الخرطوم- المغرب اليوم
بعد عقود مما يعتبر تمييزًا سلبيًا ضدهن، باتت الفرصة مواتية أمام السيدات السودانيات للمشاركة بصورة أكبر في الحياة العامة، تصل إلى فك احتكار ممارسة الرجال لكرة القدم.
وتم الإعلان بالخرطوم، السبت، عن بدء دوري كرة القدم السوداني للسيدات الذي يعد أول منافسة رسمية لهذا النشاط بالبلاد.
ومن المتوقع أن تنطلق المنافسة الإثنين، في استاد الخرطوم، وبشكل متاح لفرجة الجميع.
وتعليقاً على الحدث، قالت الناشطة النسوية ويني عمر للعربية.نت، إن ممارسة النساء السودانيات لكرة القدم تعد "خطوة مهمة لامتلاك النساء لأجسادهن وإثبات قدرتهن على فعل ما يرغبن فيه".
أقرا ايضا:
تفاصيل مثيرة بشأن وضع الزوجة الثانية لـ"عمر البشير" قيد الإقامة الجبرية
ولم تكن الخطوة متاحة إبان حقبة الرئيس المخلوع عمر البشير الذي أطاحت به ثورة شعبية في أبريل/نيسان الماضي، شاركت فيها النساء بشكل لافت مكنهن من الظهور في المجال العمومي بشكل أفضل.
وبعد الثورة، حصلت أربع وزيرات على حقائب وزارية في حكومة رئيس الوزراء للفترة الانتقالية عبد الله حمدوك، من بينهن أول وزيرة خارجية في تاريخ السودان، إلى جانب حصول سيدتان على مقعدين في المجلس السيادي الانتقالي الذي يمثل سيادة البلاد.
ومن المتوقع أن تدير المباريات التي تنظمها لجنة كرة القدم للسيدات بالاتحاد السوداني لكرة القدم، 23 حكمة، يحمل بعضهن الشارة الدولية.
"زي رياضي يراعي خصوصية السائد"
وقالت المعلقة الرياضية التلفزيوينة السابقة، والمسؤولة الحالية عن كرة القدم النسائية في الاتحاد العام ميرفت حسين للعربية. نت إن دوري السيدات سينطلق بمشاركة (21) فريقا من العاصمة الخرطوم ومدن أخرى مثل الأبيض، كادوقلي، مدني.
وأبدت حسين نت تفاؤلها بنجاح تجربة كرة القدم النسائية رغم بعض الصعوبات التي قد تعتريها كنشاط جديد على النساء يمارسنه في مجتمع محافظ.
وفي وقت تساءل البعض عن الزي الذي قد يرتدينه، أكدت أن اللاعبات سيلتزمن بزي رياضي يراعي خصوصية السائد من الثقافة السودانية.
وسبق للسيدة سلمى الماجدي، الحصول على لقب أول مدربة محترفة لممارسة تدريب كرة القدم بين الرجال، واستطاعت تدريب عدة فرق تشارك في منافسات الدوري الممتاز.
من جهتها، توقعت ويني عمر الحاصلة على الماجستير في دراسات حقوق الإنسان أن يظل الصراع مستمرا لما بعد كرة القدم، وذلك بين نمطين من الحياة الذكورية والنسوية، من واقع "التحدي القانوني والثقافي الذي يحتضن كثير من الممارسات التي تكبح حركة المرأة في السودان".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر