إزاحة الستار عن الشخصية الحقيقية للفتاة المنتحرة والتي تركت رسالتها للعام
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بعد تداول الحادثة على مواقع التواصل باعتبارها أردنية

إزاحة الستار عن الشخصية الحقيقية للفتاة المنتحرة والتي تركت رسالتها للعام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إزاحة الستار عن الشخصية الحقيقية للفتاة المنتحرة والتي تركت رسالتها للعام

الدكتور هاني جهشان مستشار الطب الشرعي والخبير لدى الامم المتحدة في مواجهة العنف
عمان : ايمان يوسف

أكد مصدر أمني أن " الفتاة التي انتحرت وودعت العالم برسالة قبل انتحارها  بعدما  تعرضت للعنف ليست اردنية بحسب ما تداولته المواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي ,موضحا في الوقت ذاته لـ"لمغرب اليوم" ان الاجهزة الامنية على الاقل خلال العامين السابقيين لم تتعامل مع اي حالة انتحار لسيدة او فتاة جراء تعرضها للعنف .
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي انشغلت  خلال اليومين الماضيين  بقصة الفتاة المنتحرة على اعتبار انها اردنية ,لكن الواقع ان الفتاة تونسية والتي تدعى ميساء الشروف  نشرت قصتها في عدد من المواقع العربية والتونسية يوم 24 الشهر الماضي حيث كتبت على صفحتها "حولت رجائي للمعرفة فإني مللت جبني وعجزي عن الإنتحار , لم أعد أبحث عن حل لهذه الحياة ...وكم يزعجني جهلي بالذي يحدث حولي وأنا أشاهد ولا أرى ولا أستشعر شيئا.. إني أفقد إنسانيتي ورغم هذا يزداد التزامي تجاهها .. وكأنني أقدرها خصوصا بعد فقداني لها... كم كنت إنساناً ساذجاً جميلاً . كل هذا .. كل ما حولي .. البشر .. العلاقات الدراسة .. المجتمع .. الاسرة .. لا أرى غير أنها قيود ولا تزيدني إلا بؤساً وقيداً ... تفقدني حريتي وتحد من أفكاري من أحرفي من رموزي بغاية ان أكون فرداُ مكعباً لتحشرني بين الاف المكعبات مثلي فقط ليكونون بنا وبأنفسهم لوحة الوهم الحقيقي الذي يخضعون لها وهم صانعوها .

وفي سياق متصل قال الدكتور هاني جهشان مستشار الطب الشرعي والخبير لدى الامم المتحدة في مواجهة العنف  "للمغرب اليوم" أن أن أغلب دول العالم الثالث،  لا تتوفر لديها الأبحاث الأبحاث الأكاديمية  في مجال شيوع ودوافع محاولات الإنتحار؛ حيث أن هذه المحاولات لا توثق في أقسام المستشفيات إن كان في القطاع العام أو القطاع الخاص، لأسباب عديدة أهمها الوصمة الإجتماعية المرتبطة بالإنتحار وإخفاق الأطباء من التأكد من أنها محاولة إنتحار وكذلك بسبب ضعف الإلتزام بتوثيق حالات المراجعين للمرافق الطبية بشكل عام, موضحاً أن  الوفيات الناتجة عن الإنتحار والتي يتم الكشف عليها في المركز الوطني للطب الشرعي في الأردن فتتراوح ما بين 50-60 حالة سنويا .حيث أن أغلب  المنتحرين هم من الفئة العمرية 18 إلى 45 ونادرا جدا ما يسجل حالة إنتحار لدى الأطفال وهذه لم تتجاوز الثلاثة حالات في السنوات الثمانية الماضية، علما بأن هناك خطورة في الفئة العمرية من 18 -19 بسبب الكرب المتعلق بامتحان الثانوية العامة.
وأكد جهشان بعدم وجود حالات لا يتم التبليغ عنها أو يتم طمس ظروفها معتبراً أن هذا الأمر صعبا لدرجة تصل الى المستحيل .
اما عن اكثر الوسائل المستخدمة في الاردن بالانتحار اشار جهشان اولا ان الذكور ينتحرون بنسبة ضعفي الإناث، أما انماط الإنتحار في الأردن فتتمثل في استخدام الاسلحة النارية لدى الذكور واطلاقها بإتجاه الراس  ,ولوحظ أن هناك نزعة لدى النساء بإستخدام العقاقير والسموم أو حرقهن أنفسهن ولم يسجل أنهن أستخدمن الأسلحة النارية، إما الشنق فهو الطريقة التي تستخدمها أغلب العاملات في المنازل (الخادمات) والتي تصل نسبتهن إلى نصف النساء المنتحرات حيث أن اختيار وسيلة الإنتحار يعتمد مباشرة على توفرها في البيئة المحيطة وعلى ثقافة الشخص المنتحر، فتستخدم الأسلحة النارية بكثرة كوسيلة إنتحار في الدول التي تبيح وجودها لدى المواطنين مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكذا الحال في الأردن.
أما أسباب الانتحار فيعزيها جهشان الى الاكتئاب والفصام واضطرابات المزاج واضطرابات الثنائية القطب (وهي حالة تتميز بفترات من الاكتئاب تتناوب مع فترات من الابتهاج)، القلق واضطرابات التواصل مع الأخرين، والشعور بفقدان الأمل. وتشكل عوامل الخطورة هذه ما نسبته 65 إلى 90% من دوافع الإنتحار. كما أن لتناول الكحول والمخدرات دورا هاما في الإنتحار، وهذه مرتبطة ايضا بوجود الاضطرابات النفسية وبالتالي الإنتحار. وقد يكون الإنتحار عاقبة لإمراض شديدة ومؤلمة وخاصة تلك التي تسبب العجز كالإعاقة الجسدية أو المتعلقة بالوصمة كالإيدز.
تشكل حوادث الحياة المناوئة كفقدان شخص عزيز، والصراعات بين الأشخاص إن كان داخل الأسرة أو خارجها، والمشاكل القانونية والاقتصادية عوامل تهيئ لحصول الإنتحار وهذا أيضا مرتبطة مباشرة بحدوث اضطرابات نفسية.
واعتبر جهشان ان وجود سابقة تعرض خلالها الشخص في طفولته للعنف الجسدي أو الجنسي يؤدي إلى زيادة إحتمال قيامه بالإنتحار في فترة المراهقة أو بعمر اليافعين. كما وأن طبيعة التوجه الجنسي (الشذوذ الجنسي) يزيد من خطر الإنتحار في مرحلة المراهقة بسبب العزلة والكرب والوصمة الإجتماعية وما يرافق ذلك من تعود على الكحول والمعاناة من اضطرابات نفسية.

فيما يختص بالأسرة أظهرت الدراسات وجود زيادة في النزعة للإنتحار في حالات الزواج المبكر وفي حالة وجود العنف الأسري، وفي حالات الطلاق ووفاة الزوج أو الزوجة (الترمل).
العزلة الإجتماعية على مستوى الأسرة والإخفاق بالتواصل الاجتماعي على مستوى الفرد تشكل عوامل خطورة للإنتحار وإن كانت غير مباشرة.  
 
واشار جهشان ان إن الإنتحار مشكلة صحة عمومية تتطلب التداخل المباشر من الدولة للوقاية منها وللتعامل مع عوامل الخطورة المولدة لها، فهناك ضرورة ماسة لتطوير الخدمات العلاجية والوقائية في مجال الطب النفسي، والتي هي ليست بأحسن حال في العديد من الدول العربية، ويتوقع من الخدمة النفسية أن تشمل مركبة رئيسية وهي الاستجابة للمشاكل الإجتماعية بما في ذلك العزلة الإجتماعية وعدم القدرة على التواصل مع الأخرين.

توفر الخدمة النفسية الإجتماعية للمرضى النفسيين بشكل عام ليست بديلا عن وجود مراكز وقاية واستجابة لحالات الإنتحار قائمة على مبدأ تعدد القطاعات الطبية والنفسية والإجتماعية وهذه للأسف غير متوفر لغاية الأن في الدول العربية.

يشار الى ان  الشاعر التونسي حمادي خليفي استوحى نصا ادبيا من انتحار ميساء الشروف قال فيه "  من انتحار الفتاة ما كتبه عن قصة الانتحار: "آثار الكدمات الزرقاء والأرجوانية أحيانا تغطي كامل جسدي، بالأمس أشبعني أخي ضرباً لأنه اكتشف أنني أدخّن، كلّ كدَمة تذكرني بنفس من الدخان اللذيذ الذي ملأ خلايا دماغي، ضربني شقيقي الذي يستهلك علبتين من السجائر يوميّاً".  "الموت، تلك الكلمة الكبيرة، كم يغريني الموت لو تعلم، ويدفعني كلّ يوم نحوه، حين أكتشف أننا لا نحيا، بل نحن في انتظار الموت الذي نخافه، ولكن لا نتوقف عن ذكره في نفس الوقت: نحن نشاهد الموت في الأخبار، نتحدث عنه في المقاهي والبرامج التلفزيونية والدينية والترفيهية، نلبسه في أدبشتنا، بل نحتفي في العيد بذبح حيوان مسالم. نحن، يا صديقي، حتى في أوقات الحب الجنوني، نهتف: نموت عليك!". ليختم بالقول: "أنا لم أعد أطيق الموت، أريد أن أولد، أن أخلق نفسي من ممرات جديدة/ مخيفة، هذا العالم - يا صديقي - لم يعد يتسع لي، أريد جنانا فسيحة وسحابات أحلم فوقها، أريد أن أحيا. سيأخذني هذا الحبل بعيدًا بعيدًا، هذا الحبل الطري سيخنقني بوطأة أقل بكثير مما أختنق كل يوم" -

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إزاحة الستار عن الشخصية الحقيقية للفتاة المنتحرة والتي تركت رسالتها للعام إزاحة الستار عن الشخصية الحقيقية للفتاة المنتحرة والتي تركت رسالتها للعام



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya