الروائية ثريا أولهري نصوصها ضفائر من مشهد فسيفسائي كُتبت بنبض القلب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

نصوصها ضفائر من مشهد فسيفسائي وكلماتها رقراقة وحادة في آن

الروائية ثريا أولهري نصوصها ضفائر من مشهد فسيفسائي كُتبت بنبض القلب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الروائية ثريا أولهري نصوصها ضفائر من مشهد فسيفسائي كُتبت بنبض القلب

الروائية ثريا أولهري (يسار الصورة)
الرباط - المغرب اليوم

نصوصها ضفائر من مشهد فسيفسائي. الكلمات رقراقة وحادة في آن، بسيطة وغائرة في الأعماق. الكتابة التي تطاردها ليست متواليات من الأفكار والجمل، ولا توضيبا لسرديات منتجة لحكاية نمطية. في روايات ثريا أولهري، يدعى القارئ إلى التحلي باليقظة الدائمة، لأنه ملاحق بدفقات منهمرة من المعاني الثاوية والأبعاد الفلسفية المستلهمة في يوميات الناس. أما انشغالها بوضع المرأة فيكتسي طابع البعد الثابت في نسيج نصها.

“أحبني وسأقتلك”.. روايتها الأخيرة الصادرة عن منشورات فاصلة (2019)، والتي ستوقعها خلال المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء في فبراير المقبل، سهم ناري ضد “المتعارف عليه”. قصة شيد معمارها على الرابطة الأزلية بين الحب والموت.

في طي الصفحات، تدخل الكاتبة قارئها في دهاليز العالم السري للإبداع الفني. ذلك أن الإبداع في عرفها يتحقق بخرق مدار الجنون. كنه المسألة ذلك الرعب الذي يتلبس كل عاشق ترهبه فكرة الانفصال عما يشكل نسغ الحياة وإكسيرها. من الملفت أنه ذات الرعب الذي يشعر به كاتب وقد وضع نقطة النهاية على روايته الوليدة، والرسام أمام لوحته المكتملة. كل فنان ينقاد حينها لرهاب فقدان الإلهام إلى الأبد.

في هذه الرواية، كما في سابقاتها، تقول ثريا أولهري إنها تكتب “بالقلب”. في بوحها لوكالة المغرب العربي للأنباء، ترى أنه “حين نكتب بمشاعرنا، يتيسر لنا أن ننقل للقارئ كل الشغف الذي يتقمصنا ونسافر به في هذا العالم المتخيل الذي نشيده ويعكس الواقع المحيط بنا بشكل من الأشكال”.

ولئن كانت الكتابة، تتيح لها، كجامعية، ربط الجسور مع الأدب في افق إنتاج ونقل المعارف والثقافات، فإن مقاربتها، كروائية، تبدو أكثر رحابة وذاتية في ذات الوقت. هي واجهة لتسليط نظرة مغايرة، شحنة انفعالات ومشاعر، رؤية خاصة للمجتمع. بالنسبة لمن تقدم نفسها “امرأة من العالم، امرأة من كل مكان، وإن ظلت أساسا امرأة مغربية”، فإن دراسة الأدب الفرنسي مكنتها من تملك الوعي بهويتها الروائية.

“بدأت في كتابة يوميات، ثم تفطنت إلى أن الكتابة أمر آخر”..هكذا تستعيد ثريا، وليدة قرية أسول، القريبة من إميلشيل عام 1962، قصتها مع الأدب التي لم تقلع نحو سماء أرحب إلا عام 1999 حينما قررت مد خطوها وكتابة روايتها الأولى “المطلقة” التي صدرت عام 2001 عن منشورات إفريقيا الشرق. وهو نص يحكي قصة طلاق مرير تعاني تبعاته الشخصية المحورية. ولعل علاقتها العميقة بنصوصها تبلورت حينها، إذ تقول “لقد تماهيت مع هذه المرأة إلى درجة أن الكثير من القراء ظنوا أن الأمر يتعلق بعمل سير ذاتي. عندها أدركت قوة الأدب الجبارة”.

عن هيمنة أصوات النساء في أعمالها، تقول الروائية إن الكتابة التزام، على اعتبار أن الأمر يتعلق بتوجيه رسالة عن تمثل المرأة المغربية كيفما كان وضعها الاجتماعي. لكن الموضوع أبعد من أن يحتكر مورد إلهامها. “الحياة تلهمني. حالات، مشاهد، وربما الرجل أيضا. وقائع شتى قد تستفز في كياني حاجة الكتابة التي تتمخض عنها قصة يكون علي أن أنسج مسالكها”.

تحيا ثريا أولهري بروح فنانة. كان ممكنا أن تكون رسامة لولا أن وقعت في حبائل الأدب. وهي لا تتورع عن القول إن ثمة أوضاعا حيث الرسم أقدر من الأدب على التعبير عما يجيش في الوجدان من مشاعر وانفعالات. لكنها تستدرك سريعا: ولعها بالرسم لا ينال أبدا من عشقها للأدب الذي لا يضاهيه أي فن آخر في المساحات التي يتيحها لبناء حكاية.

وللأكاديمية والناقدة الأدبية التي تابعت دراستها الثانوية بمكناس، والعليا بفاس ثم فرنسا، رؤيتها النفاذة تجاه الكتابة الفرنكوفونية المغربية. “إنها كتابة ناهضة. هي في نفس الآن فتية جدا وقديمة جدا، على اعتبار أنها تنزرع في نسيج الأدب الفرنكوفوني العالمي”. وهي ترى أن لهذه الكتابة خصوصياتها من حيث أن الأدب في النهاية انعكاس للمجتمع الذي يتشكل في حضنه. تستدعي في هذا السياق قولة بالغة الدلالة لكاتب مغربي كبير مهتم باللغة يعتبر أن “القارئ الفرنكوفوني المغربي هو تلقائيا وبالضرورة ثنائي اللغة. فهو يقرأ بالفرنسية ويترجم بالعربية”.

“المطلقة”، “غرفة الليالي البيضاء” (مرسم، 2002)، “المتآمرون بيننا” (مرسم، 2006)، “دع جسدي يخبرك…” (مرسم 2016)، محطات روائية قوبلت بترحيب دافئ، لكن الكاتبة لم تبح بكامل أسرار موهبتها في القول والإيقاظ وحمل شعلة الأمل. شعارها: الثقة في المستقبل.

قد يهمك أيضًا : 

مسابقة تدعم ثقافة القراءة لدى تلاميذ المؤسّسات التعليمية المغربية في مدينة سلا
أبرز 5 أعمال روائية لرضوى عاشور في ذكرى وفاتها

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروائية ثريا أولهري نصوصها ضفائر من مشهد فسيفسائي كُتبت بنبض القلب الروائية ثريا أولهري نصوصها ضفائر من مشهد فسيفسائي كُتبت بنبض القلب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya