التنازلات تُطفئ شعلة الحب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

التنازلات تُطفئ شعلة الحب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - التنازلات تُطفئ شعلة الحب

القاهرة - وكالات

"الحبّ... أعمى" مفهومٌ ارتبط ارتباطاً وثيقاً بتعريف الحبّ الذي يقوم على عواطف ملتهبة وجيّاشة. إنما مع مشاغل الحياة، تغيّرت خيوط هذا المفهوم ليتحوّل الحبّ الى حالة عقلانيّة ترتكز على ثوابت مشتركة بين الثنائي وتشمل نظرة ثاقبة لمشروع مستقبلي ناجح. غُربة، خيانة، فقر، مستوى اجتماعي معدوم، غيرة وشكّ... تنازلات يتقبّلها أحد الشريكين باسم الحبّ، لكن هل ينبغي أن نتقبّل المعاناة بدافع الحبّ ونغضّ النظر عن الأخطاء المميتة؟ هل تجب مسامحة من نحبّ دوماً بهدف استمرارية العلاقة؟ وهل تدفع التضحية المفرطة الى انحراف العلاقة بين الشريكين فتتّسع الهوة بينهما؟ بداية، لا شك أن الإنسان مجبولٌ بعواطفِ الحبّ التي تختلف بين حالة وأخرى. فالحبّ مسكونٌ في داخلنا إنما مفهومه ينضج مع تبدّل مفاهيم الحياة. ولا شك أن زمن الموت بدافع الحبّ قد ولّى إلا أن خيوطه ما زالت تنسج خطوط بعض العلاقات تحت اسم "التنازلات المفرطة". فالتنازلات في علاقة ما تشكل ركناً أساسياً لاستمرارها، إلاّ أن ترك مساحة حريّة واحترام رغبات الآخر يرفع من شأنها ويؤدي الى الارتقاء بها ووضعها على خطّ مستقيم. لكن هل يجب التخلي عن معتقداتنا خوفاً من هدم العلاقة؟ أنتقبل الخيانة حرصاً على الصورة الاجتماعية التي رسمناها؟ تجاذب مميّز يرى علم النفس "أن مفهوم التضحية ارتبط بالمأساة منذ زمن، وأن الإنسان يضحي من أجل راحة الآخرين. لكن في العلاقة العاطفية هناك التجاذب النفسي والعاطفة المخملية بين الذكر والأنثى، والتي تدفع كلّا منها أن يتنازل بعض الشيء لتوحيد العلاقة بالآخر وتقويتها". هذا ما يؤكد نظرية "أن في بداية كلّ علاقة الحب قد تحدث بعض التنازلات تتحول في ما بعد الى سلوكيات يومية". من جهة أخرى، أثبتت الدراسات أنه في السنة الأولى من الزواج، يحدث صدام بين الطرفين لاختلاف الشخصيات، وعند بلوغ السنة الخامسة يظهر ما يسمى "بالشخصية الوسطى" التي تجمع أجمل السمات والصفات بين الزوجين. التحام بين قلبين ووحدة بين حبيبين، بهذه العبارة وصفت مهى حقيقة علاقتها بزوجها. وتقول: "عشنا أجمل قصة حبّ دامت ثلاث سنوات، بعدها تزوجنا ورغم مواجهتنا لمطبات عدة في السنة الأولى من الزواج، إلا أن اتجاهات الحبّ اختلفت اليوم، حتى بات يربطنا كنز ثمين وهو ابننا". نكساتٍ موقتة "يتعرّض الحبّ لنكسات لكنه سرعان ما يعود ليحيا من جديد، نظراً لكونه رابطا إنسانيا ووجدانيا يولد السعادة والأمان". إنها حالة ريبيكا التي اعتقدت لوهلة أن حبّها قد مات مع نهاية علاقتها بحبيبها الأول، إلا أنها سرعان ما تخطت المأزق وتمكنت من رؤية واضحة للسيئات التي كانت تتسم به خصوصاً أنها عمدت مرات عدة الى التنازلات والتخلي عن معتقداتها وكرامتها بدافع الحفاظ على حالة الحبّ التي تعيشها. وبعد فترة من نهاية تلك العلاقة، تعرّفت على شخصٍ صريح وواضح، فنتجت بينهما علاقة عاطفية سليمة تقوم على الودّ والاحترام. وتقول: "صحيحٌ أن التنازلات ضرورية لإكمال مسيرة حبيبين شرط ألا تتخطى الحدود، أما من يطلب تنازلات لا تتناسب مع عاطفة الحبّ فهو ذو شخصية متسلطة، محبّ للتملك".  باسم الحبّ إذاً، تعتبر التنازلات باسم الحبّ أمراً ضرورياً شرط أن تتحصّن بضوابط وحدود بهدف استمرار الحبّ والحفاظ عليه. وفيما تصبّ بعض التنازلات في خدمة توطيد علاقة الحبّ بعيداً عن ارتباطها بالطموحات والعلاقات الاجتماعية لأنها تهدم أركان العلاقة. فالأنانية تتنافى مع هذه المشاعر السامية والخداع يحوّل العشّ الزوجيّ الى مقبرة الزواج، فيما أن الاحترام والانسجام يعتبران سياجاً متيناً لعلاقة أزليّة. تعريفٌ آخر للتنازلات يتسم بالثمن، أي أنّ للحبّ ثمنا ما، بمفهومه المعنويّ. وتتشعب قيمة هذا الثمن بين حالة وأخرى تبعاً لشخصية كلّ فرد. فمنهم من يوظف اهتماماته وأولولياته قبل كلّ شيء وحتى قبل الحبيب والعكس صحيح. ثورة المراهقة في مرحلة المراهقة التي تصنّف بمرحلة الثورة الاجتماعية والهرمونية والنفسية تتمثل بكسر كل تقليد والخروج عن المألوف والتمرد على المحيط. إنها حالة من العواطف الملتهبة. لكن سرعان ما يستفيق المرء ليكتشف أنّ المفهوم تبدّل وما كان يقبل به من تضحيات بات شبه مستحيل. تذوب شمعة الحبّ مع اتساع الفجوة بين الشريكين، فتزداد حفرة التناقضات عمقاً، ويتحوّل الحبّ الى خسارة نتيجة التخلي عن الكرامة والمعتقدات والتنازلات اليومية لخدمة الآخر في وقتٍ لا نرغب فيه بالقيام بذلك، ثمن يتم دفعه بالمعاناة فتتحوّل الحياة الى جحيمٍ. .... ويبقى مفتاح لغز الحبّ الناجح يصبّ في خانة التعاون بين الحبيبين للارتقاء بالحبّ من حالة إعجاب وشغف الى حالة مغمورة بدفء أشعة الشمس ترتكز في طياتها على الاحترام والتفاهم والتعاون في سبيل تحقيق السعادة إذ إن من المستحيل أن تزدهر أيّ علاقةٍ بمجهودٍ فرديّ... نعم للتنازلات شرط ألا تتخطى المألوف وتمحو الشخصية وتكسر القيود.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التنازلات تُطفئ شعلة الحب التنازلات تُطفئ شعلة الحب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya