واشنطن ـ رولا عيسى
وجّهت فتاة مسلمة تدعى مروة بلقار، تبلغ من العمر 22 عامًا، من كاليفورنيا خطابا للمرشح الرئاسي دونالد ترامب، هاجمت فيه مطالب الجمهوريين بوضع المسلمين الأميركيين تحت المراقبة الخاصة. وانتشر الخطاب بشكل كبير عبر موقع "فيسبوك"، وجاء بعد تصريحات ترامب بإنشاء قاعدة بيانات وطنية لتسجيل المسلمين فيها مع وضع المساجد تحت المراقبة الدقيقة.
ونشرت مروة صورة لنفسها على الإنترنت وهى ترتدي شارة السلام على قميصها موضحة لترامب أنها صنعت شارة الهوية الخاصة بها، مضيفة في مشاركة لها "سمعت أنك تريدنا أن نرتدي شارات الهوية ولذلك قررت أن أختار واحدة لنفسي، وأنا لا يسهل التعرف علي كمسلمة بمجرد النظر في وجهي، ولذلك ستوضح شارتي من أكون في فخر، واتخذت شارة السلام لأنها تمثل ديني الذي علمني معارضة الظلم والوحدة، وعلمني أن قتل إنسان واحد يعادل قتل الإنسانية جميعا".
ودعت مروة ترامب لقضاء يوم معها منذ قرر تعقب المسلمين، وكتبت قائلة "يمكنك أن تأتي معى في جلسات التوعية بالسرطان في إحدى المدارس المحلية حيث أعمل هناك لخلق السعادة من أجل الناس، ويمكنك أيضا أن ترى كيف يقدم المسجد المحلي لمدينتي الوجبات للمشردين والجميع هناك موضع ترحيب".
وذكرت مروة أن هذه التجربة ستظهر للمرشح الرئاسي أنها تريد السلام فقط، وبيّنت "ربما تدرك حينها أن كوني مسلمة لا يجعلنى أقل وطنية منك، ربما لو اتبعت خطواتي تدرك أنني لست أقل إنسانية منك"، وأنهت مروة كلماتها بجملة "السلام عليكم" وهى تحية المسلمين المعروفة.
ولقيت مشاركة مروة انتشارًا كبيرا على "فيسبوك" حيث حققت 500 ألف إعجاب بما في ذلك الرئيس التنفيذي لـ"فيسبوك" مارك زوكربيغ، وأكثر من 150 ألف مشاركة، وبيّنت مروة أنها كتبت هذه المشاركة لأنها شعرت بالحاجة إلى وقف تخريب ترامب لوجهة نظر الناس في المسلمين الأميركيين.
وأبرزت "نحن لا نزال أميركيين، وإذا كان سيصبح زعيمًا للأمة يجب ألا يسعى للتنفير منا، دين الإسلام يدعو إلى السلام، وهذا الدين ليس كما يظهر على شاشات التليفزيون".
ولم تكن مروة المسلمة الوحيدة التي استخدمت وسائل الإعلام الاجتماعية للرد على تصريحات ترامب في الآونة الأخيرة، وفي الأسبوع المنصرم نشر الرقيب البحري، طيب راشد، تغريدة للقوات المسلحة على "تويتر" موجهة لترامب جاء فيها "مرحبا ترامب أنا مسلم أميركي وأحمل شارة هوية ولكن أين شارتك أنت؟".
وزعم ترامب أن اللاجئين السوريين والمسلمين في أميركا يجب وضعهم تحت المراقبة، وادعى المرشح الجمهوري للرئاسة أن فكرة إنشاء قاعدة بيانات جاءته من صحافي في NBC، وأوضح في اجتماع حاشد في برمنغهام في ألاباما أنه يؤيد الفكرة، مضيفا "أؤيد فكرة عمل قاعدة بيانات أو قائمة للمراقبة".
وأفادت مروة أن الاستجابة لمشاركتها على "فيسبوك" أعادت ثقتها في الإنسانية، وكتبت لمؤيديها على الموقع "لقد أثبتم أننا نستطيع أن نتعايش بصرف النظر عن البلد أو الدين أو العرق الخاص بكل منا، لقد عملتم على تغيير حياتي برسائلكم الداعمة، الآن لديكم صوتي فاستخدموه من أجل تغيير حياة الآخرين".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر