رغم أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، حاولت في لقاء مباشر مع "إذاعة LBC " البريطانية، تخفيف المخاوف من انعكاسات خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي، إلا انها تعرَّضت لهجوم من المتصلين بالإذاعة هاتفياً خلال المقابلة، وذلك بعدما وجه اليها المذيع أسئلة حول الأدوية والمنتجات المصنوعة في أوروبا والتي يعتمد عليها السوق البريطانية.
ووفقاً لصحيفة "ديلي ميل"، فقد وصف المتصل جون، من "غيلينغهام" ، الرئيسة ماي بـ "تشامبرلين " العصر الحديث ، وهو رئيس الوزراء الشهير الذي زعم أنه كان السبب في "السلام الذي نعيشه في عصرنا الحالي"، حيث كان أجرى مفاوضات مع الزعيم الألماني النازي أودولف هتلر، من أجل انهاء الحرب العالمية الثانية، فقط لإرضاء قوة اجنبية.
وسأل جون، رئيسة الوزراء: "هل تعتبرين نفسك تشامبرلين العصر الحديث ، الذي ذهب أيضا إلى أوروبا وتفاوض مع قوة أجنبية وعاد بعد استرضاء تلك القوة الأجنبية ولم يقف بجانب شعبه"؟ وأضاف: "أود منك أن تدافعي عن بلدنا وأن تدافعي عن الأفضل لنا، إن استرضاء قوة أجنبية وحبسنا للأبد لا يفعل ذلك". فأجابت رئيسة الوزراء قائلة: "لن نقوم بشيء لا نريده أو ضد مصلحتنا".
ودعا عضو مجلس النواب الداعم لحزب المحافظين دان تيرنر، من لاوث ، ماي إلى التنحي ، قائلاً انه "أثنى على محاولات رئيسة الوزراء توقيع اتفاق بريكست مع الاتحاد الأوروبي في البداية، لكن للأسف لم ينجح ذلك في ما بعد".
وسألها: " أخبريني لماذا تعتقدين أنك يجب أن تظلي في منصب رئيسة الوزراء حتى بعد فشلك - على الرغم من نواياك الحسنة بلا شك - من حيث الالتزام بنتيجة الاستفتاء"."إذا كنت لا تستطيعين أن تفعلي ذلك ، فأنا أطلب منك بكل احترام أن تفعلي الشيء الصحيح للمصلحة الوطنية والاندفاع للسماح لشخص آخر بأخذ زمام المبادرة".
وردَّت ماي قائلة: "أنت محق تماماً بالنسبة لكثير من الناس الذين صوتوا بإجازة الخروج ، ما أرادوا فعله هو التأكد من أن القرارات بشأن أشياء مثل التي يمكن أن تأتي إلى هذا البلد ستأخذ من قبلنا هنا في المملكة المتحدة ، وليس من بروكسل ، وهذا بالضبط هو ما توصل إليه الاتفاق الذي قمنا به".
وبكى مؤيد سابق للبريكست في مداخلة له ضمن المقابلة، مقدما اعتذاره لبريطانيا كلها لكونه صوت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016. وقال "السبب ما ظننت أننا سنكون أفضل حالا، لكنني كنت مخطئا".
وحاول المذيع تهدئته، قائلا "أنا أعرف صوتك لقد اتصلت سابقا وتحدثنا من قبل" ولكن الرجل بكى، قائلا "أنا أسف.. عما فعلته ببلدي؟ "
وعاد المذيع يقول له إن "اللوم لا يقع عليه هو بل على من روّج للبريكست، وأن الذنب ليس ذنب الرجل وحده لأن الملايين اختاروا التصويت لصالحه".
كما حاولت ماي تخفيف المخاوف حول صفقة "البريكست" بعدما وجه لها المذيع أسئلة حول الأدوية والمنتجات المصنوعة في أوروبا؟ وردت تيريزا ماي بأنها "هي نفسها تعتمد على دواء لمرض السكري، تتم صناعته في الدنمارك".
وكان المذيع يسألها عن مخاوف نقص بعض الأدوية، وإن كان هذا يعنى أن بريطانيا تخزن الأدوية لما بعد البريكست.؟ فقالت ماي: "نحن نعمل على التأكد من أن الأدوية ستكون متوفرة وحسب"، وسألها المذيع مجدداً: "ألا يعني هذا أنها عملية تخزين وأن هناك نقصاً سيحدث؟" فردت قائلة "هذا مجرد احتياط".
وقالت "أنا مريضة بالسكر من النوع الأول واعتمد على الأنسولين يومياً، وما يحدث هو أن الدواء الخاص بي يتم انتاجه في شركة أوروبية من الدنمارك، ولذا أدرك أهمية توفير الدواء".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر