القاهرة - المغرب اليوم
الخلافات بين الزوجين أمر طبيعي ولا مفر منه، فمن منا لم يعرف مرحلة صراع مع شريك حياته، إلا أنه في بعض الأحيان قد تؤدي بنا تلك الصراعات إلى التفكير في أنه لا شيء يحدث كما نتمناه أو كما خططنا له، وقد يصل بنا الأمر إلى اعتقاد أننا أخطأنا في اختيار شريك حياتنا، وغالبًا ما تكون تلك فقط أفكار تراودنا عند الأزمات.
ويقال إنه يمكن أن تكون العلاقة بين زوجين قوية وسليمة، إذا كان بإمكانهما حل النزاعات والتوترات عن طريق المحادثة، لكن في الغالب ما يكون الأمر أصعب من أن يحل بتلك الطريقة، ما يؤدي إلى استمرار الأزمة والوقوع في سوء تفاهم يهدد مستقبل العلاقة واستقرار الزوجين، ويصل بهما الأمر إلى التفكير في الانفصال كحل للمشاكل.
واليوم نقدم لكي سيدتي نصائح قد تفيدك في حياتك الزوجية، وتساعدك على تخطي المراحل الصعبة والحفاظ على زواجك، ففي وقت الصراعات غالبًا ما نترك عواطفنا تتحكم بنا وتطغى على قدرتنا في اتخاد القرارات، ما يؤدي إلى قرارات مستعجلة قد نندم عليها مع مرور الوقت، فكيف ما كان الحال يبقى الانفصال شيء مؤلم، حتى وإن بدا لك الحل الأنسب في لحظة ما.
ولتفادي الوقوع في الخطأ، حاولي أولًا طرح الأسئلة الصحيحة على نفسك قبل اتخاذ أي قرار، وربط التواصل مع شريكك عن طريق حوار بناء لمحاولة فهم الأسباب التي قادتكما إلى تلك المرحلة، وقومي باتباع منهج فعال في المحادثة قائم على المنطق وخال من الانتقادات، ليكون الحوار إيجابيًا.
قد تشعرين بالقليل من الضيق، وتصبح العلاقة مصدر قلق لك، ما قد يعطيك الرغبة في الابتعاد والفرار من تلك الوضعية، وقد يكون ذلك الحل ملائمًا نسبيًا، حيث أن الابتعاد عن الشريك لمدة قصيرة قد يساعد على استعادة هدوئك وإعطاء شحنة إيجابية لعلاقتكما، ولكن ذلك لا يتم إلا إذا اتخذتما القرار معًا، واتبعتما خارطة طريق أو دليل يتضمن بعض الأسئلة المهمة التي تستوجب الإجابة عنها وتوضيحها.
لذلك ننصحك سيدتي بأخذ إجازة إذا أمكن، أو فقط الابتعاد لمدة أيام أو أسابيع معدودة، للتفكير مليًا في حياتك الزوجية بعيدًا عن كل الضغوط، وقد تكون تلك أيضًا فرصة لتهتمي أكثر بنفسك أو لتركزي على عملك في تلك الفترة، ولتحاولي إيجاد الطرق لتفادي الوقوع في الموقف أو الخطأ نفسه مستقبلًا.
ويجب على كل من الزوجين كتابة ما يستطيع تغييره أو فعله لاحقًا لتصليح الوضع، ومشاركة الآخر بها عند انتهاء الفترة المتفق عليها، وفي بعض الأحيان تكون استشارة صديقة أو شخص مقرب أو حتى طبيب مختص في العلاقات أمرًا إيجابيًا، حيث أنه يرى مشاكل علاقتكما بشكل محايد وهادئ.
وذلك الأمر يتطلب الكثير من الجرأة والحيطة، لأن مشاركة خصوصيات حياتك مع شخص آخر تبدو في بعض الأحيان صعبة، ولهذا على الزوجين مشاركة الشخص الثالث بمخض إرادتهما واتخاذ قرار إدراج طرف آخر معًا، وعندما تكونين مستعدة للتحاور مع شريكك، وبعد أخذ ما يلزمك من الوقت للهدوء والاسترخاء عليك سيدتي اللجوء إلى محادثة الزوج باتخاذ أسلوب صريح وبناء، وقد يبدو هذا صعبًا في الأول لكن لا تستسلمي، وحاولي الإفصاح عن مشاعرك تدريجيًا وتقبل مشاعر وأحاسيس الآخر، للخروج معًا بنتيجة ترضي الطرفين.
فالانفصال ليس دائمًا الحل الوحيد، لا سيما إذا تقبلت سيدتي الانفتاح والتغير وأسلوب الحوار، وتذكري كيف كانت بداية علاقتكما وما أثارك أو ما أعجبك في شريكك أو تذكري ذكرياتكما الجميلة معًا، فهي وحدها قادرة على إعطاءك نفسًا جديدًا للتمسك بزواجك، فتذكري أن الحياة جميلة، ولكنها أجمل عندما نكون مع من نحب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر