لبلوح أو تسمين الفتيات من أجل  موائمة الزواج  تقسم الموريتانيين بين مؤيد ومعارض
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"لبلوح" أو تسمين الفتيات من أجل موائمة الزواج تقسم الموريتانيين بين مؤيد ومعارض

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

تسمين الفتيات
نواكشوط - المغرب اليوم

تجنبُ الرجل الموريتاني بطبعه الزواج من المرأة النحيفة التي ترتبطُ في المخيلة الشعبية للموريتانيين بالقبح والفقر والحرمان، وانطلاقًا من نظرة المجتمع التقليدية التي تحترم الفتاة البدينة باعتبار سمنتها عاملًا محفزًا لزواجها المبكر وأيقونة لثراء عائلتها ومكانتها الاجتماعية، تلجأ العديد من القبائل الموريتانية من سكان الأرياف وحتى الحضر الى التمسك بعادة تسمين الفتيات، وهي العادة التي تعرف محليا بـ"لبلوح".

و"لبلوح"أو "التبلاح" هو اخضاع الفتاة لنظام غذائي معين لمدة شهر لفترة غير محددة، تشرف عليه عادة طاعنات في السن من خلال برنامج يومي يتطلب من الفتاة الامتثال لفترة نقاهة وعدم التعرض للشمس، وتناول الوجبات الدسمة، مثل لحم البقر المشوي والكسكس باللحم ، إضافة إلى شرب أكثر من 5 لترات من حليب الإبل أو البقر أو الضأن بشكل يومي.

وأثناء عملية التسمين القسرية، تتعرض الفتاة الى إكراه نفسي وبدني وأحيانًا الى الضرب من قبل المشرفات على عملية تسمينها ،وذلك باستعمال آلة خشبية يطلق عليها محليا "أزيار" صنعت خصيصًا لهذا الغرض.

وخلال تلك الفترة لا يسمح للفتاة التي أصبحت بحكم التقاليد أقرب للزواج بالشعور بالجوع، ويقدم لها بين الفينة والأخرى أعشابا تقليدية تساعد على الهضم و تنظيف الأمعاء، كما يحرم عليها أثناء هذه الفترة القيام بأي مجهود عضلي يمكن أن يفقدها الوزن الذي اكتسبته ، حيث تقضي أغلب ساعات يومها ما بين النوم أو الأكل مع السماح لها في المساء بممارسة لعبة "أكرور" الشعبية التي لا تتطلب أي جهد أو حركة.

ويقولُ الاخصائي الاجتماعي "أحمد ولد محفوظ" ان آخر دراسة مسحية أجرتها وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة الموريتانية كشفت أن عملية تسمين الفتيات بغرض الزواج متأصلة داخل المجتمعات ،حيث تنطلق مع سن العاشرة وأحيانًا منذ السادسة، وتتواصل لفترة تمتد من عام إلى أربعة  في غالب الأحيان وقد تطول المدة لأكثر من ذلك .

وأكدت الدراسة أن عملية التسمين لا تتوقف إلا بعد أن تحمل الفتاة أكوام اللحم والشحم وتصبح بدينة بالكامل.
وأضافت الدراسة وفقًا لموقع "أصوات الكثبان" أن ما بين 55 و60 في المائة من النساء اللائي استطلعت آراؤهن، مقتنعات بفوائد السمنة ومزاياها، بل إن كل امرأتين من أصل خمس نساء موريتانيات، عبرن عن قناعتهن بأن السمنة تزيد المرأة جمالًا وتجعلها محط إعجاب الرجال والنساء، وأن المرأة السمينة أجمل بكثير من المرأة النحيفة.

وأثبتت الدراسة أن نسبة 55 في المائة من الرجال يعتبرون نحافة المرأة عيبًا ونقصًا، بل إن بعض المستجوبين يعتبر أنه لا يمكن الحديث عن جمال المرأة إذا كانت نحيفة، مهما بلغت درجة وسامته، مضيفًا  أن ارتباط الجمال لدى الموريتانيين بالسمنة ضارب في القدم، رغم مخاطرها الصحية
والنفسية على الفتيات اللاتي يتعرض للتسمين القصري.

ويؤكدُ ولد"محفوظ" أنه وبالرغم من أن نحافة المرأة هي معيار الجمال لدى أغلب شعوب العالم ، الا أن الموريتانيين يشكلون بذلك استثناءًا نظرًا لخصوصية مجتمعاتهم المعقدة والتي هي خليط من تقاليد العرب والبربر والأمازيغ والزنوج.

 وعن تأثيرات التسمين القصري على الفتيات، يقول "سيد امحمد ولد عثمان" أخصائي أمراض القلب والشرايين انها كارثية، معتبرًا  أن السمنة الإجبارية على الطريقة الموريتانية تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي والسكري وارتفاع ضغط الدم، كما أنها تعتبر من أكبر العوائق في وجه التنمية

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبلوح أو تسمين الفتيات من أجل  موائمة الزواج  تقسم الموريتانيين بين مؤيد ومعارض لبلوح أو تسمين الفتيات من أجل  موائمة الزواج  تقسم الموريتانيين بين مؤيد ومعارض



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya