هناك أقاويل وأحكام مسبقة تتناقلها الأجيال، إلى أن تتحول مع مرور الزمن إلى ما يشبه الحقائق المسلم بها، بينما قد تكون في الحقيقة مجرد أساطير لا سند علميا لها، أو ربما هي حصيلة خبرة وتجارب السابقين وتعاملاتهم وملاحظاتهم.
وعن النساء والفتيات هناك الكثير والكثير من هذه الأساطير، التي قد يحمل بعضها شيئا من الحقيقة، بينما الأخرى بعيدة تماما عن الواقع كما نراه ونلاحظه بأنفسنا. فيما يلي سنستعرض بعض هذه الأساطير، ونناقش مدى صحتها، ويمكنك أن تحكمي بنفسك من خلال ما تجدينه منها منطبقا عليك كفتاة، وما هو بعيد تماما عن طبيعتك:
الفتيات ضعيفات ولا يتحملن الصعاب:
لطالما نسمع من يطلق على الفتيات الجنس الناعم الرقيق الضعيف الذي لا يتحمل المسئولية، وذلك في مقابل الترويج لقوة وخشونة الرجل وتحمله للمسئولية واحتياج الأنثى الدائم له.
لكن الحقيقة والواقع تثبت غير ذلك تماما، فمثلا في مرحلة المراهقة تمر الفتاة بتغيرات فسيولوجية ونفسية أكبر وأقسى كثيرا مما يواجهه الفتى، بينما يكون عليها في الوقت نفسه مواصلة دراستها بنجاح، ومساعدة والدتها في شئون المنزل المختلفة ومجالسة إخوتها الأصغر منها، وممارسة هواياتها أيا ما كانت، والحفاظ على مظهرها وتماسكها في أحلك لحظات الألم والقلق دون أن يشعر بها أحد، وربما أيضا تعمل في الإجازات الصيفية. الفتاة تنجز كل هذا ليس فقط بالمساواة مع الفتى، بل إنها في كثير من الأحيان تتفوق عليه دراسيا واجتماعيا وأخلاقيا.
-الفتيات كثيرات الكلام ويعشقن النميمة:
للأسف، قد تحمل هذه الأسطورة الكثير من الحقيقة، وقد يرجع هذا إلى المهارات اللغوية العالية التي تتمتع بها الفتيات ، وتتفوق فيها على الفتيان، وذلك وفقا للأبحاث والدراسات العلمية، ولهذا تكون الفتاة أكثر قدرة وسرعة في تعلم اللغات المختلفة واستيعابها بمنتهى اليسر.
الفتاة بطبيعتها تعشق التواصل الاجتماعي مع الآخرين ومشاركة أفكارها وآرائها معهم، ولا تجد أي صعوبات في إدارة الحوار في أغلب الأحيان.
لكن المشكلة أن كثرة الكلام، غالبا ما تورط الكثير من الفتيات في النميمة ونقل الشائعات، فكوني على حذر!
-الفتيات فارغات العقل ولا اهتمام لهن إلا بمظهرهن:
هذا الكلام لا أساس له من الصحة، بل إنها مجرد أسطورة يروج لها الرجال، ظنا منهم أنهم لو واظبوا على تكرارها قد تتحول في أحد الأيام إلى الحقيقة. الواقع أن الأنثى بطبيعتها قادرة على العناية بأكثرمن شيء في نفس الوقت، فالكثير من الفتيات يكن على قدر عال من الذكاء الحاد والثقافة والاطلاع والعلم، لكنهن لا ينسين في الوقت نفسه الاهتمام بمظهرهن والظهور دوما في أفضل صورة أمام الآخرين.
أي تراجع في ثقافة وتعلم الإناث ليس السبب خلفه تقاعس من جانبهن أو نقص في قدراتهن العقلية، بل إنه يكون بسبب موروثات مجتمعية بائدة وعادات وتقاليد بالية، ورغبة حادة من الرجل في منع الأنثى من التطور والتعلم واستخدام عقلها والاعتماد على نفسها، لأنه يخشى دوما أن تفقد احتياجها إليه لو تسلحت بالعلم والثقافة.
-الفتيات شديدات الحساسية وسريعات التأثر والبكاء:
هذا الكلام حقيقي إلى حد بعيد، وله علاقة بالجانب العاطفي الكبير في تكوين المرأة، ومشاعرها المرهفة المليئة بالحنان. لكن المرأة تطورت مع الزمن، وأصبحت حاليا أكثر قدرة على السيطرة على مشاعرها الظاهرة، دون تغيير طبيعتها الحقيقية.
-الفتيات يقبلن على تناول الحلوى والمثلجات عند الحزن وعدم التوازن النفسي:
هذا الشيء أيضا يحدث بالفعل في معظم الأحيان. فالفتاة بفطرتها تدرك الأثر الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه الشيكولاته والحلوى والآيس كريم من حيث تحسين الحالة المزاجية، لذا فهي تقبل على تناول هذه الأطعمة تحديدا إذا تملكها الحزن أو القلق أو شعرت بارتباك نفسي، لتتمكن من تمالك نفسها والتغلب على إحساس سلبي يثير ضيقها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر