نساء يلذن بالفرار من جحيم داعش ويكشفن عن أحداث مروعة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

فرض عليهن أزواجهن التدريب على تنفيذ عمليات انتحارية

نساء يلذن بالفرار من جحيم "داعش" ويكشفن عن أحداث مروعة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - نساء يلذن بالفرار من جحيم

نساء يلذن بالفرار من جحيم "داعش"
دمشق ـ نور خوام

 قررت عائشة البالغة من العمر 32 عامًا وهي أم لطفلين، الفرار من منزلها في الموصل، حينما صدرت فتوى تقول إن الزوجة ينبغي عليها طاعة زوجها في جميع الأمور بما في ذلك أن تصبح انتحارية.

وأكدت عائشة أنَّ زوجها الذي كان يحضر إلى البيت مرة واحدة في الأسبوع لم يطلب منها بطريقة مباشرة أن تصبح انتحارية؛ ولكنه قد بدأ تدريجيًا في الحديث عن الأمر، حيث أصبح زوجها أخيرًا يحضر إلى البيت كل يوم وقد طلب أخيرًا منها بأن تتابع دورات تدريبية توضح كيف للمرأة أن تقدم الدعم للمجتمع من خلال روحها وجسدها.

وأوضحت أنَّها ذهبت بالفعل ولم تحضر سوى يومين فقط من هذه الدورة التدريبية جنبًا إلى جنب مع الكثير من النساء، حيث أصابها الذعر من هول ما سمعته، مشيرة إلى أنَّ الأمر كان أشبه بعمل غسيل للمخ حيث يتم تعليم المرأة بأن تضحي بالأشياء الدنيوية الرخيصة من خلال الدم والروح من أجل نصرة أشياء أغلى وهي الدين والرب والنبي والأهم من كل هذا الحياة الأبدية في الآخرة.

وبالطبع لم تقتنع عائشة بهذه التعاليم وكانت تفكر في مصير أطفالها وكيف ستخرجهم من الوضع الذي وجدت نفسها تورطت فيه ومن ثم فقد امتنعت في اليوم الثالث عن حضور هذه الدورة التدريبية وادعت المرض وأن ابنها أيضًا قد أصيب بنزلة برد وأن عليها ملازمة المنزل.

واستعانت بابن عمها الذي يقيم في زاخو شمال غربي إقليم كردستان الذي ساعد كثيرين في الهرب من الموصل وكانت تكلفة الهروب من الموصل ألف ومائتان دولار، وبالفعل هربت بصحبة ابنها وبنتها وقت صلاة الجمعة بعد ترتيب جميع الأمور مع ابن عمها.

واعترفت عائشة بأنَّه تم إجبارها على التعهد بالطاعة المطلقة لزوجها حتى عندما تعلق الأمر بالتفجير الانتحاري وما حدث لها يكشف عن الخضوع الكامل للمرأة في ظل سيطرة تنظيم "داعش" والتي نصبت نفسها للحكم، فالمرأة لا يسمح لها بأن تترك منزلها دون أن يرافقها أحد أقاربها من الرجال، حيث إذا خالفت ذلك وتم توقيفها من قبل مقاتلي "داعش" أو المسؤولين داخل التنظيم فإنهم يرجعونها إلى منزلها بينما ينال زوجها ما بين 40 إلى 80 جلدة لأنه سمح لها بالخروج وحدها.

 ويجب على المرأة عند خروجها أن ترتدي النقاب وهي الملابس التي تغطي رأسها ووجهها، بيد أن المرأة لا تعامل بمثل هذه الطريقة في أي مجتمع آخر على الأرض ولا حتى في المملكة العربية السعودية التي تحظر على المرأة قيادة السيارة أو في أفغانستان التي تتعرض فيها مدارس الفتيات للهجوم والحرق.

وأبرزت عائشة أنَّ زوجها كان يعمل ضابطًا في الجيش العراقي حتى استولى "داعش" على الموصل المدينة العربية التي يعتبر معظم قاطنيها الذين يبلغ تعدادهم اثنين مليون شخص من المسلمين السنيين فقتلت الكثير من معارضيها من الشيعة واليزيديين كما دفعت المسيحيين إلى مغادرة الموصل والمدن المحيطة.

 وكان ضمن المسلمين السنيين الذين أعلنوا التوبة هو زوج عائشة الذي قدم خدماته لـ"داعش" كجندي في الوقت الذي لم يصارح عائشة عن اتجاهه الجديد بالانضمام لـ"داعش"، حيث تغيَّر سلوكه كثيرًا منذ ذلك الحين وكان يجني الكثير من المال والغنائم والأشياء الثمينة نظير عمله داخل التنظيم.

واستولت عائشة حينما هربت من منزل زوجها على جزء من مدخرات زوجها قدرت بنحو ستة آلاف دولار، فضلًا عن المجوهرات التي تخصها وقد بررت ذلك بأنها دفعت مبالغ كبيرة حتى تصل أخيرًا إلى تركيا.

ولم تكن عائشة وحدها هي من هربت من محاولات التأثير على الفكر من قبل تنظيم "داعش"، فهناك أيضًا سيدة أخرى متزوجة رفضت الكشف عن اسمها الحقيقي؛ وفضّلت مناداتها بنورا وهي تبلغ من العمر 36 عامًا والتي لاذت بالفرار برفقة زوجها وأبنائها الست وقد وصلت إلى أربيل في الـ22 من آذار/ مارس والسبب الرئيسي في ذلك هو إنشاء "داعش" مخيمات يتم فيها تدريب المراهقين من الشباب ممن هم في العمر بين 12 و16عامًا على التفجير الانتحاري والذي كان التنظيم يطلق عليه "شرف الاستشهاد".

وعلى الرغم من أنَّ العائلات كان بإمكانها دفع غرامة وعدم إرسال أبنائها إلى هذه المخيمات إلا أن التدريب أصبح إلزاميًا في وقت لاحق.

ويختلف موقف نورا عن عائشة، حيث لم يكن لديها هي وزوجها ما يكفي من المال نظرًا إلى أن زوجها لا يعمل ومن ثم فقد كان تردي الأوضاع في الموصل سببًا آخر دعا نورا وعائلتها لمغادرة البلاد.

وأفادت بأن الأشخاص في الموصل لا يجدون وظائف متاحة ومن ثم يعرضون خدماتهم لـ"داعش" من أجل الحصول على المال، حيث لا يوجد خيارات أخرى، كما أن الحياة أصبحت صعبة في ظل عدم وجود إمدادات بالكهرباء ولم يكن لدى نورا وزوجها المال الكافي لاقتناء مولد كهرباء.

وأشارت إلى أنَّ أسطوانة الغاز كانت باهظة الثمن، حيث تقدر تكلفتها بنحو ثمانون ألف دينار عراقي (66 دولارًا)، كنا أن أسعار الخضروات والفاكهة كانت مرتفعة، فضلًا عن النقص في المياه النظيفة.

وتمثل عائشة ونورا نموذجًا لرفض السياسات التي تنتهجها "داعش" إلا أنهما يختلفان حول مصير "داعش"، فعائشة لا تعتقد بأنّ "داعش" سيتعرض للهزيمة على الرغم من الأزمة المالية التي يتعرض لها وحجتها في ذلك هو أنَّ التنظيم لديه حلول للخروج من أزمته الحالية بفرض غرامات على الأشخاص الذين يغادرون الموصل بعد الحصول على الإذن.

وتؤمن نورا بأنَّ "داعش" سيتعرض للهزيمة؛ ولكن ليس عن طريق الغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وإنما بسبب نفاذ المال من التنظيم وتفشي ظاهرة الرشوة بحيث أصبح الفساد منتشرًا بين عناصره.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء يلذن بالفرار من جحيم داعش ويكشفن عن أحداث مروعة نساء يلذن بالفرار من جحيم داعش ويكشفن عن أحداث مروعة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:57 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ميلويفيتش يعلن رحيله عن تدريب ريد ستار بلجراد الصربي

GMT 19:12 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

التنورة ليست مجرد رقصة!

GMT 05:59 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

أرقام قياسية حطمها مونديال روسيا 2018

GMT 21:08 2018 الجمعة ,23 آذار/ مارس

صلاح يسجل الهدف الأول للمنتخب المصري

GMT 08:07 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

توقيف طبيب عالمي شهير بسبب مواطنة مغربية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya