مراكش ـ سعيد بونوار
ما إن تضع قدمك الأولى في ساحة جامع لفنا الشهيرة (وسط مراكش) حتى تحيط بك أصوات "الشوّافات" أو (العرّافات) من كل جانب، كل واحدة فيهن تعرض عليك خدماتها في عالم قراءة الغيب وجلب الحظ وطرد النحس، ولكل واحدة طريقتها في الإقناع والحوار، فـ"عرّافات" الساحة يتقن إلى جانب اللغة العربية الفرنسية والإنكليزية والإسبانية والألمانية أيضا، وزبائنهن لسن من المغربيات ولكن من الأجانب أيضا الذين يدفعهم حب الاستطلاع إلى الجلوس لدقائق أمام "العرّافة".
عرافات"مراكش يعملن بترخيص من الحكومة وحضورهن جزء لا يتجزأ من الساحة الشهيرة التي يحج إليها كبار الساسة والنجوم العالميين وعامة الشعب، وأنهن يقدمن خدمات اجتماعية تفوق أداء أطباء علم النفس.
"العين" و"الحسد" مصطلحات لا تبرح أفواه "عرّافات" الساحة عند استقبال أي زبون ولو كان مازحا، وهن يشتغلن في كل الشهور والأوقات وحتى شهر رمضان، والسلطات تعتبر حضورهن جزء من فرجة الساحة المتوارثة لعقود، ولا تعتبر ذلك من قبيل الشعوذة والدجل التي يعاقب عليه القانون.
ويعتقد بعض الباحثين أن "العرّافات" (الكاذبات ولو صدقن) يمارسن ما يعجز عنه الطب النفسي، إنهن يتحدثن بلغة التفاؤل ويقدمن وصفات ساحرة للعيش من قبيل "انتظار السعد"، وذكروا أن الإقبال عليهن دافعه الأساسي شعور بالإحباط وقد يكون أيضا بدافع "حب الاستطلاع"، بيد أن تمة إجماع على أن زيارة هؤلاء مخالفة للشرع وأنها نوع من الدجل الذي لا يتوافق مع العقل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر