مغربيات يتبارين على مهنة مأذون شرعي بعد فتوى نادرة في العالم الإسلامي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مغربيات يتبارين على مهنة مأذون شرعي بعد فتوى نادرة في العالم الإسلامي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مغربيات يتبارين على مهنة مأذون شرعي بعد فتوى نادرة في العالم الإسلامي

مغربيات يتبارين لتولي مهنة مأذون شرعي
الدار البيضاء - المغرب اليوم

تجمع مئات الشباب والشابات أمام كلية الآداب في الرباط صباح الأحد في مشهد مألوف عادة في المغرب، لكنها المرة الأولى تحضر فيها نساء للخضوع لمباراة لتولي مهنة "مأذون شرعي" التي ظلت حكرا على الرجال لأسباب دينية. وبات بإمكان النساء ممارستها بناء على فتوى رسمية نادرة في العالم الإسلامي وأثارت جدلا لمخالفتها التقليد السائد بمنع المرأة من تولي هذه الوظيفة بدعوى أن شهادتها تساوي نصف شهادة رجل، وبفضل هذا القرار تقف اليوم إلهام (25 سنة) قادمة من مكناس (وسط) بين المرشحين لاجتياز المباراة موضحة "لم يخطر ببالي أن أصبح يوما ما مأذونة شرعية، لكن عندما صدر القرار اعتبرته فرصة لأجرب حظي بما أنني درست الحقوق".

وتقول رفيقتها سارة (25 سنة) الآتية بدورها من مكناس مبتسمة "كان قرارا منصفا، ويعبر عن تقدم ملموس نحو مزيد من المساواة بين النساء والرجال"، وتمثل النساء 40 بالمئة من نحو 19 ألف مرشح يتنافسون على 800 وظيفة جديدة لمأذونين شرعيين سيتم اختيارهم "بناء على الاستحقاق وبدون أي تمييز إيجابي لصالح النساء"، كما يوضح لفرانس بريس مسؤول بوزارة العدل المشرفة على المباراة، والتي تجري بالتزامن في سبع مدن، حسب ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء.

لم تمض دقائق حتى تسابق المرشحون في شكل مختلط نحو مقاعدهم ذكورا وإناثا كما في كل المدرجات الجامعية بالمغرب، وخفتت أصداء الأحاديث الثنائية والضحكات التي كان يرسلها البعض تحت سماء غائمة في مدخل الكلية، بينما ركز آخرون أبصارهم على أوراق أو دفاتر، وتشير كريمة (25 سنة) إلى أنها لم تفكر قط في ممارسة هذه المهنة لولا فتح باب توليها أمام النساء، وتقول الشابة المقيمة بالرباط بينما تبحث عن رقم مقعدها على لائحة معلقة ببهو الكلية، "درست القانون الخاص وأنوي اجتياز كل مباريات المهن القضائية مثل المحاماة أو التوثيق، وعندما سنحت فرصة مباراة المأذونين الشرعيين أردت اقتناصها".

تمارس النساء في المغرب جميع المهن القضائية باستثناء مهنة المأذون الشرعي، وهو بمثابة موثق يشهد على صحة عقود الزواج والميراث والمعاملات التجارية والمدنية، ويعمل تحت وصاية القضاة في مختلف محاكم البلاد. وظلت المطالبة بفتح المهنة أمام النساء تصطدم بالاعتراضات المستندة إلى التأويل التقليدي للدين، ويخول الدستور المغربي الملك حصرا سلطة البث في القضايا الدينية بصفته أميرا للمؤمنين، بناء على آراء المجلس العلمي الأعلى، والذي أصدر فتوى المأذونات الشرعيات بدون أن ينشر نصها بعد.

ولا تستبعد بشرى (32 سنة) القادمة من مدينة أبي الجعد (وسط) أن تواجه المأذونات الشرعيات صعوبات وتحفظات في بيئة محافظة "لأن القرآن ينص على شهادة امرأتين مقابل شهادة رجل (...) لكن تطور المجتمع أتاح الاجتهاد الفقهي بما يسمح للنساء بممارسة هذه المهنة".

وعبر بعض الدعاة والنشطاء الإسلاميين عن رفضهم لهذا الاجتهاد، وخصوصا أنه تزامن مع احتدام الجدل حول مطلب آخر يتعلق بالمساواة في الإرث. ويؤكد الداعية السلفي حسن الكتاني لفرانس بريس "أنا ضد هذا القرار لأنه يخالف الشريعة، ونحن مسلمون واجب علينا الالتزام بالشريعة، وأعتبره سعيا لعلمنة آخر قانون مستمد من الشريعة وخصوصا الإرث".

في المقابل، لقي ترحيبا لدى المطالبين بالمساواة بين الجنسين والذين رأوا فيه نموذجا يحتذى به، ويقول الداعية سابقا محمد عبد الوهاب رفيقي لفرانس بريس "بما أن المجلس العلمي خالف الفقه التقليدي في هذا الموضوع، فهذه فرصة لينسحب الأمر على القضايا الأخرى، ويتخذ منهجية جديدة بالاجتهاد في كل التشريعات التي تغير سياقها الاجتماعي".

وتتوقع بشرى التي درست القانون الخاص وتغطي شعرها بوشاح أبيض مرتدية سروال جينز وسترة خفيفة "أن المجتمع سيكون متفهما، لأن النساء يشتغلن بجدية أكثر وانتاجيتهن في العمل أفضل"، وتدرك إلهام أن "الناس سينظرون إلينا من منظور الشرع، وطبيعي أن تظهر التحفظات في البداية، لكن عندما يلاحظون أن المأذونات الشرعيات يعملن بجد ومثابرة ستزول التحفظات عنهن".

وتختم باسمة "لا مشكلة، فليذهب المحافظون عند المأذونين الذكور وليأت المتحررون عندنا حين نصبح مأذونات شرعيات".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغربيات يتبارين على مهنة مأذون شرعي بعد فتوى نادرة في العالم الإسلامي مغربيات يتبارين على مهنة مأذون شرعي بعد فتوى نادرة في العالم الإسلامي



GMT 21:26 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 17:29 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تورّط شرطي وجندي في التحرّش بسيِّدة مُتزوِّجة في مدينة فاس

GMT 00:06 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مرصد حقوقي يطالب بإنقاذ المغربيات المُهددات بالإعدام

GMT 20:13 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ستيني يقتل شقيقته بعدة طعنات في "بني مسكين"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya