القاهرة - المغرب اليوم
العائلة لا تعني دوما أفراد أسرتك ممن تربطك بهم روابط الدم والرحم فقط، فقد يكون هناك أشخاص آخرون في حياتك يستحقون أن تعتبريهم جزءا لا يتجزأ من أسرتك من فرط ارتباطهم بكِ وتقديرهم لكِ، وعليكِ أن تنتبهي لهم وتشعري نحوهم بالمثل. هؤلاء الأشخاص هم من يحثونك دوما على الحفاظ على صحتك ورشاقتك، ويشجعونك على ممارسة هواياتك المحببة، وتحقيق النجاح في الدراسة، ويتقبلونك كما أنت، لكنهم في الوقت نفسه يحاولون لفت انتباهك لسلبياتك دون تجريح أو إهانة ويفرحون لأي تحسن يطرأ على شخصيتك أو أحوالك. هؤلاء هم أفراد أسرتكِ الحقيقيون، وهم من يجب أن توليهم كل اهتمامك. لكنكِ قد لا تنتبهين أحيانا لبعض هؤلاء الأشخاص الذين يشبهون الجواهر النادرة، لأنكِ مشغولة بصحبة آخرين هم في حقيقتهم أحجار بلا قيمة، لا فائدة ترجى منهم، وبالعكس قد يصيبك الكثير من الضرر بسببهم. وهنا لابد لك من عمل وقفة تقومين خلالها بتأمل كل المتواجدين من حولك جيدا، ثم تجلسين بهدوء لإعادة تقييم علاقتك بكل منهم، وترتيب أوراقك من جديد، فتقتربين ممن يستحق، وتبتعدين عن آخرين انخدعت فيهم لفترة،
قبل أن تكتشفي حقيقتهم. إليك فيما يلي بعض النصائح التي قد تساعدك على إجراء هذه الفلترة بسهولة: - تخلصي من كل من له تأثير سلبي على حياتك، واقضي أوقاتكِ مع أشخاص ظرفاء وأذكياء تستمتعين بالقرب منهم. من المفترض أن تساعدك كل علاقة في حياتك على أن تكوني شخصا أفضل وأسعد، ولا تسبب لك الضرر والجرح. الحياة قصيرة، فلا تضيعي أي لحظة منها مع أشخاص يمتصون رحيق شبابكِ ويحولون ابتسامتك لدموع. - اختاري أصدقاءك ممن تفخرين بكونك صديقتهم، ولا تخجلي من تقديمهم لوالديك أو جيرانك. أحيطي نفسك بأشخاص يعكسون طبيعتك ولا تشعرين بالغربة وسطهم. - من ابتعد عنك واختار الرحيل، اتركيه يرحل ولا تتشبثي به، فالحقيقة التي نرفض الاعتراف بها أحيانا هي أن بعض الانتهازيين والمستغلين قد يتقربون منا ويتصنعون الود لتحقيق بعض أغراضهم ومصالحهم، التي ما إن تنقضي وتنتهي، يبتعدون ويتجاهلون كل معاني الصداقة والعشرة الطيبة التي كانت. اعتبري نفسكِ محظوظة إذا أراد الله أن يكشف لكِ حقيقة هؤلاء، ودعيهم يرحلون غير مأسوف عليهم. الجميل في الأمر أن رحيلهم هذا سيترك لك مساحة كافية لتري أشخاصا آخرين يهتمون بك بصدق ودون أي غرض أو غاية، فتستبدلي الراحلين بآخرين أصدق وأروع ممن يمكنك الاعتماد عليهم والثقة في أنهم لن يتخلوا عنك أو يسيئوا إليك يوما. - كوني على حذر من الأشخاص الذين لا تعرفينهم جيدا، لكن في الوقت نفسه، أعطيهم فرصة كافية وعادلة ليفصحوا عن حقيقتهم، ويعبروا عن أنفسهم من خلال مواقف وليس مجرد كلمات. ضعيهم في أكثر من اختبار قبل أن تقرري منحهم ثقتك تدريجيا، أو طردهم بلا رجعة من حياتك. لا تتسرعي في إصدار أي أحكام، لكن بعد إعطاء فرصة كافية للطرف الآخر، ثقي في حكمك في النهاية، ولا تتراجعي عن قرارك. - احترمي الجميع كبارا وصغارا وتعاملي معهم بطيبة ولطف، حتى إذا تعامل معكِ بعضهم بوقاحة، فكل إناء ينضح بما فيه، وأنتِ تتعاملين بما يعكس أدبكِ وأخلاقك الراقية وحسن تربيتكِ، أما الوقح فهو يعبر عن نفسه أيضا، فلا تفكري أبدا في النزول لمستواه المتدني، وصوني لسانكِ دوما عن أي ألفاظ غير لائقة. - تقبلي الآخرين كما هم، ففي معظم الحالات يكون من المستحيل أن ينجح أي إنسان في تغيير طبائع آخر، وإذا حاولتِ مجرد محاولة لعمل ذلك قد تتسببين في إحراج الآخرين وجرح مشاعرهم، ووضعهم تحت ضغط نفسي وعصبي كبير. بدلا من محاولة تغيير طبائع وتصرفات الآخرين، كوني دائما قدوة لهم بأخلاقكِ والتزامكِ وتصرفاتكِ. ومن يدري ربما يتأثرون بكِ من تلقاء أنفسهم ويستجيبون لتغيير مساوئهم دون التعرض لأي ضغوط.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر