السخاب حلي الأناقة والهوية للمرأة في منطقة الحضنة الجزائرية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"السخاب" حلي الأناقة والهوية للمرأة في منطقة الحضنة الجزائرية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الجزائر - واج

يمثل "السخاب" لدى المرأة بمنطقة الحضنة بما فيها المسيلة وبوسعادية ومناطق أخرى حلي الأناقة والجمال وكذا الهوية الذي لا غنى عنه مهما كانت الاغراءات الأخرى من مجوهرات الذهب والفضة. والسخاب هو ذلك العقد الطويل الذي كان ولا يزال يزين صدر النساء عبر هذه المناطق من الجزائر في كل مناسبات الفرح.وقد التصق بالمرأة الجزائرية خاصة بالمناطق الداخلية ورافقها منذ القدم الى أن أصبح اليوم جزءا من هويتها . ويصنع عقد السخاب من مجموعة من المواد الطبيعية يضاف اليها المسك والقرنفل وغيرها من المكونات منها حبة "القمحة"وهي نبتة توجد بجنوب البلاد.وتعجن هذه المواد وتقطع حبيبات وتجفف في الهواء الطلق ثم "تركب" عقدا يطلق عليها اسم "السخاب" ذي المنظر الجميل والرائحة الزكية .ويعيش عقد السخاب عمرا مديدا وقد يتوارث من الجدات الى الحفيدات. وفي منطقة الحضنة ترتدي العروس السخاب "ليلة الحناء" حيث يظهر جميلا بلونه البني القاتم وهو يوزع رائحة العنبر التي تعطر أجواء العرس. كما تتزين الكثير من النساء بالسخاب حتى ولو كان لديها ما ترتيده حول عنقها من مجوهرات أخرى تكون في الغالب أغلى من عقد السخاب. ويحدث أن تضيف سيدات بعض حبات الجوهر بين حبات السخاب. ويوضع السخاب لسنين في الخزانة أو في علبة الصياغة للمرأة بل وحتى في صندوق المال في البيوت لذا فإنه كثيرا ما تشتم رائحة مسك السخاب في بعض الأوراق النقدية المتداولة في الأسواق والمحلات. ويتكون السخاب حسب أهل الاختصاص ببوسعادة من عجينة تصنع من حبات "القمحة" التي تشبه حبات الرز لكنها غير صالحة للاستهلاك حيث تقوم النساء برحي "القمحة" وتحويلها إلى عجينة ثم يضاف إليها المسك والقرنفل ويتم تشكيلها كحبيبات في شكل أهرامات صغيرة. ويتم ثقب الحبيبات باستعمال الإبرة أو بخيط الحلفاء الذي يعتبر الأحسن كون حبات السخاب تبقى عالقة به إلى غاية أن يجف ليتم سحب خيط الحلفاء وتعويضه بالخيط العادي.وهكذا يصبح السخاب جاهزا لتضعه النساء بكل كبرياء حول طوقهن. وبالرغم من وجود منافسة شديدة من قبل الحلي المزيفة أو الفضية أو الذهبية غير أن السخاب يبقى يحتل مكانة خاصة لدى نساء الحضنة عموما وبوسعادة خصوصا حيث يقصد كثيرا من الناس هذه المدينة لأجل شراء السخاب الذي قفزت أسعاره من 1000 دج خلال السنوات الماضية إلى ما لا يقل عن 4000 دج حاليا بالنسبة للسخاب العادي الذي يكثر عليه الطلب من قبل النساء من شرق وغرب ووسط بل وحتى من جنوب البلاد. وللسخاب مكانته الخاصة لدى المرأة فهو كعقد جلاب مثير للانتباه من خلال رائحته الزكية التي تحتم على الناس إدارة وجههم إلى المارة من النساء مرتديات السخاب. وكان ولا يزال السخاب موضوع قصائد شعبية حيث تغنى الشعراء به ذاكرين أسماء السيدات اللواتي ترتدين هذا الحلي الجميل مثل حدة والعارم والخضراء وغيرها من أسماء النساء الجميلات ذات السخاب. وكثيرا ما كان السخاب بحكم استعماله الكبير مصدرا لزيادة الميزانيات العائلية لقاطنات منطقة بوسعادة اللواتي يقمن بصناعته وبيعه حيث يستقبلن خصوصا أثناء فصلي الربيع والصيف بل وحتى الخريف طلبات النساء ليتم تلبيتها في آجال لا تتعدى اليومين أو الأسبوع على أكثر تقدير. ومن بين نساء بوسعادة من تملك سخابا يتعدى عمره نصف القرن ولا يزال إلى حد الآن جديدا كما لو أنتج منذ مدة قصيرة وذلك لكونه مصنوع من مواد طبيعية قليلة التلف وتتخوف نساء بوسعادة الماهرات في صناعة السخاب "من أن يتفطن بعض الصينيين لهذا النوع من الحلي ليضحى مصنوعا من مواد مصنعة وكيميائية وبكميات كبيرة تفتقر إلى الناحية الجمالية والقيمة التقليدية لهذا الحلي ولميزته الطبيعية غير المضرة بالصحة".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السخاب حلي الأناقة والهوية للمرأة في منطقة الحضنة الجزائرية السخاب حلي الأناقة والهوية للمرأة في منطقة الحضنة الجزائرية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya