المرأة السياسية عبارة عن كفاءة وقوة وبكاء
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المرأة السياسية عبارة عن كفاءة وقوة وبكاء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المرأة السياسية عبارة عن كفاءة وقوة وبكاء

دبي - المغرب اليوم

تشهد عديد الدول احتجاجات تتراوح بين السلمية والعنيفة تعبيرا من مواطنيها عن عدم رضاهم على ما تقدمه سياسة حكامهم، وكل شخصية سياسية تنحت لنفسها طريقة في التفاعل مع وقع الاحتجاج، ومؤخرا لفتت الأنظار دموع ذرفتها رئيسة وزراء تايلاندا مستجدية المتظاهرين وقف الاحتجاج، رغم أن عديد سياسيات العالم سعين إلى تقديم صورة للصلابة والقوة، ونادرا ما التجأن للدموع في ممارسة السياسة. في بانكوك ناشدت رئيسة وزراء تايلاند ينجلوك شيناوترا والدموع تملأ عينيها المتظاهرين المعارضين للحكومة مغادرة الشوارع وتأييد إجراء انتخابات مبكرة، بعد أسابيع تخللتها تجمعات حاشدة اتسمت في بعض الأحيان بالعنف ورفض المحتجين لدعوتها إجراء انتخابات عامة، وقالت للصحفيين بنبرة الاستجداء: «الآن وقد حلت الحكومة البرلمان أطلب منكم أن توقفوا الاحتجاجات.. تراجعتُ إلى النقطة التي لا أعرف عندها أن أتراجع أكثر». وامتلأت عيناها بالدموع وهي تتحدث قبل أن تتمالك نفسها بسرعة كاشفة عن مشاعر الضعف والخوف التي تراكمت نتيجة لأسابيع من الاحتجاجات، فقد فضحت دموعها ما تحاول إخفاءه من مشاعر الاضطراب والخوف ومن عدم قدرة على التحمل والصمود، ولحقيقة الأمر أنها عبرت بطريقة تلقائية تعبيرا تلتجئ له أغلب النساء عند الإحساس بالضعف، وهو ما يحيلنا لضرورة التعمق في شخصية المرأة التي تضطلع بمهام القيادة والريادة وتعتلي مناصب سياسية رفيعة. فالدموع والاستجداء لا يدلان إلا على ضعف الشخصية، وتداول هذا الخبر وما ينجر عنه من استنتاجات يصدر صورة عن ضعف النساء السياسيات، حيث لا تستطعن كبح مشاعرهن ولا السيطرة على دموعهن، لكن الملاحظ أنه نادرا ما يسجل التاريخ مثل هكذا ردود فعل عن السياسيات. فالتاريخ لم يذكر يوما أن مارغريت تاتشر قد بكت أو صدر منها تصرف يدل على الضعف أو الخوف بل كانت توصف بالمرأة الحديدية، واعتبرت فترة توليها منصب رئيس وزراء بريطانيا الأطول حيث بقيت تقود وزراء من الرجال وتمنحهم القوة من عام 1979 حتى عام 1990، ومثلت أول امرأة بريطانية تتولى هذا المنصب، وهي أيضا أول قائد سياسي بريطاني يكسب ثلاثة انتخابات وطنية متتالية. واشتهرت تاتشر بالعند والأسلوب الهجومي أثناء المفاوضات، واتخذت قرارات جريئة أبرزها القضاء على النقابات ومواجهة الجيش الجمهوري الأيرلندي والدفاع عن مصالح بريطانيا في أوروبا وانتقاداتها الدائمة للاتحاد السوفييتي المنهار، وهو ما يبرر اكتسابها للقب المرأة الحديدية لإرادتها القوية وجرأتها، وحتى عندما أرغمت على الاستقالة تقبلت الأمر على مضض واستقالت. أما رئيسة الأرجنتين كرستينا فيرنانديز فهي الأخرى تبدي صلابة وقوة وتعلو وجهها ابتسامة دائمة، ورغم إصابتها بالسرطان وإجراء عمليات جراحية لاستئصاله إلا أنها لم تظهر يوما عبر وسائل الإعلام ضعيفة أو منهارة، وهي أول امرأة تعتلي سدة الرئاسة في بلادها، وتبدو دوما محاطة بفريق عمل رجالي إذ لا تفضل النساء في فريق عملها. وهيلاري كلينتون كانت وزيرة خارجية الولايات المتحدة المرحة في زمن أميركي مهادن، فهي تمازح الجميع وتتصدر ضحكتها صورها في جميع المحطات الإعلامية، خلافا لما كانت عليه مادلين أولبرايت، أول امرأة أميركية تتسلم نفس المنصب من عام 1997 حتى عام 2001، وكانت توصف بامرأة في هيئة قبطان بحري شرير وأثارت استياء العالم بمواقفها المتعنتة والمتشددة، ولن ينسى التاريخ جملتها المشهورة حول موت مليون طفل عراقي تحت طوق الحصار الأعمى من أجل إسقاط صدام حسين حيث علقت بأنه ثمن مناسب للحصار. واليوم تبدو في آسيا الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه، امرأة من اقتصاد ديمقراطي صاعد تتحرك مع رجالها كالعجلة الكورية وتعتبر من أكثر الشخصيات السياسية تأثيرا في بلادها منذ عهد الرئيس كيم يونغ سام لذلك فازت في الانتخابات الرئاسية العام الماضي. وكانت بذلك أول امرأة رئيسة في كوريا الجنوبية. ورغم أنها وضعت نفسها أمام تحد بالغ الصعوبة، يتمثل في مواجهة التهديدات العدائية المتزايدة من الشطر الكوري الشمالي، إلا أنها تبدي برودا وهدوءا آسيويا أمام كل ما يعترضها من مصاعب في تسيير شؤون بلادها. وقد تعهدت في أول خطاب رسمي لها عند تسلم منصبها ببذل قصارى جهدها من أجل «بناء كوريا القوية، التي ينعم فيها الجميع بالسعادة، والعمل على تحقيق الازدهار الاقتصادي». وفي البرازيل تدير شؤون البلاد أول امرأة رئيسة وهي ديلما روسيف التي التحقت بصفوف اليسار المعارض لسياسة البلاد منذ السنوات الأولى من شبابها، وناضلت ضد سياسة القمع التي انتهجها الحكم الاستبدادي في بلادها آنذاك، وأمضت ثلاث سنوات من حياتها في السجن ثم استعادت حريتها سنة 1972. وواجهت روسيف وحكومتها احتجاجات واسعة في يونيو الماضي، ولكنها تمكنت من تجاوز الموقف بذكاء واقتدار من خلال أخذها قرارا أرضى المحتجين عندما وعدت بميثاق كبير لتحسين الخدمات العامة، ولاستفتاء شعبي لتشكيل جمعية تأسيسية لإجراء إصلاحات سياسية، وهو ما جنبها مزيدا من الاضطرابات في بلادها ومزيدا من تدهور الأوضاع. هذا ولا بد من الإشارة إلى أن المرأة سعت وتسعى دوما لإثبات قدرتها وكفاءتها في جميع المجالات خاصة منها السياسية، رغم ما يمكن أن تتصف به شخصيتها وحياتها الشخصية من اضطراب ولين أو ضعف لطبيعتها كأنثى، غير أن تاريخ النساء السياسيات أكد قوتهن وصلابتهن.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة السياسية عبارة عن كفاءة وقوة وبكاء المرأة السياسية عبارة عن كفاءة وقوة وبكاء



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:41 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حافلات مجانية لنقل جماهير الطاس في مباراته الدفاع الجديدي

GMT 05:42 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

عطور الورود تكمل أناقتك في 2018 بإطلالة شبابية

GMT 15:35 2013 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

أفكار رائعة لتصميمات الحدائق فوق أسطح المنازل

GMT 14:35 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

الطبيعة تسيطر على "جورج حبيقة" لصيف 2017

GMT 01:57 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيفانكا ترامب تحضر أول لقاء مع رئيس الوزراء الياباني
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya