مهربة أيزيدية تكرس حياتها لإنقاذ الفتيات من براثن  داعش
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

عشرات المراهقات قتلن أنفسهن خوفا من الاغتصاب والتعذيب

مهربة أيزيدية تكرس حياتها لإنقاذ الفتيات من براثن "داعش"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مهربة أيزيدية تكرس حياتها لإنقاذ الفتيات من براثن

المهربة أمينة سعيد حسن
بغداد - نجلاء الطائي

كشفت المهربة أمينة سعيد حسن (36 عامًا) وهي أم يزيدية، عن إدارتها شبكة تهريب لإنقاذ الفتيات من عبيد الجنس لدى تنظيم "داعش" بمساعدة رجل أعمال ملقب بـ"أبو شجاع"، مشيرة إلى أنهما تمكنا من تهريب ما يقرب من 400 شخص من التنظيم المتطرف، وذلك بعدما اضطرت الكثير من الفتيات إلى الانتحار بسبب اعتداءات مقاتلي "داعش" عليهن.

مهربة أيزيدية تكرس حياتها لإنقاذ الفتيات من براثن  داعش

وأوضح المهربان أن الفتيات اللاتي فشلن في الهرب لجأن إلى الانتحار للنجاة من الاغتصاب والتعذيب والضرب على أيدي خاطفيهم، وذكرت العضو السابق في البرلمان العراقي أمينة سعيد حسن، قائلة: "تفقد العديد من الفتيات الأمل عندما يكنّ مع مقاتلي "داعش" ويخترن الانتحار إذا لم يعثرن على طريقة للهرب".

وساعدت أمينة وزوجها خليل مئات الفتيات على الهرب لكنهما لم ينجحاا بشكل دائم، وأضافت: "فقدنا الاتصال ببعض الفتيات وأنا متأكدة أنهم انتحروا، لدى بعض الصور لفتيات أقدمن على الانتحار"، إلا أنها رفضت إظهار صور فتيات ميتة لأي شخص".

مهربة أيزيدية تكرس حياتها لإنقاذ الفتيات من براثن  داعش

واختطفت أكثر من 50 امرأة أيزيدية وفتاة صغيرة من قبل مقاتلي "داعش" عند اقتحام منطقة "سينجار" في آب/ أغسطس الماضي وذُبح أكثر من 5000 من رجالهم، وحالف الحظ بعض الفتيات اللاتي نجحن في الهرب من وحشية متطرفي "داعش" الذين كانوا يرسلون الفتيات كهدايا للقادة وعبيد للجنس.

وتابعت أمينة: "قبل عشرة أيام ساعدنا فتاة على الهرب مع أطفالها إلا أن أحد مقاتلي "داعش" بعد اعتدائه عليها قتل ابنتها التي يبلغ عمرها عام وخمسة أشهر أمام عينها، وأصبحت العديد من الفتيات حاملات لكنهن أجهضن عند عودتهم لأنهن لم يردن الأطفال لأن والدهم من مقاتلي داعش".

وتنظم أمينة وزوجها من شقتها في دهوك شمال العراق حيث تربي ابنتها البالغة من العمر ستة أعوام، عمليات جريئة لتحرير العبيد الأيزيديين من براثن تنظيم "داعش"، وتتصل الفتيات بأمينة ويبلغنها بأماكنهن وترسل إليهن أمينة أرقام زملائها المهربين الذين يرتبون لهن لقاء بالقرب من مكان احتجازهن ثم يساعدوهن على الهرب.

وأشارت أمينة إلى أن سعر التهريب يتراوح بين 1300 إلى 3200 جنيه إسترليني لتحرير فتاة من الأسر، مضيفة: "معظم المهربين من العرب وليسوا من "داعش" لكنهم يعيشون في المنطقة التي يسيطر عليها "داعش"، إنهم لا يبيعون الفتيات لكنهم يسرقونهم، وأنا لن أتعامل مع "داعش" مباشرة".

ويؤثر التعامل مع هذه الحالات السيئة بشكل كبير على أمينة لكنها ترفض أن تتخلى عن ما تفعله، موضحة " كل يوم أتلقى مكالمات تقول من فضلك أنقذيني، متى ستنقذينني؟ في البداية كنا مجموعة صغيرة من المتطوعين تقوم بجمع أسماء المختطفين، ولكن الآن لدينا مكتب للشؤون اليزيدية في دهوك تموله الحكومة البارزانية برعاية رئيس إقليم كردستان في العراق مسعود بارزاني ".

ولا تقتصر المشكلة على تهريب الفتيات فقط لأن العديد من اليزيديين ليس لديهم مكان للعيش، وهو الشيء الذي تلقي أمينة باللوم فيه على تقاعس الغرب والحكومة العراقية، قائلة: "ساعد زوجي أسرة للهروب ولكن عند عودتهم لم يكن لديهم منزل للعيش فيه، ولا تتساهل الحكومة في إصدار وثائق جديدة لهم لمغادرة البلاد، لماذا تنتح وتغتصب فتياتنا يوميا؟ ولماذا تباع الفتيات مثل الحيوانات؟ يجب على المجتمع الدولي مساعدتنا، وإذا لم يساعدونا فسوف ننتهي خلال 10 سنوات".

وتصل عائلات الفتيات المفقودات إلى أمينة باعتبارها امرأة أيزيدية من سنجار وتعرف الكثير من المخطوفين بما في ذلك أقاربها وجيرانها، ويمكث معظم من ساعدتهم أمينة بالقرب من الموصل وتلعفر في العراق.

وزادت أمينة: "نحن نساعد الفتيات في العراق ولكن الأمر صعب على الحدود، ويجب علينا الاتصال بزعيم البيشمركة لفتح الحدود لكنهم في بعض الأحيان يرفضون ويعتقدون أن الهاربين من أعضاء "داعش"، لقد تواصلت مع فتيات من سورية ولكن للأسف لم أستطع مساعدتهم".

وفي سورية أنشأ "أبو شجاع" شبكة سرية من المساعدين في جميع أنحاء البلاد لتحرير اليزيديين المحاصرين في سورية، وأوضح أبو شجاع الذي يسكن بالقرب من شقة أمينة كيف استطاع هو وفريقه جمع أسماء السجناء المحتجزين بحوزة "داعش"، مضيفا: "أنا لا أدفع لأي مهرب إلا وسائل النقل فقط، ويقوم فريقي بسرقة الناس وتهريبهم إلى الحدود".

ويحظى أبو شجاع (40 عاما) بشهرة واسعة لمساعدته في إنقاذ أكثر من 380 من الأيزديين، وينتمي معظم من ساعدهم إلى مدينة الرقة العاصمة الفعلية ل"داعش" في سورية وغيرها من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في البلاد، ويبدو أبو شجاع غامضا عما كان يفعله قبل مهمته الحالية لكنه كان منفتحا بشأن الإستراتيجية التي يستخدمها لخداع "داعش".

وذكر أبو شجاع: "لدي أكثر من مائة شخص يعملون معي في الرقة وسورية، وفي كل مرة أحرر فتاة أحصل على مزيد من المعلومات، وحاصرت "داعش" مجموعتنا 5 مرات وفقدت 12 من رجالي، وفقدت أحدهم صدفة بسبب الضربات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة ولكن الباقين قتلوا على يد "داعش"، أنا أثق أن "داعش" ستحاول مرة أخرى ولكن لن أتوقف حتى تحرير كافة اليزديين، ربما يحاصرون بعض من أعضاء مجموعتي لكن مجموعتي تزيد، وعندما يهرب يزيدي واحد فإنهم يمنحوني مزيد من المعلومات وجهات الاتصال".

وتابع أبو شجاع: "في أيلول/ سبتمبر أنقذت 7 فتيات من بيت مقاتل أسترالي لبناني من "داعش"، وأتيت بهن إلى تركيا ثم إلى العراق، ومؤخرا استطعت إنقاذ فتاتين من بيت مقاتل سعودي لدى "داعش"، وأعلم أن الكثير من البريطانيين انضموا إلى "داعش"، ويخبرني الأيزيديون المختطفين أن البريطانيين يعتدون عليهم".

وضحك أبو شجاع ساخرا عند سؤال عما إذا كان يتلقى مساعدات حكومية قائلا: "أتلقى القليل جدا من المساعدة وإذا كانت الأموال تحت سلطتي كنت حررت معظم النساء اليزديات".

مهربة أيزيدية تكرس حياتها لإنقاذ الفتيات من براثن  داعش

وانقطعت المقابلة مع أبو شجاع عدة مرات بسبب تلقيه عدة اتصالات هاتفية مع جهات اتصال في الأراضي التي تسيطر عليها "داعش"، وأضاف أبو شجاع: "ربما أتجه إلى سورية اليوم أو غدا لإحضار امرأة وثلاثة أطفال إن استطعت".

ويذكر أن أبو شجاع وهو أب ل 12 من الأبناء يساعد في إنقاذ اليزديين منذ هجوم "داعش" على منطقة سينجار في آب/ أغسطس العام الماضي، وأضاف أبو شجاع " من المؤكد أن عائلتي تقلق بشأني ولكن هذا قراري وهم يدعمونني".

ولا شك أن هجوم "داعش" غيّر حياة أمينة وأبو شجاع بشكل جوهري وأعطاهم هدفا جديدا يتمثل في الحفاظ على حياة الأبرياء، وقالت أمينة " أنا عضو سابق في البرلمان ولدى اتصالات بالحكومة وسأفعل كل ما في وسعى للمساعدة".

وقال أبو شجاع: "تاجرت بين تركيا وسورية قبل أن أعرف العديد من الناس الذين ساعدوني من خلال العلاقات التجارية، ربما اخترت هذه الحياة ولكنى لن أتوقف حتى أنقذ الجميع من داعش".

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهربة أيزيدية تكرس حياتها لإنقاذ الفتيات من براثن  داعش مهربة أيزيدية تكرس حياتها لإنقاذ الفتيات من براثن  داعش



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:57 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ميلويفيتش يعلن رحيله عن تدريب ريد ستار بلجراد الصربي

GMT 19:12 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

التنورة ليست مجرد رقصة!

GMT 05:59 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

أرقام قياسية حطمها مونديال روسيا 2018

GMT 21:08 2018 الجمعة ,23 آذار/ مارس

صلاح يسجل الهدف الأول للمنتخب المصري

GMT 08:07 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

توقيف طبيب عالمي شهير بسبب مواطنة مغربية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya