القاهرة ـ المغرب اليوم
لا يختلف اثنان أن لمحضر الجمال وقار وهيبة أينما حل. وقال جبران خليل جبران فيه: "ان للجمال لغة سماوية تترفع عن الأصوات والمقاطع التي تحدثها الشفاه والألسن، ولغة خالدة تضم اليها جميع أنغام البشر وتجعلها سكوتاً أبدياً".
وللمرأة حكاية قديمة مع الجمال، فمنذ الجاهلية كان الشعراء يتبارون بتمجيد حسنها الذي شكّل مادة دسمة لقصائدهم. فكم من قصيدة تغنّت بعيون حسناء وشبهتها بعيون المهى، أو بشعرها مستعيرة له انسياب نهر رقراق. ولكن الجمال في الماضي كان نعمة محصورة بفئة من النساء، أما في عصرنا هذا فأصبح سلعة، بقدرة المرأة أن تشتريها كما تشتري الثياب والحلي.
وبغض النظر عن رأي بعض الرجال، بأن عينة كبيرة من النساء تحولن الى نسخة طبق الأصل عن بعضهن البعض حتى أفقدن الجمال معناه، فلهذا الجمال المصطنع آثار سلبية على صحة المرأة. ففي كتابه "السموم الخفية في منازلنا"، عرض الدكتور نزار دندش، وهو استاذ محاضر في الجامعة اللبنانية، للسموم الموجودة في مساحيق التجميل. وبحسب ما جاء في الكتاب فأحمر الشفاه يحتوي على عدة مواد سامة تضم المعادن الثقيلة ومنها أوكسي كلوريد البزموت (مسحوق أبيض سام لا يذوب في المياه)، اضافة الى الحوامض الذهنية والمواد المضافة الأخرى. ولأن مستحضرات أحمر الشفاه تُعرض بألوان متعددة، فهي تحتوي على مواد ملونة مختلفة السموم. وأشار الى أن خطورتها أنها تدخل الجسم عبر الجلد أو الفم.
وقدّم الدكتور دندش في كتابه، بدائل للمساحيق الكيميائية. ولفت الى أنه يمكن الحصول على أحمر شفاه طبيعي بمزج ملعقة ونصف من شمع العسل الصافي، ونصف ملعقة من زبدة الشية، ونصف ملعقة من العسل، و30 ميليلتر من زيت الجوجوبا، و3 نقاط من زيت الجوز، و3 نقاط من زيت الخزامى، و3 نقاط من زيت وردة ابرة الراعي.
في النتيجة، هذه عينة من السموم التي تحدث عنها الدكتور دندش، واذا كانت هذه السموم في أبسط مساحيق التجميل، فماذا تخبىء الكريمات والمساحيق الأخرى لجسد المرأة وصحتها؟ وهل صحيح أن المساحيق قادرة على صنع امرأة جميلة؟ أم أنه وهم يعيّشها فيه أصحاب الشركات التجارية التي باتت المرأة كنزاً ثميناً لهم؟ وماذا عن عمليات التجميل والجراحات التي باتت في كثير من الأحيان هاجس المرأة على أنها بطاقة العبور الى عالم الجمال؟ وأي جمال؟ خصوصاً اذا توقفنا عند نظرية هيغل في "ان الجمال انعكاس للروح.. ولا يكون جميلاً الا بقدر ما يصدر عن الروح".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر