أول برلمانية دنماركية مسلمة تتحدث عن تجربتها مع اليمين المتطرف
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

ذهبت إلى تناول الشاي وأكل الكيك مع "كارهيها"

أول برلمانية دنماركية مسلمة تتحدث عن تجربتها مع اليمين المتطرف

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أول برلمانية دنماركية مسلمة تتحدث عن تجربتها مع اليمين المتطرف

أوزلم سارة سيكيك
كوبنهاغن ـ منى المصري

يتلقى معظم الناس رسائل عنف وعنصرية، وتهديدات بالقتل على وسائل التواصل الاجتماعي، ويفضلون عدم القيام بشيء، حتى أنهم لا يلتقون بالأشخاص الذين هددوهم وجها لوجه، ولكن هذه الحالة مختلفة، حيث قررت "أوزلم سارة سيكيك" إتخاذ طريق مختلف جدا تجاه مهدديها، وهو مقابلتهم.         أول برلمانية دنماركية مسلمة تتحدث عن تجربتها مع اليمين المتطرف

واجتمعت السيدة سيكيك، وهي أول امرأة مسلمة تتولى منصب نائبة في البرلمان الدنماركي، بعشرات الأشخاص من اليمين الدنماركي المتطرف والذي عاملها بسوء وعنف، وكرست السيدة سيكيك، حياتها منذ أن تركت البرلمان، فقد كانت نائبة عم حزب الشعب الاشتراكي، حياتها لفتح حوار بين اليمين المتطرف ومنظمتي "المجتمع الدنماركي" بناء جسور"، ولكن ليس من المستغرب أن جميع اجتماعتها السياسية لم تسر بسلاسة، وفي إحدى المناسبات، قامت سيكيك صاحبة الأصول الكردية وانتقلت إلى تركيا ومن ثم إلى الدنمارك، بأخذ رحلة قطار مدتها ثلاث ساعات ونصف من كوبنهاغن؛ للقاء النازين الجدد والذين انتهى بهم الأمر بالشعور بقلق عميق من مواجهتها.             أول برلمانية دنماركية مسلمة تتحدث عن تجربتها مع اليمين المتطرف

وفي هذا السياق، قالت السيدة سيكيك " قابلت زعيم الحزب لأنه قال إنه لديه حلا جيدا لكل هذه المشكلات، ولم أكن أثق به، حيث قال (لا أعتقد أنه علينا ترحيل الناس من البلاد، فالجنس الأسود أكثر عنفا من الجنس الأبيض، والحل الأفضل هو توقفكم عن إنجاب الأطفال)، وقلت له لكنني أريد أطفال، رد قائلا ( لقد وجدت حلا، يمكننا أن نعطيكم بعض الجينات البيضاء حتى تنجبوا أطفالا أصحاب بشرة بيضاء)".

وتضيف " أنا إنسانة وبالطبع شعرت بالضيق، وتمنيت لو أنني لم أبكي، فمن الصعب جدا التحدث مع هؤلاء الناس، ولكن كان على شخص ما فعل ذلك، حيث لا أعتقد أن الاستراتيجية الصحيحة هي تجاهلهم".              أول برلمانية دنماركية مسلمة تتحدث عن تجربتها مع اليمين المتطرف

وتخفي سيكيك عنوانها، وللاتصال بها عليك مسبقا التحدث مع الشرطة؛ حفاظا على حياتها من اليمين المتطرف، حيث ذهب للشرطة منذ عام ونصف لتبلغهم أنها تعرضت لـ31 تهديد، مؤكدة أنها تتصل بالشرطة مرتين سنويا، كما أن هناك قضايا في المحكمة رفعتها ضد أشخاص بعينهم.

وتلفت إلى أنه في الفترة الأخيرة تعرضت للمطاردة من قبل أعضاء في الحزب النازي الدنماركي، موضحة أن الأمر كان مرعبا جدا، ولكن على الرغم من هذه التجربة تصر سيكيك على أن الغالبية الساحقة من الاجتماعات مع اليمين المتطرف تسير بسلاسة، وأن الناس الذين يرسلون لها رسائل الكراهية والتهديد ليسوا كما تعتقد، حيث تتخيل كل مرة الأشخاص الذين تزورهم ونمط حياتهم، ومن ثم تدرك أنها مخطأة، فهم أشخاص عاديون، لديهم وظائف وزوجة وأطفال.

وحصلت سيكيك على مقعد في البرلمان في عام 2007 وخسرته في عام 2015، وهي أم لثلاثة أطفال، وخلال فترة وجودها في البرلمان بدأت تتلقى رسائل الكراهية، ووفقا لروايتها، وصفها العديد بالإرهابية وسط تساؤلات عما تفعله في البرلمان.

وفي البداية، حذفت الرسائل، ولكن من ثم غيرت نهجها، بعد الحديث إلى المصور الدنماركي المشهور، جاكوب هولد، والذي أمضى وقتا طويلا مع اليمين المتطرف، حيث نصحها بزيارة شخصيات اليمن وفهم كيف يفكرون، مؤكدا أنهم لن يقتلوها، وإذا قتلوها ستكون شهيدة، كما أن ما ستقوم به موقف مربح للجانبين، وهذا ما دفعها لبدء الحوار معهم.

ودعت سيكيك المئات الذين أرسلوا رسائل الكراهية للدخول في حوار مدني مفتوح، حيث الجلوس سويا وأكل الكيك وشرب كوب من القهوة أو الشاي، وأوضحت أنها لا تزور فقط النازين الجدد الذين لديهم عقلية عنصرية فحسب، ولكنها أيضا تزور المسلمين المتشددين، والأشخاص الذين يكرهون الديمقراطية والمثلين واليهود، وتحاول إيجاد لغة مشتركة في محاولة لفهم سبب كره بعضنا البعض، ونحن لا نعرف بعضنا البعض.

ورغم أنها اعتادت على زيارة مختلف المتطرفين، تشعر بالتوتر قبل كل زيارة جديدة، وتقول "كنت خائفة جدا قبل اجتماعي الأول، ولكن جاكوب قال لي إذا خفت سوف يخافون أيضا، ولذلك كان على الذهاب".

وجلست سيكيك لمدة ساعتين ونصف، وفوجئت كيف سار اللقاء، حيث شربوا القهوة وتناولوا الإفطار، وأصبحوا أصدقاء لمدة عامين حتى فقدوا الاتصال ببعضهم البعض، وتضيف " حين عدت إلى المنزل كان من الصعب علي تخيل كيف يمكن أن أحب رجل بمثل هذه الآراء العنصرية، وكانت هذه البداية فقط".

وما قامت به سيكيك يثير التساؤلات حول إجراء التبادلات الحضارية والثقافي الودية مع الأشخاص ذوي الأفكار المتطرفة، كما أنها أكدت أن الغرض من هذه الاجتماعات هي معالجة مشاعر الخوف التي يشعر بها المتطرفين، وإيجاد وسيلة للارتباط ببعضهم البعض على المستوى البشري.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أول برلمانية دنماركية مسلمة تتحدث عن تجربتها مع اليمين المتطرف أول برلمانية دنماركية مسلمة تتحدث عن تجربتها مع اليمين المتطرف



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 10:40 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الثور

GMT 04:46 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

مكياج يومي خفيف للعودة إلى العمل

GMT 06:24 2013 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"برومسينت" لعلاج سرعة القذف عند الرجال

GMT 01:36 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"جنرال موتورز" تختبر سيارة ذاتية القيادة في شوارع مانهاتن

GMT 19:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لوفرين يؤكد مصلحة الفريق أهم من مشاركتي بانتظام

GMT 18:03 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جيبري سيلاسي مدافع بريمن الألماني يمدد عقده مع الفريق

GMT 20:43 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

رجاء بلمير ترد على منتقديها

GMT 22:27 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

ماكتوميناي يضع بصمته الأولى مع مانشستر يونايتد

GMT 19:25 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

مكاسب معنوية ومادية خلال الشهر

GMT 09:39 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

تعرف على أحدث تصميمات زهير مراد لربيع وصيف 2019

GMT 16:44 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

ضحية "راقي بركان"تتلقى عرض زواج خيالي من جزائري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya