رواية تحتفي بالنساء للروائي السعودي عبد العزيز الصقعبي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

رواية تحتفي بالنساء للروائي السعودي عبد العزيز الصقعبي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رواية تحتفي بالنساء للروائي السعودي عبد العزيز الصقعبي

القاهره ـ المغرب اليوم

هذه رواية تحتفي بالنساء لو كن متواريات داخل سيارة فارهة، أو ذائبات في الغدد الصماء. مقامات النساء للروائي والمسرحي والصحافي السعودي عبد العزيز الصقعبي، والصادرة عن دار جداول 2013. اشتغل على النساء كما يشتغل الموسيقي على المقامات: نهاوند، بيات، كرد، سيكاه، حجاز، مقام عجم، صبا، نهاوند، وما بينهما كانت المواعيد التي تبدأ ب: نظرة، فصوت، فالتفاتة والبقية... ثلاثة رجال ذاهبون في إجازة وعمل من الرياض إلى مسقط. خلوة الطريق الفسيح يفتح أمام المخيلة إغراءات لا تحصى. وفي الطريق يحصل التيه أمام عربة تحمل ثلاث نساء ذاهبات أو عائدات لذات الطريق، ليس مهما إلا هذا الانخطاف الذي ندري سيحصل في ربع الثانية الأولى، وهو يشعل جميع الغوايات والأوهام حول أنفسهم والنساء، فتبدأ بتشكيل المادة الخام للتأليف: "والدي يرغب أن أكون معه، وحلمه أن أكون إمام المسجد الذي يؤذن به حيث يرتفع صوته خمس مرات في اليوم مناديا إلى الصلاة". سرد رشيق، سلس، مشوق. أسئلة حارقة يرميها في الاتجاه الصحيح: " كيف أحلم بامرأة لم أرها جيداً ولم ترني؟ أهو جنون أن نتخيل امرأة أو نساء؟. أنا أبقى مشدوها أمام المرأة. النساء مستمتعات بأدوارهن. هي متعة خاصة.. متعة أن تشعر بالرجولة، ومتعة وجود نساء يهّمهن أن تكون مرتاحاً وسعيداً " يتدخل الراوي ويطلع من النص عدة مرات للمتعة بالذهاب بعيدا: "حتى الآن ما زالت الحكاية عادية، وربما مملّة. ليس هنالك سوى حكاية حسن وأنور وحامد، وضياعهم في مدينة مسقط ". أما النساء فلا نعرف عنهن إلا بحة صوت، وايماءة عبق يدّوخ... و 2 " أنت تكتب رواية، وأنت أيضا.. لماذا لا تكون رواية مشتركة... نحن الثلاثة نكتبها ". اقرأ واهجس، انه سيفعل هكذا، وهذا ما حصل. جلب النساء إلى الكتابة كجرم مشع نتابعه وملحقاته فجميع الأوقات تتسع لهن. المطاردة مستديمة بين الرجال والنساء على الورق وبين الجادات، وحول الوسائد، وما زالت: " بريق أم رشفة ريق؟ ما أجملك بذلك الحريق " الصقعبي يكتب بهدوء، فتشعر كأنه لم يكابد من الصعب والمكبوت، فلم يفتعل في اعتصار الكلمات والمواقف كما تشاء الموضة والسوق. بعثر يوميات الرجال كما تبعثرت أعمارهم، ثم جمعها أمامنا. ترك ل أنور أن يدّون أوراقه ؛ هو الرجل النزوي، متزوج من اثنتين ويلاحق الثالثة في المعرض الالكتروني. غصص اجتماعية شديدة الغور تحدث وستبقى، اشتغل عليها الكاتب ما بين الكشف والأسى بعدما أفسد حليب الرضاعة لعدد من الفتيات والفتيان ومن ذات المرأة علاقات كادت أن تؤدي إلى ويلات: "يا لهذه القطرات من الحليب.. كيف تجمع بين الناس.. أثداء النساء أصابها الجفاف في زمننا الحاضر.. وتحول الجميع إلى الألبان المعلبة.. فهل سيصبح كل البشر إخوة؟". 3 دقق في الشخصيات مليّاً، وأخذ كل واحد من مسقط رأسه ومر عليه في أهم البقاع من وجوده. شخصية حسن الذي يشغف بالغناء، وهو ابن الطائف الذي يرافق والدته للعلاج في لندن، فيتعرف على دعاء الغايب القادمة من السعودية لمرافقة أم مريضة وبصحبة الوالد. صوت هذه الفتاه يذكره بصوت إحدى نساء العربة التي التقى بهن في الطريق إلى مسقط، مر الصوت كالشهاب وانخطف قلبه.: " سنوات طويلة وصوت دعاء الحزين لا يزال يحاصرني وها أنا أسمعه مرة أخرى من امرأة أخرى، هل تلك المرأة هي ابنة دعاء؟ أختها من أبيها؟" في مقام بيات. حامد يريد فتاة "تشبه وفاء ابنة خالي التي تشبه أمي. هل أتزوج امرأة دافعي للزواج الشبه؟ سيرتي الخاصة غير مريحة لأكثر الأسر المحافظة. لست فاسقاً، لست ملحداً ولكنني أسافر كثيراً وأحب الطرب ". يقتحم الروائي خصائص المجتمع المحافظ بدون تشنج. ويّذكر جميع اللاعبين في الأسر، والسلطة الدينية، بالاستحقاقات التي تواجه الشباب اليوم: " الأقطاب المغناطيسية المتشابهة تتنافر، إنه قانون الطبيعة الذي جعلنا نحلم بثلاث نساء يقدن سيارة "إسكاليد" ساعدننا للوصول إلى المنتجع". يقول المؤلف أسئلته المودخة كما غيره من الكتاب السعوديين والعرب، لكنه يعلنها بلا رفع عرف الديك الهراتي عاليا، هو يسأل لأنه يعرف الصياد المعلوم داخله، والطريدة المجهولة أمامه. *** الصقعبي من الكتاب السعوديين الذي استنطق الولع السحيق بالنساء في هذا الكتاب، من داخل منظومة القيم التي بدأت بالتأرجح قليلاً لكي نستطيع قراءة بعض الأعمال التي تحمل مثل هذه الإشارات في الغد المتحول وللجنسين. بجانب العطش الحقيقي للمرأة، يوجد رعب هستيري من النساء أيضاً، نعثر عليه في الدنيا وبين السطور، وهذه مفارقات التربية والتحصيل العلمي والتفاوت الطبقي والثقافي الخ. الطريف وبعد نشر مقالي الأول عن روايته "اليوم الأخير لبائع الحمام".. قبل شهور، كتبت في ختام مقالي "وإلى حلقة قادمة" فوصلتني بعض التعليقات من داخل السعودية، وكلها سلبية. تقول؛ يافلانة، مقال واحد يكفي، لأننا نعمل في صحيفة واحدة، وما كتبته يعتبر نوعاً من التهليل له. عال، لوقت قصير يفهم هذا الكلام ضدي، لكني لم أكترث. الحقت مقالي الأول بالثاني هذا. لقد نشأت وأنا أتمهل أمام التجارب الكتابية خفيضة النبر، حسنة التيلة، ففي حياتي الأدبية لم أعثر قط من قرأ تجاربي ورواياتي الأولى، بل على العكس، تم تجاهلها وإهمالها ولسنين، وهذا حديث آخر. للتذكير؛ منذ عام 1983 وأنا أكتب في هذه الصحيفة، توقفت ثم عدت، وحين عددت مقالاتي عن الكتاب والكاتبات السعوديات وطوال أكثر من خمسة وثلاثين عاما ظهر لي أنها أقل من أصابع اليدين. حسناً، اليوم وبعد قراءة رواية القوس والفراشة الفاتنة للشاعر محمد الأشعري، أبحث باليقين والإخلاص للكتابة عن رواية الجميلة رجاء عالم طوق الحمام ، وأدري أن ما ينتظرني هو السحر.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية تحتفي بالنساء للروائي السعودي عبد العزيز الصقعبي رواية تحتفي بالنساء للروائي السعودي عبد العزيز الصقعبي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya