السعادة الزوجية مسؤولية الزوج أم الزوجة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

السعادة الزوجية مسؤولية الزوج أم الزوجة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - السعادة الزوجية مسؤولية الزوج أم الزوجة

باريس - المغرب اليوم

حول قضية السعادة الزوجية كتب الكثير من الباحثين والأدباء، وتحدث فيها كل الناس من خلال علاقاتهم الاجتماعية، ولذلك لا شك أن الجميع في بحث دائم عن الوصفة السحرية للسعادة الزوجية لفض الاشتباك الآلي بين الأزواج.. وللأسف جاء رأي كثير من الأزواج محبطا للغاية ومقللا من جدوى البحث عن أسباب السعادة الزوجية قائلين: إنها مجرد وهم ولا يوجد في قاموس الزوجة غير التعاسة والتذمر، بينما أبدى بعضهم ندمه على الزواج، في حين يرى المتخصصون ضرورة أن يحرص الزوجان على توفير السعادة لكل منهما، وأن يضحي ويتغاضى عن عيوب شريك العمر. وفي هذا السياق تؤكد الدكتورة حنان سالم أستاذة علم الاجتماع، على أهمية السعادة خاصة مع تقدم العمر بالزوجين حتى لا يتسرب إليهما الملل، كما أن السعادة بين الزوجين تعد أمرا نسبيا، تتوقف على طبيعة كل منهما، وحسن استقباله للحدث المفرح، مؤكدة أن القانون الإلهي هو الذي يحكم العلاقة الزوجية، وهو كما جاء في القرآن الكريم: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) )(الروم: 21). فالرحمة والمودة بين الزوجين يعتبران سر السعادة الزوجية، خاصة وأن الحياة تحمل الكثير من المشاحنات والمتاعب التي قد تصيب أحد الزوجين بالتوتر، وقد تكون سببا في إفساد الحياة الزوجية واختفاء السعادة. وقالت الدكتورة بهيجة بهاء عربي، الأمينة العامة للهيئة العالمية للمرأة والأسرة: إن الأسباب الحقيقية في هدم السعادة داخل الأسرة تكمن في كل المعتقدات والأساليب الوافدة إلينا من الثقافات المختلفة، ولكن ليس معنى ذلك أن نعلق أخطاءنا على الآخرين؛ فلابد من تنمية الشعور بالمسؤولية داخل الأسرة لكي تحافظ على كيانها، ومن ثمّ تحافظ على سعادتها، وبالطبع فإن سعادة الأسرة تأتي من الزوجين أنفسهما. وألقت الدكتورة بهيجة المسؤولية على المجتمع بقولها: لا بدّ من إيجاد حلول عملية قابلة للتطبيق لتحقيق السعادة الأسرية، ويطبق ذلك عبر مؤسسات تعمل على إيجاد برامج لتوجيه الزوجين، وتنمية فكرهما، وإيجاد حلول لمشاكلهما، وهذه مسؤولية منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحكومية. كما أكدت على ضرورة توفير برامج تكافح عملية تفتيت الأسرة، فكل ما نراه من إعلام هدّام آتٍ من الغرب يعمل على تأزم العلاقة بين الزوجين، وبالتالي غياب السعادة بينهما، لذلك علينا التصدي لحملات تفتيت الأسرة. بينما تقول 'س . ش': 'ليتني لم أتزوج، فالسعادة الزوجية وهم يجري وراءه الكثيرون، ولا يجدونه، فقط توجد تعاسة زوجية.. ولذلك فأنا أنادي بالحرية والدعوة إلى العزوبية أو البحث عن ذات الدِّين. وصرح السيد 'م . أ' قائلا: إن السعادة الزوجية تكمن في التعاون والتفاهم والبعد عن العاطفة والحب؛ وذلك لأن الحب يطمس القلب، فالاختيار إذا قام على العقل يكون أفضل وأكثر واقعية، أما إذا كان الاختيار مقتصرا على الحب وميل كل طرف للآخر عاطفيًا، فسوف يصدق قول الشاعر: فما في الأرض أشقى من محب وإن وجد الهوى حلو المذاق تراه باكيًا في كل حين مخافة فرقة أو اشتياق فيبكي إن نأوا شوقًا إليهم ويبكي إن دنوا خوف الفراق فتسخن عينيه عند الفراق وتسخن عينه عند الطلاق وأكدت السيدة 'ع . أ'، أن السعادة الزوجية بيد الرجل فإن صلح، صلحت معه الأسرة كلها، فهو الذي يبني السعادة، وبيده أيضا دفنها حية. وبسؤالنا لبعض المتزوجين عن أسرار السعادة أجابوا بقولهم: إن الزواج هو سنّة الحياة، فإن الخطيبين عندما يتزوجان فقد خرجوا من دائرة الحلم، ودخلوا في سجن الروتين، ولقد تزوجنا هربا من العزوبية لا غير! بينما يقول الشيخ محمد عبد الرحمن محمد وكيل وزارة الأوقاف المصرية: إن أغلب المسلمين لا يفهمون العلاقة الزوجية فهما صحيحا، فهي ميثاق غليظ، فإذا فكر الرجل كيف أحل الله له زوجته وأباحها له لتكون متعة، وسكنا واستقرارا؛ لمنعه كل ذلك من إغضابها، فهي أمانة بين يديه، وعلى الرجل أن يقبل زوجته كما هي، فمن النساء من تعتريها الغيرة، ومنهن من تكون سريعة الغضب أيضا، فلابد من فهم فنّ إدارة الحياة الزوجية، حتى يهنأ الزوجان بالسعادة. ويرى الدكتور أحمد محمد قدري أستاذ الدراسات النفسية، أن السعادة في الحياة الزوجية هي مسؤولية الرجل والمرأة، ولا أعتقد أنها تقع على عاتق أحدهم فقط، فيجب أن يتعاون الجميع، لخلق حياة آمنة يسودها الحب والسلام، المرأة قد تكون المهندسة الحقيقية لإرساء قواعد السعادة في البيت، ولكن الزوج عليه أن يقدم دعما كاملا ليظل البناء واقفا ولا ينهار. ويؤكد الدكتور قدري أن الرجل صاحب المسؤولية الأكثر في تحقيق السعادة؛ لأنه المهيمن على الأسرة والقائم على متطلبات حياتها، ولذلك قد يجد الرجل سعادته في المناخ الهادئ وراحة البال وسعادة أسرته، وقد تجد الزوجة سعادتها في إحساسها بالحب والحنان من قبل زوجها، والمسؤولية كبيرة يجب على الزوج والزوجة تحمّلها ومواجهة الحياة وتوفير سبل الراحة لبعضهما، حتى لا يتسرب الملل إليهما ويضيع الحب والاهتمام.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعادة الزوجية مسؤولية الزوج أم الزوجة السعادة الزوجية مسؤولية الزوج أم الزوجة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya