القاهرة ـ المغرب اليوم
كان لابد من الحديث عن هذا الأمر خاصة وأننا قربنا على بدء فعاليات المؤتمر العالمي الثالث للرضاعة الطبيعية والذي تستضيفه إمارة الشارقة في 8 ديسمبر المقبل للتأكيد على أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل، إذ تعد الرضاعة الطبيعية من المستلزمات الأساسية والضرورية لتغذية الطفل، لما لها من فوائد جمة تجعل الكثير من الأمهات راغبات فيها لضمان حصول أطفالهن على أنسب غذاء لهم ولمناعتهم منذ ولادتهم حتى عمر السنتين تقريبا، وكما أن هناك أمهات يرغبن في إرضاع أطفالهن، نجد في المقابل أيضا أمهات يعزفن عنها ويقررن أن لا يرضعن أطفالهن بمحض إراداتهن، وبذلك يكون الطفل قد حرم من أكثر غذاء مثالي له في هذا الوقت.
ويرجع رفض بعض الأمهات للرضاعة الطبيعية عن إعتقادات خاطئة لا تمس الواقع أبدا، وما هي إلا مخاوف تحول بين الأم ورضيعها فقط، وفيما يلي نذكر أهم المفاهيم الخاطئة والعوامل التي تساهم في قرار بعض الأمهات بالعزوف عن الرضاعة الطبيعة والإعتماد على طرق أخرى في تغذية الطفل، ومنها :
أولا: الألم
وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق طالما أنه لا توجد أية مشاكل صحية خاصة بالثدي.
ثانيا: الإزعاج وعدم الراحة
ويرجع ذلك إلى تفكير بعض الأمهات مسبقا في الأمر وطرح أسئلة كثيرة منها ماذا سأفعل عند عودتي للعمل؟، كيف يمكنني المواظبة على ذلك وحتى في أوقات التواجد خارج المنزل ، الخ .. وكل ما استطيع عرضه عليك عزيزتي الأم من نصائح هو التجربة مع تنظيم الوقت والأمر ليس صعبا، كما أنه لا يمكن أبدا الخوف من هذه التجربة بمسؤولياتها فالـأم معدة نفسيا وخلقيا للتغلب على هذه الأمور وهي هبة من الله سبحانه وتعالى وفطرة خلقت عليها المرأة، فلماذا نخالف طبيعتنا؟
ثالثا: زيادة الوزن
وهو إعتقاد خاطئ ومبالغ فيه، حيث أنه يتم فقد من 300: 500 سعر حراراي خلال اليوم مع إنتظام الرضاعة الطبيعية، فهي لا تزيد الوزن، وقد يزيد الوزن لإعتماد بعض الأمهات على أطعمة معينة ظنا منهم أنها تزيد الحليب، فالأمر بيدك وأنت من يقرر طريقة التغذية المناسبة لك بالتواصل مع طبيبك الخاص.
رابعا: افتقار جسم الطفل للسوائل
إن مكونات حليب الأم كفيلة وحدها للرد على هذا الإعتقاد الخاطئ، فلو كان الأمر كمان يدعون، لماذا ينصح الأطباء بعدم إعطاء الطفل لأي أطعمة، أو مشروبات مدة الستة أشهر الأولى. وبعدها يتم إعطاء الماء للطفل تدريجيا، فإن حليب الأم هو المصدر الأساسي لإرتواء الطفل.
خامسا: الإضرار بمظهر الثدي
لم أجد أمهات يعانين من هذه المشكلة وعلى الأرجح لأنهن راضيات بمشاعر أجمل من الإهتمام بذلك هي مشاعر الأمومة، ومن جانب آخر فعلى كل أم أن تعي جيدا أهمية الرضاعة الطبيعية في بعد مرض السرطان عن ثديها.
سادسا: الحليب الصناعي يغني عن الرضاعة الطبيعة
وهذا إدعاء خاطئ تماما، فهذا النوع من الحليب يفتقر للأجسام المضادة التي يتمتع بها حليب الأم، والتي تعمل على حماية الطفل من أي التهابات وأي أمراض فهو الأفضل لتقوية مناعة الطفل، لذلك نجد أن معظم الأطفال المرضى في هذا العمر هم ممن يعتمدون في غذائهم على الحليب الصناعي.
فلتبعدي شبح الخوف من الرضاعة الطبيعية عنك أيتها الأم الحنون، ولا تجعلي هذه الإعتقادات الخاطئة تحول بينك وبين رضيعك وتحرمك من علاقة وطيدة بطفلك تجدين فيها ملاذا للراحة، ويشعر هو بالدفئ والحنان والأمان خاصة وأن الطفل لا ينسى هذه المشاعر أبدا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر