المنامة ـ بنا
أشادت استشارية أمراض المخ والجهاز العصبي الدكتورة فرزانة السيد بحكومة مملكة البحرين ممثلة في وزارة الصحة لحرصها على توفير مختلف علاجات أمراض الجهاز العصبي مجانا للبحرينيين وخاصة علاج مرض التصلب المتعدد المنتشر بين فئات الشباب في الآونة الأخيرة، مؤكدة أن الأدوية المعالجة لهذا المرض مكلفة للغاية، موضحة أن حكومة مملكة البحرين تسعى دائما لتوفير العلاجات العالمية المجانية لمختلف الأمراض ، وذلك للمساهمة في رفع الأعباء المادية عن كاهل المواطنين.
كما أكدت الدكتورة فرزانة السيد في تصريح خاص ( لوكالة أنباء البحرين) (بنا) أن مرض التصلب المتعدد والذي يطلق عليه التهاب العصب اللويحي MS) ) يعد اكثر الأمراض شيوعاً بعد الصداع بين الشباب، وهو مرض يصيب الجهاز المناعي ، يؤدي إلى تكون أجسام مضادة على الخلايا العصبية هذه الأجسام تصيب الأغشية الخاصة في الدماغ بنوع من الالتهاب، الذي يؤدي بدوره إلى صعوبة نقل الرسائل العصبية، موضحة أن أعراض هذا المرض تظهر في شكل تخدر في الجسم، فقدان الإحساس في مناطق معينة، صعوبة الحركة أو عدم القدرة عليها ، عدم الإتزان ، صعوبة في الرؤية ،وتختلف الأعراض وفقاً لنوع العصب المصاب، مشيرة إلى أنه في حالة تفاقم هذا المرض قد صاب المريض بالإعاقة في بعض الحالات، نظراً لتعدد الانتكاسات.
وتؤكد السيد أن مرض التصلب المتعدد عادة يصيب الشباب بين الفئات العمرية 20-30 ، إلا أنه أحيانا يصيب الفئات الأصغر عمراً، مشيرة إلى إرتفاع نسبة الإصابة بهذا المرض بين الشباب في الآونة الأخيرة معلقة " أتابع في العيادة على الأقل 300 حالة "، مؤكدة أن نسبة إصابة الإناث تفوق نسبة إصابة الرجال بهذا المرض دون معرفة الأسباب الحقيقية المؤدية إلى ذلك، مؤكدة أنه حتى الآن لم يتوصل العلم إلى معرفة الأسباب الحقيقية للإصابة بهذا المرض، التي قد تكمن في عوامل بيئية او غذائية أو اسباب أخرى، كما أنه لم يتوصل الطب إلى العلاج الشافي تماما لهذا المرض، " وإنما نعمل جميعاً على محاصرة المرض ومحاولة عدم تطور الحالة إلى الأسوء، لأن الأعصاب إذا تعرضت للتلف لا تعالج"، موجه الشكر لحكومة البحرين ممثلة في وزارة الصحة أدوية لتوفير الدواء المحاصر لهذا المرض المكلف محاناً للمواطنين، آملة في توفير احدث الأدوية المعالجة لهذا المرض قريباً.
ومن جهة أخرى أكدت السيد إن هناك محفزات تؤدي إلى الإصابة بالصداع بين الفئات العمرية المختلفة في الآونة الأخيرة أهمها تغيير نمط الحياة الذي يكمن في السهر وعدم أخذ قسط وافر من النوم، كذلك الإجهاد الجسماني او النفسي، موضحة أن تناول الأطعمة الغير صحية وكثرة الدهون والأجبان والحمضيات في الوجبات الغذائية من أسباب الإصابة بالصداع ايضاً، بالإضافة إلى قلة النشاط الجسماني والبعد عن الرياضة الذي يحفز ايضا الإصابة بالصداع.، بالإضافة إلى أن التعرض المباشر للشمس يصيب المرء بالصداع ، مشيرة إلى انه قد يكون انتشار الإصابة بالصداع في الآونة الأخيرة نتيجة زيادة الوعي الصحي لدى الناس مما جعلهم يترددون على العيادات للشكوى من الصداع، معلقة " النوم الصحي وشرب الماء كثيرا وممارسة الرياضة على إختلاف أنواعها ، وتناول ست وجبات صغيرة في اليوم تقي الإنسان الإصابة بالصداع الناتج عن تغيير نمط الحياة"
وتؤكد السيد أن الصداع النصفي الذي يعرف بداء "الشقيقة" هو مرض مرتبطاً ارتباطاً كبيراً بالوراثة ، مشيرة إلى أن الدراسات العلمية أسفرت عن وجود علاجات مختلفة تريح المريض من الم الصداع النصفي قد تصل إلى شهور . موضحة أن هناك أعراض تحذيرية للصداع الذي يسفر عن الإصابة بأورام في المخ، مشيرة إلى أن هذه الأعراض تتمثل في إصابة المرء بصداع لم يعهده من قبل " جديد على حياته" في عمر الثلاثين أو أكثر، حيث يكون هذا الصداع قوياً وقد يصاحبه قيء أو شعور بالغثيان او زغللة في العين او عدم اتزان، أو نسيان او عدم تركيز، وقد يكون من الأعراض أيضاً تغير نمط الصداع حيث يبدأ الصداع خفيفاً ثم يشتد وقد يغير من موضعه ، وعادة يسفر عن صداع الأورام ضعف في الجسم كله، مؤكده أنه قد تتشابه بعض الأعراض مع الصداع النصفي لذلك على المريض اللجوء للطبيب المختص لتشخيص المرض بدقة.
وعن الخلط بين الأمراض العصبية والنفسية تقول السيد" أن الكثير من الناس يخلط بين الأمراض النفسية والعصبية، فعلى الرغم من وجود عوامل مشتركة بين التخصصين إلا انهما مختلفان، وقد يكون هذا الخلط ناتجاً عن قلة الوعي الصحي لدى العامة، وبعض الأخطاء التشخصية النادرة "، موضحة أن تفاقم بعض الأمراض العصبية قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض نفسية، فمن 20-30 % من مرضى الشلل الرعاشي يصابون بحالات إكتئاب نفسي، وقد تكون النسبة متقاربة ايضا من مرضى الجلطات الدماغية الذين يصابون بالإكتئاب، مشيرة إلى أن هناك بعض الأمراض العصبية تظهر في صورة أعراض نفسية مثل داء ( الهنتنج تن" وهو مرض عصبي يظهر في صورة حركات لا إرادية وقد يشخص في بادىء الأمر على إنه مرض نفسي، كما أن أورام الفص الأمامي من المخ تظهر في صورة إكتئاب.
وتؤكد إستشارية أمراض المخ والجهاز العصبي الدكتورة فرزانة السيد في ختام حديثها على ضرورة البعد عن الضغط النفسي وتناول الغذاء الصحي ،وأخذ ساعات وافرة من النوم، وعدم التهاون في التعامل مع مختلف الأعراض الجسمانية وسرعة اللجوء للطبيب للإستشارة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر