بعض النساء يعتقدن أنهن بانتظار مولود جديد ويكن متأكدات من هذا التوقع حتى بعد اختبار حمل سلبي! تسمى هذه الظاهرة العجيبة " الحمل الكاذب" و هي في الواقع ناتجة عن اضطرابات نفسية.
يحدث اضطراب الحمل الكاذب مع النساء الشابات وأحياناً الفتيات، لكنه يصيب خصوصاً النساء المتقدمات نوعاً ما في السن، حيث تقتنع هؤلاء السيدات بشكل قطعي بحملهن في حين أن الأمر غير صحيح، ففي الواقع، لم يحدث أي إخصاب مع أن كل أعراض الحمل العادية تظهر على هؤلاء السيدات. فما هو سر هذه الظاهرة؟ تابعي موضوعنا لتعرفي أكثر !
ما هي أعراض الحمل الكاذب؟
غياب الدورة الشهرية، الشعور بالغثيان، آلام في الثديين... البوادر الأولى مشابهة لتلك التي نلاحظها خلال فترة الحمل العادي. النساء اللواتي يتعرضن للحمل الكاذب يكتسبن عادة بعض الوزن، يعانين من الغثيان ومن آلام في البطن. لكن بالرغم من كل هذه الأعراض التي تشير إلى أن السيدة قد تكون حاملاً، فإن اختبار الحمل يبقى سلبياً، مما يعني أنها لا تنتظر مولوداً.
أسباب ظهور الحمل الكاذب؟
إنها الهرمونات التي تلعب دورا مهما في ظهور الحمل الوهمي. فالدورة الشهرية منظمة بفعل مجموعة من الهرمونات و التي تنتج عادة تحت تأثير الوطاء، فغدة الدماغ هاته هي التي تنظم التبويض. تحت تأثير الإجهاد و التوتر الكبيرين، الهرمونات الضرورية لعمل الدورة لا يتم إنتاجها بالشكل المطلوب و هذا ما يؤدي إلى اضطراب أو حتى انقطاع كامل للدورة. هذه الاضطرابات الهرمونية تسبب كذلك الغثيان و آلام البطن و التي هي من أهم أعراض الحمل.
لماذا تتوهم هؤلاء النساء الحمل؟
بعيدا عن الأعراض الجسمانية، فالحمل الكاذب له أعراض نفسية كثيرة أيضاً فهو يتضمن مشاعر مختلفة. الخوف و الرغبة العارمة في إنجاب طفل يمكنها إخراج هذه المشاعر الخفية للوجود، على الرغم من اختلاف القصص، لكن يبدو بأن السيدات اللواتي لديهن مخاوف مفرطة هن من يتأثرن.
عندما تكون للمرأة رغبة قوية في إنجاب طفل، يمكنها أن تجبر جسمها دون وعي وبالتالي تظهر عليه أعراض الحمل. سبب آخر لحدوث الحمل الكاذب مختلف تماماً عن السبب الأول و هو الخوف من الحمل. فتظهر أعراض الحمل نتيجة القلق، العصبية، والتوتر، يحدث هذا مع النساء الشابات، الفتيات، والمتقدمات في السن على حد سواء.
الرغبة والخوف يمكن أن تتداخل مع بعضها في بعض الأحيان. فعلى الرغم من الرغبة في الإنجاب، تخشى المرأة مراحل الحمل المختلفة، الحمل الكاذب يسمح لها بمواجهة هذه المخاوف لكن دون طفل ! يمكن أن يحدث ذلك كذلك مع النساء الناضجات مع انخفاض خصوبتهن واقترابهن من سن اليأس، فيشعرن بالرغبة في إيقاظ أنوثتهن والإنجاب للمرة الأخيرة. لكن على الرغم من هذه الرغبة، فهن يشعرن بأنهن لا يستطعن البدء من جديد، عدم القدرة على الأمومة و ما يلحقه من تبعات نفسية يؤدي إلى ظهور هذه الأعراض.
هناك احتمال آخر، و هو النساء اللواتي يعانين من مشاكل صحية مختلفة كالاضطرابات الهرمونية أو خلل في المبايض، و التي تبدو كأنها أعراض الحمل. تكون المرأة حينها انطباعا بأنها حامل، من الضروري استشارة الطبيب المختص مباشرة في حالة حدوث هذه الأعراض واستمرارها لمعرفة مصدرها.
كيف نشخص الحمل الكاذب؟
التشخيص سريع و سهل و ذلك عن طريق استعمال اختبار الحمل. إذا كان الحمل كاذبا، فالاختبار سيكون سلبيا، يمكنك أيضا عمل اختبار الموجات فوق الصوتية " الإيكوغرافي" للتأكد.
هل هناك علاج للحمل الكاذب؟
كون الحمل الكاذب اضطرابا نفسيا، فلا يوجد علاج محدد للقضاء عليه نهائيا. إذا اكتشفت أنك تعانين منه فمن الضروري أن تخضعي لدعم نفسي مكثف، وإلا فإنك قد تعانين كثيرا بدنيا وكذلك نفسيا. وعلاوة على ذلك إن لم تتابعي مع طبيب نفسي، فعلى الأغلب أنك قد تتعرضين لنفس الاضطراب مرة أخرى وإن شفيت من الأول. الحمل الكاذب يؤثر كذلك على الحياة اليومية و يؤدي إلى مشاكل عائلية و سلوكية، لذا فمن الضروري متابعة السيدة و الحرص على تقبلها للواقع بطريقة محترفة و ذلك عن طريق زيارة الطبيب.
في البداية، يعمل الطبيب على مساعدة المرأة على تقبل الحقيقة ببطء من خلال إقناعها بالدلائل بأنها ليست حاملا. و قد يتم توجيهها إلى طبيب نفسي إذا كانت الحالة متقدمة، و هذا الأخير سيساعدها على تحديد أعراض الحمل الوهمية. ويبدو أن أعراض الحمل تختفي تدريجيا وبشكل طبيعي في وقت سريع مباشرة بعد تقبل السيدة لواقع كونها ليست حاملاً.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر