نادية مراد تحصل على جائزة فاتسلاف هافيل من مجلس أوروبا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

دشنت حملة عالمية للفت الانتباه إلى محنة الإيزيدين

نادية مراد تحصل على جائزة فاتسلاف هافيل من "مجلس أوروبا"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - نادية مراد تحصل على جائزة فاتسلاف هافيل من

نادية مراد
بغداد - نهال قباني

تعرضت نادية مراد، إلى أشد أنواع التعذيب والضرب، والانتهاكات الجنسية، تلك الفتاة التي لم تتعدِ حقبة العشرينات من عمرها، بين مئات النساء اللاتي اختطفهن تنظيم "داعش" بصحبة أخوتها ووالدتها، من القرية التي كانوا يعيشون بها في العراق، وذلك منذ أكثر من عامين.

وبالرغم من المعاناة التي عاشتها بين براثن التنظيم المتطرف، إلا أنها مازالت ترى نفسها محظوظة للغاية إذا ما قورنت بحالة أقرانها ممن يتبعون ملتها، والتي ينظر إليهم الداعشيون باعتبارهم كفار، وذلك لأنها تمكنت من الهرب في نهاية المطاف حيث وجدت طريقًا مفتوحًا أمامها للعيش في ألمانيا، بينما قتل الألاف منهم وذلك بعد استعبادهم.

ولم تكتف الشابة العراقية بالهرب، ولكنها دشنت حملة عالمية تهدف في الأساس إلى لفت انتباه العالم إلى محنة الإيزيديين الذين مازالوا يعانون في سجون "داعش"، والذين تمارس بحقهم انتهاكات العبودية الجنسية، وهي الحملة التي دفعت مجلس أوروبا إلى منحها جائزة فاتسلاف هافيل لحقوق الإنسان، الإثنين، والتي تحمل إسم الكاتب التشيكي الشهير، والذي تولى منصب رئيس الجمهورية في بلاده لمدة 14 عامًا، بعد سقوط الشيوعية.

وتأتي الجائزة التي حصلت عليها مراد، والتي تبلغ من العمر 23 عامًا، بعد اختيارها كسفير للنوايا الحسنة من قبل الأمم المتحدة لصالح ضحايا الاتجار بالبشر وذلك في الشهر الماضي، كما أن اسمها ذكر أيضًا على نطاق واسع كمرشح محتمل للفوز بجائزة نوبل للسلام، والتي فاز بها الرئيس الكولومبي يوم الجمعة الماضي. وخلال كلمتها التي استمرت لحوالي تسع دقائق أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، قالت مراد "إنها تشترك مع السيد هافيل فيما تعرضت له من ظلم ومأساة والبحث عن بصيص من الأمل في ظل الظلام".

وأضافت "ربما أنهكني الحديث عما تعرضت له أثناء وجودي بين براثن التنظيم المتطرف، ولكن يبقى الأمر المهم أن ندرك أن هناك يزيديات أخريات يجري اغتصابهن الان"، موضحة أنها لن تعود إلى حياتها الطبيعية إلا تعود النساء الأخريات إلى حياتهن، عندما يصبح هناك مكانًا داخل مجتمعاتنا يمكن من خلاله حساب المجرمين على ما اقترفوه من جرائم.

ولاقت مأساة الفتاة العراقية انتشارًا واسعًا وتعاطفًا كبيرًا من قبّل قطاع كبير من الناس حول العالم، حيث سبق وأن أشاد بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمحامية الشهيرة المهتمة بقضايا حقوق الإنسان أمل كلوني.

ولكن بالرغم من الدعم الكبير لقضيتها، إلا أن الطريق مازال شاقًا للغاية، حيث أن الإدانات التي يحملها المجتمع الدولي للتنظيم المتطرف ليست كافية لمحاكمة أعضاءه على الانتهاكات التي ارتكبوها، في ظل الحرب الشعواء المستعرة في سورية وشمال العراق.

ووصفت مراد الانتهاكات بأنها جريمة إبادة جماعية، حيث أنهم يجبرونهم على انكار دينهم لأنهم يعتبرونهم كفارًا، فقتلوا الرجال واستعبدوا النساء، خطفوا الأطفال من أجل تحويلهم إلى إرهابيين في المستقبل. والبنات في سن الثامنة يتم اختطافهن من قبل الميليشيات المتطرفة من أجل ضمهم في شبكة منظمة للجواري. وتقول الناشطة اللإيزيدية أنها التقت بنات صغيرات تعرضن للاغتصاب على الرغم من أنهن مازلن لم يدركن معنى الكلمة، والتقت كذلك بأناس فقدوا عائلاتهم بالكامل من جراء انتهاكات التنظيم المتطرف.

ولكن تبقى الحاجة لتعاون الحكومة العراقية حتى يمكن محاسبة الميليشيات المتطرفة العاملة مع التنظيم، خاصة وأن العراق وسورية لا يخضعان لولاية المحكمة الجنائية الدولية، حيث يمكن للحكومة العراقية السماح للمحكمة بالنظر في الجرائم التي ارتكبها التنظيم داخل أراضيها، وهو الأمر الذي مازالت لم تقوم به الحكومة حتى الان.

وربما تشعر الحكومة أن مثل هذا الإجراء سيفتح الباب أمام إجراءات مماثلة تجاه الميليشيات الموالية لها، كما أنه من الصعب التمييز بين "داعش" وغيرها عند الحديث عن جرائم الحرب التي أرتكبت في المناطق الخاضعة لسيطرتها في سورية والعراق. ويبدو أن الخيار الحالي، والذي يتم مناقشته من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، هو تشكيل لجنة مختصة للتحقيق في تلك الجرائم، سواء التي ارتكبت بحق اليزيديين أو غيرهم، وهو الأمر الذي دعت إليه الفتاة اليزيدية عند حديثها، وطالبت بتشكيل محكمة خاصة لمحاكمة مقاتلي "داعش" باعتبارهم مجرمي حرب. ولا يمكن أن نحتمل وجود جماعات متطرفة تذبح الشعوب وتدمر الحضارات والثقاقات، وذلك لضمان حرية الناس في تحديد حياتهم الشخصية، وبالتالي عدم السعي إلى فرض أفكارهم على أي شخص أخر.

وتابعت "علينا بقبول الحرية الدينية وقبول الاختلافات أينما ظهرت. يجب علينا كذلك أن نتأكد أن جميع البرلمانات تدرك وتعرف جيدا ماذا حدث لنا. وأكدت أن حوالي 18 شخصًا من عائلتها إما قتلوا أو اختفوا، موضحة أن اليزيديين، والذين اتخذ أجدادهم جبل سنجار مكانًا لحياتهم منذ عشرات السنوات، فشلوا في العودة لقراهم رغم طرد ميليشيات التنظيم المتطرف من المنطقة التي سيطروا عليها في آب/أغسطس 2014، منذ أكثر من عام.

وربما يكون السبب في ذلك قيام التنظيم المتطرف بتلغيم المنازل بالديناميت إبان خروجهم من المنطقة المتواجدة في شمال العراق، إضافة إلى القواعد الصارمة التي وضعتها حكومة كردستان لنقل السلع إلى الإقليم، وبالتالي أصبح من الصعب نقل المواد اللازمة لإعادة بناء الحياة في الإقليم من جديد. والغالبية العظمى من سكان العراق من اليزيديين، والذين يبلغ عددهم حوالي 500 ألف نسمة، يعانون من التشرد، حيث أنهم مازالوا يعيشون في الخيام التي خصصت لهم منذ عام 2014.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن غالبية اليزيديين لا يشعرون بالرضا من جراء عدم منح الفتاة اليزيدية نادية مراد جائزة نوبل، ولكنهم سعداء بتكريم مجلس أوروبا لها. وتقول الناشطة اليزيدية أمينة سعيد، والتي كانت عضوا في البرلمان العراقي، أنها شاهدت الحدث على الهواء مباشرة، وكانت تشعر بسعادة بالغة من جراء تكريم نادية، موضحة أن الفتاه ضحية للتنظيم المتطرف، وتكريمها يعني أن المجتمع الدولي يشعر بنا ويشعر بما نعانيه في المرحلة الراهنة من جراء انتهاكات التنظيم المتطرف بحقنا.

وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي نصف مليون يزيدي تم اختطافهم من قبل تنظيم داعش  في 2014، بينما مازال هناك حوالي ثلاثة ألاف شخص مازالوا تحت الأسر في قبضة التنظيم المتطرف، وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة الإصابة بالاكتئاب وزيادة معدلات الانتحار بصورة كبيرة. وفي خطابها أمام الأمم المتحدة في ايلول/سبتمبر الماضي، قالت الفتاة العراقية نادية مراد أن تكرار الحديث عن معانتها أصبح بمثابة عبء شديد عليها، موضحة أنها لم تتعلم إلقاء الخطابات، كما أنها كذلك لم تولد لتلتقي بزعماء العالم أو حتى لتحمل على عاتقها قضية بهذا الثقل.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نادية مراد تحصل على جائزة فاتسلاف هافيل من مجلس أوروبا نادية مراد تحصل على جائزة فاتسلاف هافيل من مجلس أوروبا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya