ذكرت أم الجهادي الإيطالي، من أصل مغربي، والذي شارك في هجوم جسر لندن، أنه أراد منها الذهاب إلى سورية معه، ووفقًا لما ذكره موقع "الديلي ميل" البريطاني، كان يوسف زغبة "22 عامًا" أحد المهاجمين الثلاثة الذين قتلوا ثمانية أشخاص وأصابوا 48 آخرين بجروح في الهجوم الذي وقع مساء السبت الماضي.
وقالت والدته فاليريا خديجة كولينا، والتي اعتنقت الإسلام، إنها مصابة بالخزي جراء أفعال ابنها، مشيرة إلى أنها خشيت على ابنها بعد اعتقاله في مطار بولونيا العام الماضي أثناء محاولته السفر إلى سورية، مضيفة لموقع "بي بي سي": "قالي لي أقبلي يا أماه دعينا نعيش في سورية، فهنالك الإسلام الحق".
وتحدثت كولينا للصحافيين في منزلها في قرية في وسط إيطاليا، حيث عادت إليه بعد انفصالها عن والد زغبة، الذي كانت تعيش معه في مدينة فاس في المغرب، قائلة: "أستطيع أن أتفهم مأساتي الشخصية، ولكن ليس لدي الشجاعة لمقارنة ألمي بأسر الضحايا، كما أنني أخجل من القول "أنا أيضًا أم، أنا أيضًا أعاني". وأدانت كولينا أفعال ابنها لتقول: "إنه أمر فظيع، كان ينبغي أن لا يحدث ويجب ألا يحدث مرة أخرى، وسأفعل كل ما في وسعي لمنع ذلك، فنحن بحاجة إلى المزيد من التثقيف للشباب".
وكان زغبة، الذي ولد في فاس، قد ودع أمه الإيطالية في بولونيا قبل يومين من دهس سيارة لمدنيين أبرياء في العاصمة، وذكرت كولينا للصحيفة الإيطالية L'Espresso ، أنه اتصل في وقت مبكر من بعد ظهر الخميس، قبل يومين من فعلته، قائلة: "بإمعان النظر في ذلك الأمر، يُفهم من طريقة وداعه أنه الوداع الأخير، يمكن أن أشعر بذلك من خلال نبرة صوته. "
وتابعت فاليريا: "عندما يخطئ الأطفال، الآباء يشعرون دائمًا بالذنب، فعلت قصارى جهدي ولقد دققنا دائمًا في صداقاته ونتأكد من أنه لا يرافق الأشخاص السيئين.. ولكن كان لديه الإنترنت الذي كان مصدر كل شيء"، مدينة أعمال ابنها وتوصلت إلى أقارب ضحاياه.
وأضافت فاليريا: "يمكن للأم أن تفهم ألم أم أخرى، وأنا أعلم أنه لا يمكن القيام بشئ حيال ذلك، ولكن أنا على استعداد للقيام بكل ما يمكن أن يحقق السلام"، مواصلة "أدرك أن طلب الغفران لا يعني أي شيء، ولهذا السبب أتعهد بنفسي وأعدك بأن أخصص حياتي لعدم السماح بذلك بعد الآن".
ومما يبعث على الانزعاج أن الزغبة تم توقيفه في طريقه إلى الدولة التي مزقتها الحرب العام الماضي، وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام الإيطالية، وقد تم إيقافه في مطار بولونيا في العام الماضي مع تذكرة ذهاب إلى أسطنبول، يحمل حقيبة ظهر وجواز سفر وهاتف جوال يضم أفلام دعاية لتنظيم "داعش"، وقال للسلطات حينها: "سأكون إرهابيًا".
ويوضح مسؤولون في إيطاليا، أنهم أبلغوا السلطات البريطانية بزغبة، لكنه كان قادرًا على دخول بريطانيا والحصول على وظيفة في مطعم في لندن، وذكر مصدر في المخابرات الإيطالية أن زغبة تم تبرئته منذ ذلك الحين من تهم إرهابية لكنه كان على قائمة "المعرضين للخطر".
وقد اتصلت قاعدة إيطالية لمكافحة الإرهاب في روما على الفور بالاستخبارات البريطانية "إم أي 5"، وفقًا للمصدر نفسه، إلا أن السلطات البريطانية لم تعثر على أي ملفات تتعلق بزغبة ولم تجد اسمه في "قوائم المراقبة"، وتشير التقارير في إيطاليا إلى أن الشاب البالغ من العمر 22 عامًا حصل منذ ذلك الحين على "وظيفة موسمية" في مطعم في لندن، واستمر في التحدث إلى والدته بشأن العودة إلى المنزل.
وبينت عمته، فرانكا لامبرتيني، التي يعيش في منزل مجاور لفاليريا: "كان فتى رائعًا، ولكن الآن لا أستطيع أن أقول ذلك عنه بعد الآن"، مضيفة "رأيته قبل بضعة أشهر، ربما منذ أربعة أو خمسة أشهر، وكان يبدو عاديًا، ذهب إلى لندن للعثور على وظيفة مع أقارب والده، على زعم قوله"، ومردفة أن "فاليريا عادت من المغرب قبل عامين، وقالت إنها لم تكن سعيدة بعد الآن لكنها لم تخبرني لماذا، حيث كانت ترتدي النقاب، ولكن الآن ترتدي فقط الحجاب، سألتها دائمُا لماذا؟ لكنها قالت إنها تحب ذلك وشعرت بالراحة حيال ارتداءه ".
وأكدت الشرطة أن زغبة لم يكن "موضوع اهتمام"، إلا أن الادعاءات في إيطاليا ستثير المزيد من التساؤلات بشأن أجهزة الأمن حول سبب عدم مراقبة المهاجمين الثلاثة، ويعتقد أن المسؤولين الإيطاليين حملوا اسمه على قاعدة بيانات واسعة في أوروبا بدلًا من الاتصال بالسلطات البريطانية مباشرة.
وتبين صفحة "لينكدين" التي تحمل اسمه، أنه يعمل لدى فندق ماريوت في ريجنت بارك، ولكن نفت السجلات وجود ذلك الأمر، وصرح متحدث: "بعد استجوابكم في مطلع هذا اليوم لفندق ماريوت بشأن السيد زغبة، قمنا بفحص دقيق لسجلاتنا وليس لدينا أي سجل له كموظف في الفندق، وتحدثنا أيضًا إلى جميع شركائنا في مكاتب السفريات الذين يوردون العمال المؤقتين وليس لديهم أي سجل له موجود في دفاترهم".
وكشفت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أنها ستطلب من الشرطة والأمن القيام باستعراض أمني بعد أن شن ثلاثة متطرفين هذا الهجوم الدامي على جسر لندن، قائلة لسكاى نيوز: "MI5 والشرطة قد قالوا بالفعل أنهم سوف يستعرضون كيفية تعاملهم مع حادث مانشستر، وأتوقع منهم أن يفعلوا نفس الشيء تمامًا فيما يتعلق جسر لندن".
وتابعت ماي "ما يجب على الحكومة القيام به هو إعطاء المزيد من الصلاحيات للشرطة والأمن عندما يحتاجون إليها، الحاجة للتعامل مع هذه المسألة من الإرهاب والتطرف على الإنترنت، ويجب أيضًا أن تكون قادرة على التعامل مع التطرف هنا في المملكة المتحدة. "
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر