القاهرة ـ المغرب اليوم
لا يعني انقطاع الطمث مشكلةً صحّية، بل بلوغ المرأة مرحلة جديدة من حياتها توقِف وظائف المبيض، إن في إنتاج البويضة من أجل الحمل، أو في إفراز هورمونات البروجيستيرون والإيستروجين التي تؤدي وظائف عدّة في الجسم.ومنذ بدء مرحلة ما قبل إنقطاع الطمث، التي تبدأ في المتوسّط عن عمر يتراوح بين 47 إلى 48 عاماً وقد تدوم ما بين عامين إلى 4 أعوام، تتمركز الكيلوغرامات الإضافيّة في البطن خصوصاً.
والسبب يعود إلى غياب هورمونات الإستروجين التي تشارك في توزيع الدهون، وتوجِّهها خصوصاً في الأرداف والوركين. أمّا في ما يخص زيادة الوزن، فالسبب الرئيس يعود إلى تناول وجبات غذائيّة أعلى من دون القيام بأيّ نشاط بدني، ما يؤدي إلى تخزين الكالوريهات على شكل دهون.
غير أنّ تنظيم الأكل والتمسّك بالحركة، سيساعدكِ حتماً على تفادي ذلك! أنت تحتاجين إلى القليل من كلّ شيء، وتحديداً:
- خبز القمح الكامل، أو الشوفان أو النخالة: إحصلي على نحو 50 غ منه على كلّ وجبة رئيسة. إنّ هذه الأطعمة ستزوّدك بالألياف والكربوهيدرات الصحّية التي ستنمحك الشبع وتجنِّبك الرغبة في الحصول على مذاق حلو.
- الفاكهة: إنّها بدورها ضروريّة على كلّ وجبة رئيسة بما أنّها ستزوِّدك بنسبة جيّدة من مضادات الأكسدة التي ستحمي بشرتك وشرايينك التي تصبح ضعيفة بسبب غياب الإستروجين. ناهيك عن غناها بالمياه التي ستجنِّبك بلوغ مرحلة الجفاف.
- الخضار: أنت بحاجة يومياً إلى 300 غ منها على الأقلّ، من أجل الإستفادة من الألياف ومضادات الأكسدة والمياه التي تحتويها.
- السمك: من المهمّ إستهلاكه ثلاث مرّات أسبوعياً على الاقل وتفضيل الأنواع الدهنيّة للحصول على الأحماض الدهنيّة الأساسيّة «الأوميغا 3» التي تُعدّ مهمّة خلال هذه المرحلة ليس فقط من أجل الحفاظ على سلامة الخلايا بما فيها العصبيّة، إنما أيضاً وبحسب الدراسات قد تكون فعّالة ضدّ الهبّات الحارّة والأرق.
- الحصول على كمية جيّدة ومعتدلة من اللحوم والبيض من أجل تزويد الجسم بجرعة جيّدة من البروتين.
- الأرز الأسمر، والمعكرونة السمراء، والكينوا... بغية الحصول على الكربوهيدرات البطيئة الإمتصاص التي تمنع التقلّبات المُفاجئة للسكّر في الدم وتضمن الشبع لوقت أطول.
- منتجات الحليب التي لا غنى عنها أكثر من السابق لضمان الكالسيوم، بما أنّ مرحلة إنقطاع الطمث تزيد إحتمال الإصابة بترقّق العظام.
أمّا في حال الإفراط في إحتساء الكحول وتناول المنتجات الغنيّة بالسكّر من أجل تعزيز المزاج، فتأكّدي من أنّ ذلك لن يُجديك نفعاً لا بل سيضعك أمام خطر أكبر لِتمركز الدهون. إنّ كوباً إلى كوبين من النبيذ الأحمر أو لوحين من الشوكولا، يُشكّلان الجرعة الجيّدة.
أمّا في ما يخصّ نمط الحياة، فإنّ بلوغ مرحلة إنقطاع الطمث لا يعني مطلقاً أنّه يجب المُكوث على الأريكة طوال الوقت وأمام التلفزيون وتناول الموالح. فذلك لن يَجلب لك سوى الدهون المرتفعة، في وقت من الضروري زيادة الأنشطة الجسدية تفادياً للكيلوغرامات المُزعجة.
من المهمّ جداً المشي لأنه يُنشِّط مختلف أجزاء الجسم، ناهيك عن أنّه يُعزّز وصول الأوكسيجين إلى كل الأعضاء. في نهاية الأسبوع حاولي التوجّه إلى الأماكن المُلائمة للمشي وخصّصي وقتاً جيداً لذلك، أمّا في الأيام الأخرى وإن كنت مُنهمكة في الأعمال والضغوط، فحاولي أقلّه عدم الإعتماد على سيّارتك أو أركنيها بعيداً من المكان المقصود بهدف زيادة نسبة الحركة.
أمّا إذا كنتِ في الأساس تواظبين على الرياضة، فالمطلوب منكِ تخصيص وقت إضافي لها والإنخراط في أنشطة مُسلِّية ومُفيدة مثل السباحة، وركوب الدرّاجة الهوائيّة، وتعلّم الرقص... فكلّما بذلتِ مجهوداً إضافيّاً بنحوٍ صحيح ومُلائم لجسمك ووضعك الصحّي، توفّرين عناء الكيلوغرامات الزائدة وتحفظين نسبة عضل جيّدة كفيلة بمنحك مظهراً جميلاً ومُتناسقاً.
تأكّدي أخيراً أنّ من خلال الأكل الصحيح والحركة الكافية منذ لحظة ظهور أولى علامات إنقطاع الطمث، فإنّه لا داعي للقلق والخوف من غزو الدهون!
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر