يحلم الكثير من مرتدي النظارات بالاستغناء عنها؛ لأنها تشوه جمال مظهرهم، لكنهم يخافون في الوقت نفسه من ارتداء العدسات اللاصقة ظناً منهم أنها قد تُلحق أضراراً بأعينهم قد تصل بهم إلى العمى.
يُعد هذا التخوّف غير مبرر على الإطلاق، طالما أنهم يرتدون العدسات المناسبة لأعينهم ويستخدمونها على نحو سليم، بحسب أخصائي العدسات اللاصقة الألماني هانز يورغ إتسلر.
ويفسر إتسلر أن العدسات اللاصقة تنقسم إلى نوعين، لينة وصلبة، لكل منهما مزاياه وعيوبه، وينصح باستخدام العدسات الصلبة لأنها تتميز بسهولة تنظيفها عن نظيرتها الليّنة، كما أنها أنسب سعراً من العدسات الليّنة على المدى الطويل نظراً لإمكانية استعمالها لفترة زمنية أطول، بحسب إتسلر.
في المقابل، يؤدي وضع العدسات داخل العين بشكل غير سليم إلى تكوّن ندبات على الطبقة السطحية من العين، بعدها لن يُمكن ارتداء العدسات اللاصقة مطلقاً، بحسب طبيب العيون الألماني جورج إيكرت.
ويُنصح بضرورة ضبط وتهيئة العدسات اللاصقة داخل العين عند ارتدائها، محذراً من عدم الالتزام بذلك، علاوة على ضرورة أن يخضع مرتدو العدسات اللاصقة للفحص مرتين خلال العام على أقل تقدير.
العدسات اللاصقة لا تلائم الجميع
وعلى الرغم من كل هذا التقدم في مجال صناعة العدسات اللاصقة، إلا أن العدسات اللاصقة لا تلائم الجميع لذلك يوصي إيكرت بالاستغناء عن ارتداء العدسات اللاصقة عند الإصابة بأحد أمراض العين المزمنة وبالنسبة لبعض المرضى مثل المصابين بالسكري أو الذين يعانون الحول.
ويضرب إيكرت مثالاً على ذلك بأنه كان يتم تحذير الأشخاص الذين يعانون جفاف العين مثلاً، في الماضي، من ارتداء العدسات اللاصقة؛ حيث يتم ارتداؤها على طبقة الدمع الطبيعية بالعين، ومن ثم تتسب في تفاقم المشكلة لديهم قد تؤدي إلى العمى. ولكن في وقتنا الحالي توجد عدسات مناسبة لهؤلاء الأشخاص أيضاً.
إهمال تنظيف العدسات يهدد بالعمى
حذر العلماء من إهمال تنظيف العدسات اللاصقة كونه يؤذي قرنية العين ويهدد صاحبها بالعمى.
وأفاد العلماء أن إهمال واجب صغير كهذا يؤدي بالإنسان الى خسائر فادحة. وحتى في حال بدء العلاج فوراً بعد تآكل جزء من القرنية فإن محاولة إنقاذ العين تكون طويلة ومؤلمة وتستلزم الإقامة بالمستشفى لأن العلاج يستدعي الإشراف الطبي المتواصل ليلاً ونهاراً.
وبيّن العلماء أن خطورة هذا الأمر يتمثل في العلاج الذي يتطلب في الحالات الطفيفة زراعة قرنية جديدة. لكن التأخر في العلاج يسمح للبكتيريا بالتوغل داخل مقلة العين مما يصبح العمى هو النتيجة التي لا مفر منها.
الوقاية أفضل من العلاج
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" الأمريكية عن البروفيسيرة فيونا إنريكيز، من جامعة "ويست اوف سكوتلاند" البريطانية، قولها إن إهمال تنظيف العدسات اللاصقة مشكلة شائعة وخطيرة تواجه سائر الذين يفضلون استخدام العدسات اللاصقة، إذ تتسبب في البداية بسريان الدموع والرؤية غير الواضحة والحساسية الزائدة نحو الضوء وتورم الجفنين والألم الشديد في العين وحولها.
ويفسر طبيب العيون غرايام ستيفنسون أن إهمال هذه الأعراض الناتجة عن استخدام العدسات اللاصقة لمدة أسبوع قد يكون بداية الإصابة بالعمى لذلك ينصح بالوقاية عبر اتباع إرشادات النظافة عند استخدام العدسات اللاصقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر