوات المكرّسة بالكاملة للأطفال، والتي تعرض الرسوم المتحركة وبرامج للطفل على مدار الساعة كل يوم، وتكون مليئة بالفقرات الإعلانية التجارية للترويج لمنتجات معينة مثل البيتزا والهمبرغر، وألعاب معينة للطفل مثل الليجو وغيرها.
سبب عدم إعطاء الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أهمية للجانب التعليمي في برامج و"دي في دي" الأطفال ما كشفته الدراسات من أن الطفل لا يتعلم الكلمات بسرعة عند مشاهدته برامج تعليمية مخصصة لهذا الغرض مقارنة بمن لا يشاهدونها.
وقد بينت دراسات أخرى أن تشجيع اللعب المستقل أكثر فائدة للطفل من ناحية التعلم مقارنة بالمشاهدة السلبية للشاشات.
من جانب آخر بينت دراسات وأبحاث أن المشاهدة المفرطة للشاشات ترتبط بعواقب صحية وخيمة على الأطفال، حيث يرتبط هذا السلوك بالسمنة والسلوك العدواني في مرحلة الطفولة، وضعف النمو الفكري والاجتماعي بما في ذلك ضعف تطوّر اللغة، وضعف الإبداع، وقلة الروابط الأسرية.
توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بأن يكون الحد الأقصى لوقت المشاهدة ساعتين يومياً للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنتين. ولتحقيق ذلك ينبغي التخطيط لأنشطة جذابة بعد انتهاء وقت المشاهدة.
يساعد أيضاً على تنفيذ هذا المخطط وضع الحدود مقدماً. عليك أيضاً تجاهل كل أشكال الاحتجاج والاعتراض التي سيبديها الطفل عقب انتهاء وقت المشاهدة، ومجيء وقت إغلاق التلفزيون.
من الهام التفكير في نوعية النشاط التالي، فلا ينبغي أن يكون وقت المشاهدة مثلاً سابقاً لوقت النوم مباشرة، حيث ينبغي التفكير في نشاط يعتمد على الحركة يمتص كل التوتر الذي تعرض له الصغير بعد مشاهدة الكثير من الصور المتحركة المربكة.
من الهام عدم استخدام التلفزيون كمكافأة، فلا تقل لطفلك افعل كذا كي أسمح لك بمشاهدة التلفزيون، لأن ذلك سيعزّز من قناعاته بقيمة سلوك المشاهدة، وسيزيد من جاذبيته.
حاول قدر الإمكان أن يكون وقت المشاهدة مشتركاً، بحيث يشاهد أحد الأبوين البرنامج مع الطفل. سيكون مفيداً التحدث مع الطفل عن الكرتون الذي كان يحبه الأب أو الأم في الصغر، وأن يبدي الأب أو الأم اهتماماً ببعض تفاصيل الكرتون الذي يشاهده الطفل، حتى لا تكون المشاهدة سلوكاً يكرّس العزلة عن الروابط الأسرية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر