كشفت مساعدة النائبة جو كوكس عن كلماتها الاخيرة قبل موتها بين ذراعيها إثر مقتلها بالطعن واطلاق النار في هجوم مروع أمس، وصدمت بريطانيا وأسرتها بحادث اطلاق النار على هذه السياسية المحبوبة وهي المرة الأولى التي يقتل فيها عضو برلماني من النساء مما أدى الى تدفق المشاعر بين الناس في مسقط رأسها يوركشاير, وأوضحت الشرطة أن النائبة كانت مستهدفة بالهجوم وتتابع العلاقة بين الميول اليمينية المتطرفة والصحة العقلية للمشتبه به كخطوط رئيسية للتحقيق، وتحدثت أبو مساعدة كوكس التي كانت مع النائبة أثناء مقتلها عن التفاصيل المأساوية الأخيرة لها.
وأشار والد مساعدتها فازيلا أصوات ويدعى غلهام مانيار إلى تلفزيون "أي تي في", "كانت مع ابنتي، وتركتا المكتب في بنتلي وذهبتا الى السوق وكانتا تركبان في سيارة ابنتي وتجلس في المقعد الخلفي وتوقفت السيارة فقررت جو الخروج، ولم تكن ابنتي تعرف بان أحدهم سيطلق النار عليها، فبالتأكيد كان هذا الشخص ينتظر في الخارج حيث حدثت العملية."
وتابع, " قالت ابنتي إن جروح جو كانت سيئة جدًا وأنها كانت بين ذراعيها بينما تنزف الكثير من الدم، وتصرخ عليها بأن تنهض حتى أجابتها جو " لا استطيع فألمي كبير فازيلا" وأعتقد ان هذه كانت آخر الكلمات التي تحدثت بها جو", وأضاف " لم تستطيع ابنتي ان تفعل أي شيء حاولت ان تريحها حتى أتت الشرطة والإسعاف الجوي وأخذوها الى المستشفى، وكانت ابنتي شاهدة على الحدث وملابسها مغطاة بالدم."
وكانت النائبة عن باتلي وسبين ذاهبة الى اجتماع مع الهيئات المكونة في برستال بالقرب من ليدز عندما تعرضت للهجوم على يد مسلح أمس، وذكر شهود عيان أن المسلح اطلق عليها ثلاث مرات واحدة منها أتت في الرأس وطعنها بشكل متكرر قبل ان تقع على الارض وتغرق في بركة من الدم.
وتستجوب الشرطة المتهم به توماس ماير بتهمة القتل ويوصف بأنه شخص معزول اجتماعيا ومنفصل عن المجتمع نتيجة لمعاناته من مرض نفسي على المدى الطويل، وتطوع ماير للعمل في حديقة أوكويل في عام 2012، وكان يعيش في مركز باثواي داي سنتر للأمراض العقلية.
وصرح إلى صحيفة "هدرسفيلد اكزامنر", "أستطيع ان أقول بصراحة أن قتلها كان جيدا بالنسبة لي أكثر من العلاج النفسي وكل أدوية العالم، كثير من الناس يعانون من مرض عقلي ومعزولون اجتماعيا ويشعرون بمشاعر المشاركة التافهة الناجمة بالأصل عن البطالة على المدى الطويل."
وكشفت الشرطة أيضا أن السيدة كوكس تلقت تهديدات ذات طابع جنسي في مكتبها في وستمنستر والتي حقق بها شرطة العاصمة، وصرح رئيس الشرطة دي كوليز " نحن ندرك أن الحادث ليس له علاقة بالتهديدات السابقة، فجو كانت تتلقى تهديدات ذات طابع جنسي في مكتبها البرلماني في وستمنستر، وحققت شرطة العاصمة في الحدث مما أدى الى التعرف على شخص وهو ليس نفس الشخص المتهم في مقتلها والمحجوز لدينا."
واسترسل السيد مانيار أن ابنته حاولت مساعدة مديرتها المصابة مضيفا " حاولت ان تضرب المهاجم بحقيبة يدها ولكنه حاول أن يهاجمها ايضا، وجاء الناس فحاول ابعادهم وهنا قرر أن يطلق عليها النار، وتعاني ابنتي اليوم من الصدمة لأنها كانت مع جو لمدة سنة وعملت الاثنتان بشكل متصل جدا وستأخذ وقتا للتعافي من هذه الصدمة."
وأكد, "كانت تعرف لحظة الهجوم أن جو تعرضت لجروح عميقة ولكنها لم تتحدث عن كل شيء رأتها فقد خسرت واحدة من أصدقائها المفضلين." واعتبرت عائلة مانيار كوكس بمثابة ابنة لها وكانت تنادي السيد مانيار بعمي، وأضاف " انها شخص يراعي الأخرين، ليس فقط كنائبة ولكنها كانت تحب ان تساعد الناس، لقد كانت قلقة على الشبع السوري وكانت قلقة على الناس العاديين، كانت تساعد وتبتسم لأي شخص يقترب منها."
وأوضح, " لقد كانت صدمة ليس فقط على ابنتي ولكن على المجتمع كله، فنحن نعيش في وئام مع المجتمع الانكليزي كجالية اسيوية وهذا الخبر صدمة للمجتمع بأكمله وستستغرق ابنتي وقتا حتى تفيق من الصدمة، لقد التقيت بجو عدة مرات وكانت سيدة رائعة ونحن جميعا نتأسف عليها، أخر مرة رأيتها كان قبل ثلاث أيام أثناء حملتها الانتخابية وقد التقطت الصور معي ومع بعض الزملاء وكانت تبتسم فيها."
وعلقت الحملات الانتخابية للاستفتاء على البقاء في الاتحاد الاوروبي قد علقت في أعقاب وفاة السيدة كوكس، وزار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وزعيم حزب العمال جيرمي كوربين ورئيس العموم جون بركو ساحة السوق في المدينة على مقربة من مسرح قتلها والتي لا تزال تطوقه الشرطة، وانضم اليهما النائبة هيلاري بن ووضعوا جميعهم باقات من الورد عند سفح نصب جوزيف بريستلي على الضريح المرتجل لها والذي وضع عليه الكثير من الزهور والرسائل.
وصرح رئيس الوزراء أن الامة كلها مصدومة بحق بوفاة السيدة كوكس ودعا الناس الى تقدير قيمتها وقيمة الديمقراطية التي يستخدمها السياسيين أمثالها لجعل العالم أفضل، وأضاف كاميرون " أينما نرى الكراهية نجد الانقسام، وأينما نرى التعصب علينا أن ننبذه من حياتنا السياسية ومن حياتنا العامة ومن مجتمعنا، اذا كان نريد حقا تكريم جو علينا الاعتراف بأن قيمها في خدمة المجتمع والتسامح التي عاشت من أجله هي القيم التي نحتاج الى مضاعفتها وتعزيزها في حياتنا الوطنية في الأشهر والسنوات المقبلة."
وأتت هذه الزيارة بعد أن اعلن حزب المحافظين انهم لن يخوضوا الانتخابات الفرعية بعد وفاتها، وقال رئيس الوزراء أن الأمة تشعر بصدمة لفقدان جو وتابع " لقد فقد طفلين امهما وفقد زوج زوجة محبة والبرلمان فقد واحدة من دعاة الانسانية الاروع."
وكتب كاميرون على بطاقة وضعها مع الاكليل " جو هي أم وزوجة محبة ونائبة مناضلة وشغوفة، وقد ماتت في خدمة الناخبين والبلد، ونحن نصلي لعائلتك ولن ننساك أبدا", وكتب السيد كوربين على بطاقته " في ذكرى محبة لامرأة رائعة وعاطفية ومحبة وملتزمة خصصت حياتها للعدالة وحقوق الانسان وجعلت من باتلي وسبين فخورة بتمثيلها."
ونشرت وثائق هذا الصباح كوصل استلام لكتاب اشتراه ماير عام 1999 وهو دليل حول كيفية صنع بندقية محلية الصنع، وأكدت الشرطة مساء أمس انها تحقق في صلاته باليمين المتطرف ووفقا لمجموعة الحقوق المدنية والمركز القانوني الجنوبي للفقر بان ماير تلقى كتب بحوالي 430 جنيه استرليني من التحالف الوطني الذي كان يعتبر حركة انفصالية بيضاء أوقفت عمليتها في عام 2013.
وشملت الكتب كتاب بعنوان " المحرقون" وواحد يسمى " دليل الذخائر المرتجلة" وهو دليل حول كيفية صنع مسدس، وصدمت صديقة السيدة كوكس وزميلتها النائبة العمالية راشيل ريفز وانهارت بالكباء عندما زارت مركز برستال هذا الصباح حيث وضعت مئات من الزهور ورسائل الحزب للسكان المحليين.
وترك النائب ديوسبري بولا من مناشتسر والنائل جيف سيمن والنائبة لوسي باول باقات ورود حمراء من بين أكاليل الزهور عن روح زميلتهم، وشرع الثلاثة بلحظة حزن مع عضو حزب العمال كارين رولينغ أثناء كتابتهم لرسائل الحزن التذكارية.
وحثت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل السياسيين البريطانيين في اشارة على ما يبدو الى حملة الاستفتاء الى ضرورة رسم الحدود في اللغة المستخدمة في النقاش السياسي محذرة من التطرف الذي لا يمكن وقفه.
واحتشد أكثر من 400 شخص في كنيسة القديس بطرس بالقرب من غرب يوركشاير ليلة الخميس لتقديم تعازيهم عن النائبة العمالية، وافتتح القس باول نايت يوم الجمعة كتاب التعازي في الكنيسة، للمساح للناس بالتعبير عن صدمتهم وذهولهم وعواطفهم ومحبتهم للنائبة المقتولة.
ونفت النائبة العمالية راشيل ريفز أمس أن يكون لمقتل جو علاقة مع الحملة وجاءت تصريحاتها بعد مزاعم بان النائبة استهدفت بسبب دعمها للهجرة والعلاقات مع بروكسل، وقال شهود عيان أن المعتدي صرخ قبل اطلاق النار " بريطانيا أولا".
ويعتقد النائب اليوناني في المفوضية الاوروبية ديميتريس افراموبولس انه عملية القتل حدثت بسبب اصرار كوكس وتفانيها من أجل الديمقراطية الاوروبية، الا أن أصدقاء العائلة نفوا أن يكون الحادث لديه دوافع سياسية أو لديه علاقة بالاستفتاء.
وصرحت ريفز التي بكت خلال تكريم صديقتها الليلة الماضية " هناك بالطبع مناقشة حامية حول عدد من القضايا الاساسية مثل عضويتنا في الاتحاد الاوروبي، ولكن لا اعتقد ان هذا مرتبط بحادث أمس، نعم لدينا مناقشات حول القضايا الكبرى في عصرنا ولكن هذا دور النواب تجاه ناخبيهم، ونحن لا نعرف دوافع الرجل الذي اعتدى عليها أمس ولكن لا اعتقد ان له صلة بالاستفتاء."
وأصرت أيضا على أن هذه المأساة لا يجب أن توقف النواب عن التفاعل مع ناخبيهم على الرغم من انها أغلقت مكتبها احتراما لزميلتها، فمن وجهة نظرها فعمل النائب في المجتمع ويجب أن يستمر هناك، وتعتقد ايضا أن جو ماتت في المكان الذي تحبه.
واسترسلت " لذلك لدينا الكثير من العمل للقيام به في مجتمعنا لخدمة السكان المحليين في مكان نؤثر فيه بشكل مباشر على حياة الناس، فالكثير من الناس لا يرون عمل النائب ولكنه عمل مهم جدا بالنسبة لي وبالنسبة لجو أيضا، وهذه الجريمة استهدفت امرأة رائعة يدفعني الى عدم تصديق الامر، والشعور بالغضب بسبب موت شخص لديه كل هذا العطاء، هناك أيضا سبب كي نحزن فهي بالنسبة لنا ام وزوجة وابنة وصديقة", فيما أعلن حزب المحافظين انه لن يخوض الانتخابات الفرعية على مقعد باتلي وسبين كدليل على احترام السيدة كوكس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر