كابول ـ أعظم خان
لجأت فنانة أفغانية تُدعى كبرى خادمي إلى تصميم درع لمواجهة ظاهرة التحرش الجنسي في الشوارع، في العاصمة كابول، في موقف عبّرت خلاله عن احتجاجها على تفشي هذا الأمر في بلادها، خصوصًا بعد أن تعرضت للتجربة المؤلمة في شوارع إيران وأفغانستان وباكستان.
ونجح العامل في صنع درع يغطي اليدين والوجه والقدمين، مشيرة إلى أنه ينزلق ليغطي ثدييها والبطن وأسفل الساقين.
وأوضحت أن العامل الذي صنع الدرع كان رجلا هادئًا، ولكنه عبّر عن دهشته بسبب موقف خادمي، التي تبلغ من العمر نحو 27 عامًا، مؤكدة أن هذه القطعة تحميها من تصرفات الرجال ومنع تعليقاتهم الشبقة التي تجعل شوارع كابول غير مريحة لأي امرأة للسير فيها.
وأثار مظهر خادمي خلال قيامها بارتداء الدرع، استفزاز البعض في المدينة، التي تشهد انتشار المواد الإباحية بشكل كبير، لكن يظل المجتمع يعاني من التضييق بشأن ملابس المرأة في الأماكن العامة.
وانتشرت صوت خادمي على مواقع التواصل الاجتماعي، واتسمت التعليقات بالغضب والتهديد بالقتل، في ظل مخاوف حقيقية في بلد يتم قتل النساء فيه لمجرد عملهن كمذيعات أخبار وممثلات ومطربات.
وتعتبر خادمي هذا الجدل جزء من عملها، على الرغم من كونها حريصة على تجنب الإدلاء
بتصريحات سياسية مباشرة. وأضافت "كان عرضًا فنيًا. أنا لست ناشطة، أنا فنانة.. المخاوف في عملي مستمدة من حياتي، من تجربتي الشخصية، ولكن أنا لا أستعمل الكلمات، بل أستخدم جسدي في حيز فضائي في الوقت المناسب."
وقدمت خادمي عددًا من العروض السابقة بصفتها لاجئة، انتقلت من إيران حيث ولدت لأبوين إلى باكستان حيث حصلت على منحة لدراسة الفنون الجميلة.
في لاهور أسست منزلا في منتصف الطريق، للقراءة والاستماع إلى الموسيقى، قبل أن تقرر الشرطة إزالة المنزل، وأوضحت أنها حبست نفسها داخل حقيبة لعدة ساعات، وفي موقف ثالث علقت نفسها من السقف العالي أمام جمهورها.
وعندما تخرجت، عادت إلى كابول على الرغم من معارضة والديها. وقالت "كان علي أن أعود إلى هنا لابد لي من العيش بين شعبي، أعتقد أن فني يحتاج إليهم".
وتعد كاابول بلد المخاطر، إذا ما تعلق الأمر بممارسة الفن، وكان السير بالدرع في نزهة بسيطة على الطريق الرئيسي في الحي الذي تسكن فيه مثار جدل كبير.
وذكرت "أردت من هؤلاء الناس أن يكونوا جمهوري.. قمت بهذا في كوتي سانجي لأنه مكان حقيقي، لأقص ما حدث لي مرات عديدة هنا، وفي كابول أيضا."
وأوضحت أنها تعرضت للشتائم والحجارة، وتجمع الناس بسرعة، حين شاهدوني أرتدي الدرع، وبعضهم حاول لمسي من الخلف، لكني لم أشعر بأي شيء، لذا نجحت.
وتابعت "عندما قفزت إلى سيارة صديق كان في انتظاري، بدأ الرجال في مهاجمتي".
وانتشرت الصور عبر "الإنترنت" في غضون دقائق، بعد أن التقطها الجمهور بالهواتف النقالة، ومن ثم جاءت تهديدات بالقتل بعد فترة وجيزة.
وقالت إنها تلقت أيضا العشرات من الرسائل البذيئة، مع التلاعب بالصور بشكل إباحي. كل ذلك أظهر وجهة نظر خادمي إزاء الخلل الرهيب في المجتمع الأفغاني.
وأكدت أنها ستواصل تقديم عروضها الفنية، مشيرة إلى أنها ستنجح في تحقيق التأثير مثل الصيني آي ويوي وكذلك فنان الأداء الأسطوري مارينا أبراموفيتش.
وتابعت "الشيء الوحيد الذي قلته لنفسي، أتمنى لو كان لدي ملابس داخلية من الصلب. لم أنس أبدا ذلك عندما كبرت، وفكرت في ذلك حتى أني جعلتها حقيقية".
أمضت عدة أيام للتحضير لأداء هذه الدقائق، ولكني اندهشت من الضجة التي تلت ذلك.
وتابعت "كنت أعرف أنه سيكون هذا النوع من رد الفعل، ولكن لم أكن أدرك أنه سيكون على هذا النحو".
وبيّنت أنها فرت بأعجوبة من هجوم من ثلاثة رجال، وتعيش وكأنها هاربة، ولكن ليس لديها أي خطط للتراجع عن فنها".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر