كانت ترتدي البكيني وتضع يديها حول خصر حبيبها، هكذا ظهرت الجزائرية "حياة بومدين" قبل أن تتحول إلى أحد أكثر النساء المطلوبات في فرنسا، لمشاركتها في القتل باسم الجهاد.
وتظهر صور بومدين، كيف تحولت شخصيتها إلى متطرفة تقتل الرهائن، وكان زوجها أميدي كوليبالي، أحد الإرهابيين الذي قام بعمليتين قبل وفاته: واحدة قتل فيها شرطية فرنسية الخميس الماضي خارج باريس، والثانية احتجز بها بعد ساعات عددًا من زبائن وعمال متجر يهودي في العاصمة الفرنسية.
وطالب كوليبالي الشرطة بفك حصارها عن مطبعة تحصن بها شريكاه الشقيقان الجزائريا الأصل، سعيد وشريف كواشي، ومعهما امرأة رهينة، تمهيدًا لمنحهما ممرًا آمنًا مع شريك سلم نفسه بعد تنفيذه معهما الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" الأربعاء الماضي.
استطاعت بومدين، البالغة من العمر 26 عامًا الهروب من الشرطة، حيث انتهت الجمعة، أزمة الرهائن الذين كانوا محتجزين في موقعين في ضواحي باريس بعد تمكن القوات الأمنية من تحرير الرهائن ومقتل الخاطفين وهروبها.
وتزوجت بومدين من كوليبالي في احتفال ديني، والتي لم يراها أحد ترتدي الحجاب يومًا.
وانتظرت بومدين كوليبالي لمدة أربع سنوات حتى يخرج من السجن بعد إدانته بتهمة سطو مسلح، ولم يتزوجا بشكل مدني، وهو الزواج الوحيد المقبول قانونًا في فرنسا.
رغم أن سجل الجرائم لدى كوليبالي معروف، إلا أن حياة بومدين تظل غامضة، ولكن من الواضح أنها كانت تعمل كأمين صندوق، وتغيرت أفكارها بعدما قابلت كوليبالي.
وارتدت حياة الحجاب في عام 2009، وكرست نفسها لكوليبالي، وقرأت الكثير في كتب الدين في عام 2010.
وذكرت في إحدى حواراتها مع محطة "بي إف إم تي في" الإخبارية التي اتصلت بها عبر الهاتف:" عندما رأيت المذابح ضد الأبرياء في فلسطين والعراق وأفغانستان أو أي مكان يرسل إليه الأميركيون قنابلهم، أتسائل من هم الإرهابيون؟"، مضيفة:" عندما يقتل الأميركيون الأبرياء، من حق الرجال الدفاع عن أطفالهم ونسائهم".
لم تكن حياة أبدًا مستهدفة من الشرطة، وكانت على اتصال دائم مع زوجة أحد الشقيقين كواشي، إلى درجة اتصلت بها هاتفيًا 500 مرة العام الماضي".
كما كانت صديقة لكوليبالي قبل أن يتسرب إليه التطرف. وتعرّف كوليبالي في 2005 إلى الشقيقين كواشي في سجن أمضى فيه عقوبة عن سرقة ارتكبها، وبعدها في 2010 قبض عليه وأدين بالسجن أربعة أعوام لمحاولته تهريب إرهابيين من سجن لتنفيذهم في 2005 هجمات مترو باريس.
وعاش الزوجان في منطقة بانيو، وعرفا باسم "الزوجين المتدينين"، وبالنسبة لجيرانهما، كانا هادئان ولم يسبّبا أي إزعاج، وقد اختفيا من منزلهما منذ نحو شهر، ليظهرا على شاشات التلفاز أمام العالم أجمع اليوم.
وزار الزوجان الفرنسي من أصل جزائري جمال بيغال، عضو "القاعدة" المدان في 2005 بارتكاب أعمال إرهابية في جنوب فرنسا.
والتقط الثلاثة صورًا في مقر إقامته الجبرية، وعندما سألت الشرطة حياة بومدين عن سبب وجودها في مقر إقامة بيغال، أجابت أنها كانت تتدرب على رياضة سلاح القوس.
وذكرت حياة للشرطة أيضًا أنها تأثرت بزوجها وبآخرين متطرفين، وبدأت تدرس الدين وما في العالم من نزاعات وحروب حالية.
وأشارت معلومات وردت من مصادر التحقيق دون تأكيدها إلى ارتداء حياة بومدين النقاب بعد تطرفها، وأنها قامت بتغيير اسم عائلتها "ليبدو لفظه فرنسيًا أكثر".
ولم تتأكد المصادر الأمنية من اشتراك بومدين مع كيبالي باحتجاز الرهائن في المتجر اليهودي، وفرارها منه حين اقتحمته الشرطة، أو أنها لم تكن فيه أصلًا، بحسب ما ذكر زوجها قبل مقتله.
وستظل حياة بومدين أشهر الإرهابيات الهاربات، وعلى رأس لائحة المطلوبين الأوروبيين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر